بلال خبيز من بيروت:حدد السيد حسن نصرالله نوعية الرد الذي سيلجأ إليه حزب الله في مواجهة اغتيال رئيس مجلسه الجهادي الحاج عماد مغنية. امين عام حزب الله اوضح ان اختيار اسرائيل لميدان خارج الأرض اللبنانية لتنفيذ عملية الاغتيال أسقط عن الحزب كل تحفظ في استهداف أهداف اسرائيلية خارج ميدان القتال الفعلي، اي لبنان واسرائيل. مما يعني ان الحرب بين الجانبين سيكون ميدانها العالم كله، وعالم حزب الله ضيق مثلما هو معروف، مما يجعل استهدافه صعباً بخلاف عالم اسرائيل الممتد على معظم رقعة الكرة الأرضية طولاً وعرضاً، وهذا يجعل مناعتها اقل في مثل هذه الحروب. وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب كلاسيكية جديدة، كتلك التي اختبرها لبنان بين شهري تموز ndash; يوليو، والنصف الأول من آب ndash; اغسطس، من العام 2006.

حجم التجاوب مع الدعوة يذكر بالرابع عشر من آذار 2005
الموالاة تحشد قواها في ذكرى إغتيال رفيق الحريري الثالثة

عون ونصر الله... ترميم التفاهم وتجديد التأكيد على الثوابت

سوريا تنفي تشكيل لجنة تضم ايران للتحقيق في اغتيال مغنية

إيران وسورية تحققان معا في مقتل مغنية

استنفار اميركي واسرائيلي تخوفا من هجمات محتملة من حزب الله
معلوماتعنquot; تقدم ملحوظquot; بالتحقيقات في إغتيال عماد مغنية

مواقف في خميس حداد بيروت لم يجمع بينها إلا المطر الغزير
14 آذار تكسب رهانها وquot;حزب اللهquot; ينتقل إلى مرحلة جديدة

نصر الله يتوعد إسرائيل بالحرب المفتوحة ردا على الإغتيال

البداية مع فتح والنهاية في دمشق وبينهما يسكن الغموض
الثعلب عماد مغنية : هكذا تصنع الأساطير.. وهكذا تنتهي

quot;حراس سورياquot; يتبنون تفجيرا quot;مجهولاquot;بالتزامن مع اغتيال عماد مغنية
إسرائيل تنفي تورطها ودعوات للحزب للرد بضربة موجعة

لكن صدر اسرائيل العريض في مقابل صدر حزب الله الضيق والذي تصعب اصابته بسبب ضيقه هذا لا يمنع من ملاحظة ان اختيار مغنية نفسه ليكون فاتحة الحرب الجديدة، يُكسب اسرائيل نقاطاً سياسية مهمة من قبل ان يحصل الرد. فمغنية هو الشخص الوحيد في قيادة حزب الله الأولى الذي تحيط به علامات استفهام لا تحصى. فهو الرجل الغامض، بحسب صحف الإثارة السياسية، الذي يعقد صلات مع معظم استخبارات العالم، والذي يوصف بأنه الإرهابي الأول في العالم، والاكثر خطراً على الإطلاق.

وهو المطلوب فعلياً في اكثر من 42 دولة في العالم، وثمة دول عربية تحمله شخصياً مسؤولية قتل بعض رعاياها وترويع بعضهم الآخر. لكن مغنية كان واحداً من قادة حزب الله الأساسيين، وإذا صح ما لمح إليه السيد حسن نصرالله، فإنه كان القائد الأول وجنرال حرب تموز الذي هزم الجيش الإسرائيلي. ومعنى ان يكون مغنية على هذه الصفة في حزب الله، يقطع الشك باليقين أن الرجل لم يكن مثلما تصفه صحف الإثارة السياسية وتقارير الاستخبارات العالمية المعدة للاستهلاك الإعلامي. ذلك انه كان في قمة هرم حزب الله وليس متعاقداً بالقطعة يسهل التنصل منه عند تعرضه للاغتيال. وان يكون عماد مغنية في قمة هرم حزب الله يعني انه احد صناع سياسته. وهذه السياسة باتت معروفة للقاصي والداني، بمعنى ان همها الأساس وميدانها الفعلي يقع على الأرض اللبنانية حصراً مع بعض الامتدادات الفلسطينية.

لا مانع يمنع حزب على هذا القدر من القوة العسكرية والأمنية من اللجوء إلى بعض العمليات الخارجية هنا وهناك. لكن الميدان الأساسي لعمل مغنية على ما تكشف من طبيعة الموقع الذي كان يشغله هو لبنان وجواره القريب جداً.

ثمة اساطير كثيرة تحاك حول الرجل. لكنها ليست بالضرورة على قدر من الصحة. فمغنية مثله مثل كثيرين من قيادات حزب الله العسكرية لا يعرف له وجه، ولا اسم او صفة. ولن يعلن حزب الله عن هوية واسم خلفه بطبيعة الحال. وحين يكون المستشهد غيلة على هذا القدر من الأهمية وحساسية الدور الذي يؤديه، فإن الرد على اغتياله يكون على الأرجح امراً محسوماً ولا يحتاج إلى كثير من الاستدلال. لهذه الأسباب يبدو ان اغتيال القائد العام لقوات المقاومة في حزب الله ليس سوى فاتحة اعمال عنف استخبارية في لبنان وفي غير مكان من العالم. والأرجح ان اثر هذه الحرب المتجددة سيكون بليغاً في لبنان، ولن يستطيع مرة اخرى ان ينجو من مضاعفاته.