عرفه العالم منذ القدم خصوصًا في النروج
التزلج في لبنان يفقد بعضًا من رواده

منتجع فاريا شبه فارغ

ريما زهار من بيروت: يبدو ان المنتجعات الشتوية تأثرت نوعًا ما بالاحداث التي يمر بها لبنان، فبدا روادها اقل بقليل من السنوات الماضية، ورغم دفء الطقس، فان رواد التزلج في فاريا كانوا باعداد قليلة نسبيًا، وكلها امور تؤثر على اقتصاد لبنان وتؤخره.

تقول لورانس (سائحة فرنسية) انها اتت الى لبنان رغم كل المشاكل التي يتخبط بها لانها تحب منتجعاته الشتوية وخصوصًا منطقة فاريا المزار، كما تتمنى ان ينعم لبنان بهدوء كامل لانه بلد جميل، كما تقول، وعلى اللبنانيين ان يعوا اهمية وطنهم ولا يزيدون في خرابه.جهاد استغل quot;الويك أندquot; حتى يتمتع بالتزلج، وهو يعتبر بان هذه الرياضة من ارقى ما وجد في العالم، وبان لبنان يمتاز بها عن غيره من البلدان رغم ارتفاع الاسعار في بعض الاحيان خصوصًا في ايام العطل.

موريس اتى مع زوجته وطفليه وهو يحاول تعليم ولديه ممارسة رياضة التزلج ويعتبر ان الاحداث في لبنان يجب الا تؤثر على نفسية المواطن اللبناني الذي يحب الحياة بطبيعته ولا يخاف ابدًا من الارهاب والموت.ليال كانت برفقة خطيبها وتقول ان هذا الاخير يحب كثيرًا التزلج وهي تسعى جاهدة لتعلم بعض قواعده رغم الخوف الذي يعتريها احيانًا، وتفضل لو كانت تعلمت هذه الرياضة في سن مبكرة.

يتمتعون بيوم مشمس

ويعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الاوسط المجهزة لممارسة انواع الرياضات الشتوية.
وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الاقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالاضافة الى تسهيلات كثيرة تشمل ادوات التزلج.

وفي لبنان ستة منتجعات سياحية شتوية هي الارز وفاريا-عيون السيمان واللقلوق وكفرذبيان وقناة باكيش والزعرور.
يذكر ان رياضة التزلج ادخلت الى لبنان في العام 1913 حين عاد شاب لبناني يدرس الهندسة في سويسرا الى لبنان محترفا هذه الرياضة وبعد 20 عاما اصبحت هذه الرياضة تمارس بكثرة على المنحدرات اللبنانية حتى يومنا هذا.



التزلج في التاريخ

تقول المراجع المختصة أن التزلج رافق الإنسان القديم الذي عاش في المناطق الشمالية والجنوبية الباردة.

فقد عرفت القبائل البدائية التي استوطنت شمالي أوروبا وآسيا المزالج قبل تعرفها للدولاب.

من المرجح أن الإنسان في العصور الأولى تحول تدريجيًا من انتعاله الحذاء الجلدي إلى المزلاج الخشبي الذي ساعده على الانتقال والانزلاق على الثلج. وقد تنوعت أشكال هذا المزلج وفق العصور والمناطق والحضارات، فتارة كان شكل المزلج عريضًا وقصير الطول شبيهًا بالمضرب (الراكيت) وقد غطي في أغلب الأحيان بجلد الحيوان السميك، وطورًا كانت المزالج طويلة ورفيعة يناهز طولها المترين أو الثلاثة.

وقد استعملت قبائل اللابون نوعين من المزالج: مزلج طويل للقدم اليسرى ومزلج قصير للقدم اليمنى مهمته تيسير الانطلاق على الثلج باندفاع أقوى وزخم أكبر، وبقي التزلج من خصائص البلاد الشمالية الباردة حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي .

بلد التزلج الأول

في أواسط القرن التاسع عشر، عرف التزلج تطورًا جديدًا وبخاصة في بلاد النروج، ولم يعد فقط وسيلة مفيدة ومساعدة للانتقال بل رياضة يمارسها الهواة والمحترفون.

فالنروج هي التي أعطت للتزلج وللمزلج اسم quot; سكيquot; فالكلمة نروجية أصلًا، والنروج هي الدولة الأوروبية الأولى التي أضفت على التزلج طابعه الرياضي المنظم.

وبفخر كبير، ذكر النروجيون العالم أجمع بفضلهم هذا، عندما أتيحت لهم إقامة المباريات الأولمبية الشتوية في أوسلو العام 1952 ، وقد رفضوا نقل الشعلة الأولمبية من اليونان ومن جبل الاولمب بالذات، كما هي العادة، وإنما أصروا على انطلاق المشعل الأولمبي من قلب مقاطعة من بلادهم هي منطقة تليماك حيث عرفت أولى المباريات الرسمية في التزلج في العصر الحديث .

رياضة أولمبية
أما بالنسبة للتزلج كرياضة أولمبية عالمية، فقد انطلقت العام 1924 من فرنسا وبالتحديد من منطقة شامونيكس وهي اليوم رياضة معترف بها كشكل من أشكال الرياضات الأولمبية المختلفة، ويقام لها دورة شتوية خاصة مرة كل أربع سنوات .

*تصوير ريما زهار