القاهرة، باريس، وكالات:
أكد رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة هنا اليوم أن المبادرة العربية هي الأمر الجدي المطروح على الساحة للاسهام جديا في مساعدة لبنان على الخروج من الوضع الصعب.
وقال السنيورة للصحافيين في أعقاب اجتماعه الى الرئيس حسني مبارك ان المبادرة العربية باتجاه لبنان أتت بمثابة اقتراح quot;جدي ورصينquot; كان يمكن لها أن تفتح الفرصة لعودة عمل المؤسسات الدستورية والسياسية.
وأوضح السنيورة أن المبادرة العربية تنطلق أساسا من الدستور اللبناني ومن المفاهيم والمبادىء الأساسية التي تحكم الحياة السياسية في لبنان كما أنها لا تمكن الأكثرية من أن يكون لديها العدد الذي يمكنها من فرض أي قرار في نفس الوقت الذي لا يمكن للمعارضة فيه أن يكون لديها القدرة على التعطيل.
وحول الجهة المناط بها تفسير المبادرة العربية بعد اختلاف القوى اللبنانية على بعض المصطلحات الواردة فيها لفت السنيورة الى أن الجهة التي وضعت المبادىء هي الجامعة العربية وأنها quot;أولى الجهات بتفسيرها اغلاقا للتفسيرات المختلفةquot;.
وشدد على أن الأولوية فى لبنان يجب أن تظل لانتخاب رئيس جديد مبينا أن فشل المبادرة العربية سيقود لبنان الى مواطن الخطر والفتنة والتشنج وأنه ليس أمام اللبنانيين سوى الجلوس مع بعضهم بعضا لأنه لا يمكن للأوضاع أن تستمر على هذا النحو خاصة في تعطيل مجلس النواب وعدم انتخاب رئيس جديد.
وأضاف انه لايرى بديلا عما قدمته المبادرة العربية داعيا كل الأطراف الى ضرورة فهم هواجس الآخرين وآرائهم والعودة الى الحوار ومؤكدا أن عودة المجلس النيابي المعطل منذ 15 شهرا للعمل ستسهم في تحقيق الحوار بين اللبنانيين.
وأعرب السنيورة عن أمله أن يسهم اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأحد المقبل بالقاهرة في سحب فتيل التوتر في لبنان من خلال تأكيد المبادرة العربية وأهمية انجاز الاستحقاق الدستوري وأولوية انتخاب رئيس الجمهورية.
وأوضح أن المشاورات مع الرئيس المصري تناولت كذلك عددا من القضايا الاقليمية الأخرى وفي مقدمها الوضع في غزة معربا عن رفض لبنان لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال ان المحادثات تناولت سبل تعميق العلاقات الاقتصادية بين مصر ولبنان لا سيما ما يتعلق منها بتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري من خلال الخط العربي للغاز الذي يمر عبر الأردن وسوريا.
الإليزيه: فرنسا لن تتخلى عن لبنان والاتصالات مع سورية لم تكن بداية للتطبيع

إلى ذلك أعربت باريس اليوم عن quot;خيبة أملهاquot; من الإرجاء الجديد لجلسة انتخاب رئيس لبناني حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، وأكدت أنها لن تتخلى عن لبنان، وأوضحت أن الاتصالات عالية المستوى التي أجرتها مع دمشق بشأن الأزمة اللبنانية، ومن ثم توقفت، لم تكن بداية لتطبيع العلاقات مع سورية.
وأكد الناطق الرئاسي دافيد مارتينون أن باريس تواصل العمل بشأن الأزمة اللبنانية، وأن موقفها لم يتغير وقال quot;لقد أخذنا علما بالتأجيل الجديد للانتخابات، الذي قررته الأطراف اللبنانية، ونأمل باحترام التاريخ الجديد في الحادي عشر من شهر شباط/فبراير القادم، ونثني على جهود جامعة الدول العربية وخاصة جهود أمينها العام عمر موسى الذي يقوم بعمل لافت ضمن ظروف صعبةquot;. وأضاف quot;نؤيد تماما خطة الجامعة العربية المؤلفة من ثلاث نقاط، ولكن بنفس الوقت يجب لا نخفي خيبة أملنا من إرجاء الانتخابات مرة جديدة، لأن هذه الأزمة طالت أكثر مما يجبquot;، وفق تعبيره.
وأشار الناطق الرئاسي ردا على الأسئلة في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إلى ما أعتبره quot;تقدما تم إحرازه خلال الأشهر والأسابيع الماضيةquot;، باتجاه حل الأزمة اللبنانية، ونوه بهذا الصدد إلى quot;ظهور مرشح توافقي، واستئناف الحوار المباشر بين الأطراف (اللبنانية) قبل أيامquot;. واستدرك مارتينون قائلا quot;كل هذا، غير كاف، ولكنه يذكرنا بأنه لا يحق لنا بالإحباط وبضرورة مضاعفة الجهود لأن فرنسا لن تتخلى أبدا عن لبنانquot; على حد قوله.
ووصف الناطق الرئاسي الفرنسي بـquot;الخطوة المهمةquot; أن تتبنى الجامعة العربية الأفكار التي أعدتها باريس، وذكر أن هذه الأفكار هي quot;الانتخاب الفوري لمرشح توافقي هو العماد ميشال سليمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بسرعة، وتبني قانون انتخابي جديد أكثر عدلا في أفق الانتخابات التشريعية القادمة، التي ستجري في العام المقبلquot;، واعتبر أن الخطة العربية تمثل quot;الحل الأفضلquot;، وقال quot;لا يوجد خطة أخرىquot;، لحل الأزمة اللبنانية.
وكرر مارتينون موقف باريس من تعليق الاتصالات السياسية بين باريس ودمشق، وأوضح أن الاتصالات توقفت بين قصر الإليزيه ودمشق، ولكنها مستمرة على مستوى السفير الفرنسي في دمشق. وذكر مارتينون بتصريحات ساركوزي في القاهرة، وقال إن الرسالة التي وجهتها فرنسا إلى سورية كانت واضحة وهي أننا quot;الآن نريد أفعالاquot;. وأوضح الناطق الرئاسي أن فرنسا لم تدخر جهدا بشأن لبنان، وقال quot;ضاعفت فرنسا جهودها ليقوم الأطراف المختلفة التي تهتم بالوضع في لبنان بممارسة نفوذ ايجابي في إطار البحث عن حلquot;. واستعرض مارتينون مجددا المساعي التي قامت به باريس مع دمشق مذكرا بهذا الصددد باتصالات ساركوزي مع نظيره السوري بشار الأسد ثلاث مرات، وقال quot;حتى الآن لم نحصل على الهدف الأول الذي حددناه، وهو انتخاب مرشح توافقي في لبنان مع ترشيح ميشال سليمان، ولهذا أعلن الرئيس (ساركوزي) تعليق الاتصالات المباشرة بين الإليزيه ودمشقquot;.
وأكد أن الاتصالات التي أجراها الإليزيه مع دمشق لا تشكل بحد ذاتها quot;بداية تطبيعquot; لأنها تركزت فقط على الوضع اللبناني، وأضاف quot;ننتظر نتائج، وعندما نحصل على نتائج ملموسة في لبنان يمكننا تخيل استئناف الحوار السياسي مع دمشق حول مجمل المواضيع الإقليمية، ولكن حتى الآن ننتظر تطورات في الملف اللبنانيquot;.
وفي سياق متصل، لم يؤكد الناطق الفرنسي فيما إذا كان قصر الإليزيه استقبل مؤخرا وفدا من (التيار الوطني الحر) التابع للعماد ميشال عون، وقال ردا على سؤال بشأن هذا الوفد quot;سأتحقق من الأمرquot;، من دون إيراد أي تفاصيل.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحث الشأن اللبناني، مساء أمس، مع رئيس وزراء قطر، ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. ولكن لم يعط الناطق الرئاسي أي تفاصيل عما جرى في هذا اللقاء، موضحا أنه كان quot;لقاء ثنائياquot; بين ساركوزي وآل ثاني. أما الناطقة باسم الخارجية باسكال أندرياني فأوضحت أن وزير الخارجية برنار كوشنير بحث بدوره الشأن اللبناني مع نظيره القطري آل ثاني، وأجمعا على تأييد الخطة العربية وجهود موسى.