يجب أن يراعي كل الطوائف والمراكز الحساسة
حل سريع قبل القمة العربية وبري من أشد المتفائلين

ريما زهار من بيروت: يؤكد مقربون من رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن هناك أملاً كبيرًا بعد المباحثات الإيرانية السعودية بشأن لبنان، إضافة إلى المساعي التي يقوم بها بري شخصيًا وأنها ستؤدي إلى مشروع حل في الأيام القليلة المقبلة وحتى قبل مؤتمر العراق في 10 آذار(مارس) المقبل.

وفي ما خص المحادثات الإيرانية السعودية، تضيف المصادر المقربة من بري أنها كانت إيجابية في ما خص لبنان وأن الأفكار المطروحة سيحملها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في جولته العربية، التي ستشمل دمشق ثم بيروت قبل القمة العربية في السعودية، وأن الافكار المطروحة كانت عبارة عن سلة متكاملة من الحلول تشمل المحكمة الدولية والحكومة ورئاسة الجمهورية والإنتخابات النيابية.

وبانتظار أن يحصل الأمر، فإن زوار بكركي ينقلون عن البطريرك مار نصرالله بطرس صفير إمتعاضه من تصريحات بعض القادة، ويتساءل من يهتم اليوم بما يتطلبه الشعب اللبناني وما يريده من مصالح إجتماعية ووطنية، مشيرًا إلى أن الفقر بات سيد الموقف لدى غالبية اللبنانيين الذين يطالبون بإلحاح أن يهتم السياسيون بأوضاعهم المعيشية، وألاّ

يعتبرونهم كبش محرقة يؤدون غاياتهم السياسية دائمًا.
لكن مع اقتراب الوصول إلى حل، يبقى الموقف السوري متأزمًا. إذ طالب القادة السوريون أن يعتمد نظام سوري في المحكمة الدولية ورغم ذلك يتم الحديث في الآونة الأخيرة عن سلة محادثات تشمل سلاح حزب الله وكذلك ضرورة إيجاد حكومة وحدة وطنية تشمل كل اللبنانيين.
وبالنسبة إلى الكثيرين من القضاة فإن إعتماد ما تم طرحه من وزراء في الحكومة الوطنية أي 19+10+1، يعتبر إنتهاكًا فاضحًا للديمقراطية في لبنان.

وفي ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان يبقى الجدل بين الأفرقاء سيد الموقف، مع وجود قوى الموالاة التي تطمح إلى إبقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وتؤكد أن هذه الحكومة هي شرعية ودستورية، بينما تعتبر قوى المعارضة بأن حكومة السنيورة غير دستورية، وتصر على موقفها من التصعيد للوصول إلى العصيان المدني من أجل الإتيان بحكومة وحدة وطنية تمثل برأيها كل فئات اللبنانيين.

فوضى

من جهته يرفض رئيس الجمهورية العماد أميل لحود أن يوقع على كل قرار يصدر من مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء ينعقد حاليًا من دون رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض عقد جلسات نيابية إلا بعد أن تتم معالجة قضية الحكومة، وهذا ما يخلق في لبنان فوضى كبيرة، تنتظر أن تنظم من قبل مبادرات دولية وإقليمية لأن الوضع بات معقدًا جدًا في لبنان. مع الإشارة إلى أن الوزراء الشيعة المستقلين من وزاراتهم، يقومون بأعمالهم كالمعتاد تحت شعار تصريف الأعمال، وهذا يخلق أيضًا نوعًا من الفوضى بين مختلف القطاعات.

وتبقى الإشارة إلى أن قوى المعارضة تستفيد اليوم من دعم رئيس الجمهورية أميل لحود لها ورغم ذلك فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يزر قصر بعبدا منذ عامين، إضافة إلى أن الجنرال ميشال عون كذلك لم يقم سوى بزيارة واحدة لرئيس الجمهورية، وهذا يعني أن بعض قوى المعارضة تقوم أيضًا بتهميش الرئاسة الأولى، لذلك فإن أي اتفاق بين اللبنانيين يجب أن يبنى على توازن القوى ويجب أن يؤخذفي الإعتبار، كما تفيد المصادر المقربة من الرئيس بري، كل الطوائف اللبنانية وألا تكون هناك تسوية لطائفة على حساب طائفة أخرى.