دبي، وكالات: أكد قائد الأسطول الأميركي الخامس، الأدميرال كيفن كوسجريف، رصد نشاط يؤكد تسلم الحرس الثوري الإيراني منذ فترة العمليات البحرية في الخليج، في وقت تعمل فيه البحرية الإيرانية في خليج عُمان وبحر العرب. وقال الأدميرال كوسجريف في مقابلة خاصة بالعربية: quot;يبدو أن إيران اتخذت قرارا بدأت بتطبيقه الصيف الماضي، يقضي بتحويل الخليج إلى منطقة عمليات للحرس الثوري. أما المياه الواقعة خارج هذه المنطقة، سواء في خليج عُمان أو شمالي بحر العرب، فقد ظلت تحت سيطرة البحرية الإيرانية.quot;

وأعرب الأدميرال كوسجريف عن أمله بألا يتم اللجوء إلى السلاح في المنطقة، وإن كان قد أكد محافظة قواته، التي تتخذ من البحرين مقراً لها، على جهوزيتها. وعن النشاط العسكري الأميركي المستجد قبالة السواحل اللبنانية والسورية، فقد وصفه بـ quot;خطوة روتينية.quot; وقال كوسجريف:quot; الأمر يتعلق بالمدمرة كول، التي ذهبت إلى المياه الواقعة قبالة سواحل شرق المتوسط، قبل أن تستبدل بسفينتين.quot; وأضاف: quot;تتبع تلك السفن للأسطول السادس، وكانت في رحلة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى المنطقة، وقد رغبت قيادتها في أن تختبر بعض العمليات في المنطقة. وقد تحدثنا (معهم) حول الموضوع، ونحن مرتاحون إلى بقائهم هناك لفترة، وفي الواقع، ليس هناك أي أمور خارجة عن السياق الطبيعي.quot;

ونفى كوسجريف معرفته بالأجواء السابقة لتلك التحركات، وما إذا كانت قد تمت بعد إطلاع السلطات السورية واللبنانية عليها، غير أنه عقب بالتأكيد على أن الأساطيل الأمريكية موجودة في المنطقة منذ ستة عقود، وأن الحكومات المحلية quot;اعتادت وجودهاquot;، الذي كان دائماً quot;شفافاً ومرئياًًquot;، وأن عليها ألا تستغرب نشاطاتها في شرق المتوسط. وعودة إلى إيران، فقدم كوسجريف رواية الجانب الأميركي للحادث الذي وقع بين سفن أسطوله وزوارق حربية إيرانية في السادس من يناير/كانون الثاني، عند مضيق هرمز، قائلا: quot;خلال مرور سفننا ظهرت زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني، وقامت - بتنسيق مشترك- ببعض المناورات الاستفزازية حول سفننا.quot; وأضاف: quot;وفي تلك اللحظة تلقينا الرسالة المعروفة (التهديد بالتفجير) والتي لم نقل مطلقاً إننا نعرف مصدرها، ولكنها تزامنت مع قيام أحد الزوارق برمي بعض الأغراض في المياه على مقربة من آخر سفينة أميركية كانت تغادر المضيق.quot;

وأبدى المسؤول الأميركي استنكاره لذلك الحادث، قائلاً: quot;الحادثة برمتها لم تكن ضرورية.. فقد كنا في المياه الدولية، وإذا كانت قد وقعت بهدف استفزازنا فإن ذلك لم ينجح لأن قادة السفن وعناصرها تصرفوا بانضباط واحترافية.. وهو ما حال دون تفاقم الحادث وتحوله إلى وضع أكثر جدية.quot; وعدد كوسجريف مجموعة حوادث أخرى قامت خلالها البحرية الإيرانية باستفزاز البحرية الأميركية أو تلك التابعة لقوات التحالف الدولي العاملة في العراق، وفي مقدمتها احتجاز عناصر البحرية البريطانية، ودخول مياه العراق الإقليمية، والقيام بتحركات مشبوهة قرب السفن الأميركية.

وشدد الأدميرال كوسجريف على أن قواته لم تتعمد مطلقاً طوال الفترة الماضية إستفزاز إيران أو إثارة حفيظة بحريتها، غير أن طهران لم تعتمد مقاربة مماثلة. ونفى قائد الأسطول الأميركي الخامس أن تكون عملية دخول تسع سفن أميركية إلى الخليج عبر مضيق هرمز العام الماضي تحمل أي استفزاز للجانب الإيراني، مشدداً على أن القيادة تعمدت تنفيذ مناورة عبور المضيق في وضح النهار لتجنب إرسال أي رسالة خاطئة إلى طهران. كوسجريف، الذي كان في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، رفض وصف القوات التي يقودها بأنها quot;الهدف الأولquot; للإيرانيين في المنطقة إذا ما تطور النزاع القائم مع طهران حول برنامجها النووي إلى مواجهة مسلحة. إلا أنه عاد وأكد استعداد قواته للرد وفق ما تقتضيه الأوضاع، قائلا: quot;نحن ضمن سلاح البحرية، ونتدرب بشكل متواصل، وبكامل إمكانياتنا.quot;

وحدد كوسجريف المهام الأساسية للأسطول الأميركي الخامس المنتشر في الخليج بضمان الأمن الملاحي الأميركي الذي ينعكس بدوره quot;استقراراً وازدهاراًquot; على دول المنطقة، إلى جانب الأمن الملاحي للدول الحليفة، التي لا ترغب في أن تُستغل البحار في عمليات quot;إرهابيةquot; أو نشاطات تستخدم لتمويل quot;الإرهابquot;، مثل تجارة المخدرات.

وفيما يتعلق بقرار فرنسا إقامة قاعدة بحرية لقواته في أبوظبي، رحب الأدميرال كوسجريف بالقرار، مستبعدا في ذات الوقت وجود نوايا فرنسية quot;لسحب البساطquot; من تحت واشنطن لجهة التواجد العسكري في المنطقة، وإن كان قد أشار إلى أن الأسباب الحقيقية لقرار باريس بالتواجد في المنطقة تبقى مجهولة بالنسبة إليه. وعن وضع قيادة الأسطول الخامس في البحرين، حيث تتصاعد الأصوات المعارضة لوجود قواعد عسكرية أمريكية، اعتبر كوسجريف أن وجود قواته، المتواجدة في المنطقة منذ نحو 60 عاما، هو موضع ترحيب من القيادة البحرينية، والشعب على حد سواء. وقد تجنب كوسجريف التعليق على مواقف المعارضة في البحرين، كما رفض تناول احتمال أن يضطر الأسطول الخامس لاختيار بلد آخر في المنطقة كقاعدة لعملياته.

بريماكوف لا يؤمن بإمكانية الاعتداء العسكري على إيران

لا يؤمن يفغيني بريماكوف رئيس الغرفة التجارية والصناعية الروسية الذي شغل وقتها منصبي وزير الخارجية ورئيس الوزراء في روسيا بإمكانية الهجوم العسكري الأميركي ضد إيران. وقال بريماكوف أثناء الاجتماع مع ممثلي الأوساط الاجتماعية في مدينة تومسك السيبيرية الروسية يوم أمس: quot;يتحدث الكثيرون اليوم حول احتمال الاعتداء العسكري الأمريكي على إيران ولكنني لست واثقا بهذا الاحتمال لأنهم اكتووا في العراق، بينما إيران ليست العراق فالأذى سيكون أشد بكثيرquot;. علما أن الولايات المتحدة تعزي إيران التي ترفض التوقف عن تخصيب اليورانيوم رغم كل مطالب المجتمع الدولي، إلى جانب كوريا الشمالية وسوريا إلى ما تسميه بـquot;محور الشرquot; الدولي.

وبصدد الوضع في الشرق الأوسط أكد بريماكوف أن رئيس الولايات المتحدة الحالي سيحاول تحقيق نجاح ما في تسوية النزاع في الشرق الأوسط قبل انتهاء فترة ولايته الرئاسية. وقال: quot;تبدأ مرحلة انسحاب بوش التدريجي من منصبه. ولكنه لا يريد أن يبقى في التاريخ والعبء العراقي يثقل كاهله بل يريد أن يحقق نجاحا ما وبالذات النجاح في التسوية الشرق أوسطية، وهي حقيقة واقعةquot;.

وأشار في غضون ذلك إلى أن الأمريكان بالرغم من فشلهم الذريع في العراق يسعون إلى امتلاك إمكانية التحرك خارج إطار الأمم المتحدة. وتطرق بريماكوف أيضا إلى دور الولايات المتحدة في الوضع المتعلق بإعلان استقلال إقليم كوسوفو الصربي من جانب واحد. وقد اعترف الأمريكان وعدد من البلدان الأوروبية بهذا القرار الذي تبناه برلمان كوسوفو في 17 فبراير الماضي، في حين انحازت روسيا إلى صربيا التي لا تعترف باستقلال كوسوفو.

وأوضح بريماكوف قائلا: quot;يتلخص أحد التفسيرات لموقف أميركا من كوسوفو في أن الولايات المتحدة مازالت تبحث عن أدلة تبرئ القصف الجوي ليوغسلافيا. وتريد القول بأن بعد هذه الغارات الجوية تغير طابع السلطة: إذ باتت السلطة في بلغراد أكثر ديمقراطية وانفصلت جمهورية الجبل الأسود والآن ينفصل إقليم كوسوفو. صفوة الكلمة: لم يكن القصف عبثاquot;.

وفي معرض شرحه لموقف روسيا وبعض البلدان الأخرى قال بريماكوف: quot;المشكلة أن هذه الخطوة تخلق سابقة. فلأول مرة ينفصل إقليم ذاتي الحكم عن دولة وحدوية خلافا لإرادة القسم الأساسي من هذه الدولة. ولا يعترف معظم الدول بكوسوفو كدولة مستقلة لأنها تخاف من نهوض النزعة الانفصالية في أراضيها.