بوخارست : يتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش نهاية الاسبوع الى روسيا متسلحا بدعم حلفائه الاوروبيين في حلف شمال الاطلسي لمشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ، لاجراء اخر محادثات له مع فلاديمير بوتين قبل ان يغادر هذا الاخير قصر الكرملين.لكن من الصعب القول ما اذا كان دعم حلف شمال الاطلسي لهذا المشروع الذي تدينه روسيا سيدفع بوتين الى اظهار ليونة اكبر عندما يستقبل بوش السبت والاحد في سوتشي (جنوب) على ساحل البحر الاسود.

وتشدد الادارة الاميركية على ان الحلف قرر في بيانه الختامي لقمة بوخارست الخميس دعم الدرع الاميركية المضادة للصواريخ والسعي الى دمجها في نظام اوسع في المستقبل يكون خاصا به والاقتراح على سوريا ان تتعاون في اطاره كذلك.واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان اعلان حلف شمال الاطلسي quot;تقدم كبيرquot;.لكن ارجاء قرار منح وضع المرشح للانضام الى الحلف لكل من اوكرانيا وجورجيا اعتبره الكثير من المحللين على انه انتصار لروسيا المناهضة لتوسيع الحلف حتى حدودها.ولكن فشل بوش الذي دعم بقوة قضية هاتين الجموريتين السوفياتيتين السابقتين قد يمنح روسيا مزيدا من الثقة. وادراكا منها لاحتمال ان يحجب هذا الارجاء النتائج الاخرى للقمة شددت رايس والمسؤولون الاميركيون الاخرون على الرسالة التي وجهتها القمة بشأن الدرع المضادة للصواريخ التي ستكون الموضوع الرئيسي للقاء سوتشي.

وتقول روسيا ان مشروع الولايات المتحدة نصب ستة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار متطور في تشيكيا هو خطة تستهدف امنها. وتؤكد الولايات المتحدة في المقابل ان النظام وهو جزء من الدرع المضادة للصواريخ المصممة لحماية الولايات المتحدة، سيدافع عن اوروبا في وجه تهديد باليستي يصدر من دول تعتبرها quot;مارقةquot; مثل ايران. ولكن بوتين سخر من الحديث عن مثل هذا التهديد. لكن ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي اعتبر ان اعلان الحلف غير المعطيات، موضحا quot;على مدى عشر سنوات حصل نقاش فعلي لمعرفة ما اذا كان ثمة تهديد بالسيتي. وقد انتهى هذا النقاش الانquot;.

وتجلى عزم بوش على تطبيق المشروع في بوخارست مع اعلان اتفاق حول انجاز المفاوضات بين الاميركيين والتشيكيين.وتبذل الولايات المتحدة جهودا اخيرة لاقناع الروس.وهي تقترح على روسيا المشاركة معها ومع حلف شمال الاطلسي في نظام مضاد للصواريخ يحميها ايضا. ويقترح الاميركيون على الروس ادراج هذا التعاون في اطار quot;شراكة استراتيجيةquot; اوسع.وقال هادلي قبل قمة بوخارست ان احد الاهداف الرئيسية الحالية تتمثل في الاتفاق على quot;اجراءات ثقةquot; بدأت الولايات المتحدة تعرضها على روسيا لتضمن لها انها غير مستهدفة.

ومن بين هذه الاجراءات تبادل ضباط الارتباط او اجراء مداولات بين الاميركيين والروس حول توقيت تشغيل النظام وفقا للتهديد.ويقول مسؤولون في البيت الابيض انهم يأملون ان يكون بوتين راغبا في انهاء ولايته الرئاسية بشكل ايجابي بعد اكثر من سبع سنوات من التعاون الصعب في كثير من الاحيان مع بوش.

وردا على سؤال حول التوقعات المرتقبة من لقاء سوتشي، قالت رايس ان المسؤولين الروس تلقوا بايجابية الاقتراحات الاميركية خلال زيارتها لموسكو الى جانب وزير الدفاع روبرت غيتس في اذار/مارس.واضافت quot;نأمل ان نتمكن من المضي قدماquot;.