إيلاف من أمستردام: عقد مساء الثلاثاء 15 كاونون الثاني/ يناير 2008 في العاصمة الهولندية أمستردام المؤتمر الاول لاقباط هولندا الذي نظمته الهيئة القبطية الهولندية التي تأستت عام 2006. جلسات المؤتمر التي استمرت حتى ساعة متاخرة من الليل تحدث فيها عدد من الناشطين في الحركة القبطية عالميا من داخل مصر وخارجها. اذ كان انطون شنودة من الهيئة القبطية في هولندا اول المتحدثين في الجلسة الاولى فالقى كلمة اشار فيها لوطنية الاقباط مستعرضا ارتباطهم التاريخي ببلدهم مصر خاصة في المرحلة التي سبقت ثورة يوليو عام 1952 التي اعتبرها بداية مرحلة التضييق على الاقباط معرجا على الاحداث التي راح ضحيتها الاقباط منئذ. واد على دور الاقباط الوطني مثل رفض البابا شنودة زيارة القدس حتى يتمكن المسلمون من ذلك ايضا ووقوف الاقباط ضد استهداف مصر من الخارج. لكنه اكد ايضا على ضرورة الوقوف ضد الاسلمة الاجبارية وضد كل مايؤدي الى اضعاف الشعور الوطني للاقباط.

ثم القى البروفسور الهولندي جاك فان دير فليت استاذ اللغة والثقافة القبطية في جامعة ليدن بهولندا محاضرة مطولة استعرض فيها تاريخ اللغة القبطية وتطورها وارتباطها بلغات وثقافات اخرى ابرزها اليونانية. واظهر انحسار وازدهار اللغة القبطية ابرزها سنة 300 الى 600 ميلادية حين انحسرت الثقافة واللغة اليونانية في مصر. واشار الى فترة ازدهار اللغة القبطية في القرن الثالث لدوافع اقتصادية ودينية حيث كان الرهبان في مصر يتعبدون ويؤدون صلاتهم بها. وعرض امثلة تاريخية مصورة من اثار ولقى وصخور حول ارتباط اللغة القبطية باليونانية اذ ارجع البروفسور فليت ارتباط القبطية باليونانية اكثر من العمق الفرعوني.

وتحدث بعده المهندس يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني التي تصدر في القاهرة عن ماضي الاقباط وحاضرهم ومستقبلهم منوها في بدء كلامه بالقدر الكبير من المعلومات التي يعرفها غير الاقباط عن الاقباط اكثر من الاقباط نفسهم. وركز سيدهم على واقع الاقباط خلال العقود الثلاثة الاخيرة في مرحلة سبعينيات القرن الماضي التي اعتبرها تجسيدا لواقع الاقباطز وتحدث عن حقوق الاقباط ومعاناتهم بعدم مساواتهم باخوانهم المسلمين وعن ازمة المواطنة في مصر التي باتت تكرر مؤخرا عن الاكثرية والاقلية في مصر باعتبار الاقباط اقلية عددية تدين بدين غير دين الاكثرية. واشار للحرج الشديد الذي يعاني منه النظام المصري بسبب انعقاد مؤتمرات الاقباط في الخارج. واسهب في الحديث عن المجلس القومي لحقوق الانسان الذي تاسس برعاية الدولة المصرية وعقد مؤخرا مؤتمرا جمع اقباط ومسلمين واشاد بنشاط هذا المركز بعد ان خرج من دائرة الشك التي واكبت دوريه الماضيتين. وكشف عن وجود ممانعات من اقباط ومن مسلمين تحول دون تفعيل المطالبة بحذف خانة الديانة من بطاقة الهوية الشخصية في مصر وان هناك اقباطا يطلبون بالابقاء ذكر الديانة في بطاقة هوية الاحوال المدينة تنظيما لامورهم المدنية والاجتماعية.وراى ان هذا الامر لم يحن موعده لدى الاقباط ايضا.

وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور ابراهيم حبيب رئيس الهيئة القبطية في بريطانيا مؤكدا على ضرورة المطالبة بالحقوق وعدم انتظار من يجود بها على من هدر حقه. مستشهدا بنماذج من وصايا السيد المسيح في ذلك. ودعا الى التمسك بالعمل لنيل الحريةز واستطرد في الحديث عن موجة الاصولية الاسلامية في مصر التي حملها ماحصل للاقباط اذ ينظر التكفيريون لغير المسلم باعتباره كافرا. واوضح خطورة الفكر المتطرف على كل مصر وقال ان الحكومة المصرية تنبهت مؤخرا لهذا الخطر.

ثم تحدث بعده الكاتب مدحت قلادة المسؤول الاعلامي لهيئة quot;الاقباط متحدونquot; في سويسرا تحدث عن الدور التاريخي للاقباط وتطور واقعهم تراجعا منذ ماسماه بانقلاب يوليو الذي قاده كبار الضباط في حركة الضباط الاحرار مشيرا ان اختراق حركة الاخوان المسلمين للصف الاول من الضباط الاحرار مثل جمال عبد الناصر الذي كان اسمه الحركة في الاخوان عبد القادر وانور السادات وحسين الشافعي واخرون. معتبرا فترة حكم السادات البداية الاوسع لاسلمة المجتمع المصريز واستعرض التهميش الذي يعاني منه الاقباط اليوم مقارنة بفترات سابقة على عام 1952 مشيرا لوجود دائرة انتخابية كلها مسلمون ولم يكن فيها من قبطي سوى النائب عن تلك الدائرة مقارنها بفترى تالية حيث لم يشغل اي قبطي اي مقعد في البرلمان منتهيا بالدورة الحالية التي يوجد فيها قبطي واحد منتخب واربعة معينين بين 440 عضوا.

وتلت المحاضرات مداخلات و واسئلة من الحاضرين الذين بلغ عددهم نحو 200 من الاقباط والمسلمين من داخل وخارج هولندا وممثلي وسائل الاعلام. وكشف بهاء رمزي وجون سدراك من الهئية القبطية في هولندا قبل انتهاء جلسات المؤتمر ان الهيئة وجهت دعوات للسفرة المصرية في هولندا لكن لم يحضر او يعتذر احد منهم.

وقبل انتهاء جلسات المؤتمر اعلن رئيس الهيئة القبطية في هولندا بهاء رمزي عن الاتفاق على تأسيس الاتحاد القبطي في أوربا من قبل الهيئات القبطية في اوربا الغربية والشرقية وقال انه سيسعى لحل مشاكل الاقباط داخلو خارج مصر وان الاتحاد القبطي الاوربي هذا سيعقد اجتماعات ومؤتمرات دورية.