بقلم بوب هيربيرت

الديموقراطيان يسعيان لكسب تأييد الناخبين الكاثوليك
نيويورك: ربما شعر باراك أوباما أنه عاجز عن إعطاء الإجابة الصحيحة. خلال حفل لجمع التبرعات في سان فرانسيسكو، سئل عن سير حملته في التحضير للانتخابات التمهيدية عن الحزب الديموقراطي في الأسبوع التالي في ببنسيلفانيا. تكمن إحدى أهم المشاكل في أنه لم يحظى بالدعم الذي رغب فيه بين الناخبين البيض الذي ينتمون إلى الطبقة العاملة.

ما من لغز على هذا الصعيد. فالجميع يعرف، باستثناء الأشخاص الذي كانوا يختبئون في المغاور أو يعيشون في الكذب، أن عددا لافتاً من هؤلاء الناخبين في ببنسيلفانيا وأوهايو وغربي فيرجينيا وفي أماكن أخرى لن يصوتوا لمرشح أسود إلى الرئاسة.

يقول سكان بنسيلفانيا نفسهم ان السلوك العنصري في بعض أنحاء الولاية يعتبر بعيداً عن الوعي أذا شئنا استعمال تعبير لطيف بعض الشيء. وأعرب الحاكم إيدوارد راتديل وهو مناصر هيلاري كلينتون الأكبر في الولاية، عن ذلك بصراحة في شهر شباط (فبراير) الماضي قائلا: quot;أظن أن بعض البيض ليسوا مستعدين ليصوتوا لمرشح من أصل أفريقي أميركي.quot;

تعتبر هذه المسألة الشائكة في قلب جهود معسكر كلينتون غير المجدية لإقناع كبار المندوبين أن السيناتور أوباما quot;لا يستطيعquot; أن يربح المعركة إلى البيت الأبيض. فهو السلاح الوحيد المتبقي في ترسانة آل كلينتون التي استنفذت بالكامل.

حاول السيناتور أوباما طوال حملته أن يتفادى التطرق إلى مسألة العرق التي تعتبر في أميركا بمثابة تفادي الريح. فعندما طرح عليه السؤال في سان فرانسيسكو لم يقل: quot;ثمة العديد من الناخبين لا يؤيدونني لأنني أسود، إلا أنني أحاول أن أدافع عن نفسي وأن أجذب أكبر عدد منهمquot;.

فعوضا عن ذلك، وقع في إجابة عارية عن الصحة. فقال أوباما بالإشارة إلى الأزمة الاقتصادية الطويلة المدى التي يعيشها عدد من الناخبين الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة: quot;لا عجب أن يشعروا بالنقمة، ويتشبثون بالمسدسات أو بالدين أو بمشاعر الكره إزاء الأشخاص المختلفون عنهم أو بالمشاعر المعادية للمهاجرين أو للتبادل التجاري كوسيلة للتعبير عن إحباطهم.quot;

لقد دار حول الحقيقة. فعندما تكون خطوات الرقص معقدة، يمكن ان يتعثر المرء إلا إذا كان يتقن الرقص كما يفعل فريد أستير. وكانت هذه عثرة كبيرة.

ثمة نية سيئة خلف الجهود التي تسعى إلى وصف السيناتور أوباما، الذي حاول جاهداً أن يروج لرسالة الوحدة واللحمة، على أنه وجه تقسيمي. لقد تكلم بفطنة وتعاطف كبيرين، وبخاصة في الخطاب عن العرق الذي ألقاه في فيلاديلفيا، وعن يأس الأميركيين الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة والمتوسطة وخيبتهم.

في إطار الملاحظات التي وجهها في سان فرانسيسكو، أخطأ السيناتور أوباما عندما ربط الإحباط والنقمة من جراء الفترات العصيبة الاقتصادية بحب أميركا للمسدسات واعتناق الأديان. لكن دعونا نسيطر على أنفسنا. فيجب أن نعمل على مكافحة العنصرية التي تمنع بعض الأشخاص من أن يعطوا فرصة عادلة إلى مرشح بسبب لون بشرته.

هل يشعر الأشخاص العاملون بالنقمة؟ لا شك في أن عددا منهم ناقم على الأزمة الاقتصادية. فقد أجبر الأشخاص، الذين ظنوا أن قلب أميركا الصناعي آمن وخالد، على التعامل خلال السنوات الماضية مع واقع أسوأ بكثير. لقد اختفت فرص العمل والتعويضات. وفقد منزل العائلة قيمته. أما البعض منهم فلا يستطيع تأمين مصاريف العناية الصحية وأقساط المدرسة.

إلا أن مصطلح quot;النقمةquot; لا يخدم في حملة سياسية، إذ انه يشير إلى الضعف وضيق الأفق. ويفضل بعض الأشخاص أن يتم وصفهم بالغاضبين، وهو مصطلح يوحي بالثقة عوضا عن ناقمين الذي يوحي بالهزيمة.

لم تكن هذه جولة موفقة بالنسبة إلى السيناتور أوباما لكن يجب النظر إليها.

فلو كنت لأقدم له نصيحة لكنت طلبت منه أن يواجه الأمر مباشرة وأن يلتقي باستمرار بالمشككين وحتى بالعدائيين والأشخاص العاملين في ببنسيلفانيا وفي أي مكان آخر. ليدع الأسئلة تنضج وليجب عليها بصدق.

لا أحد مجبر على التصويت لأوباما، ولا شك أن التصويت ضده لا يعتبر أمرا عنصريا. لكن بوسع السيناتور أن يوضّح أنه من الخطأ أن يتخلى المرء عن ترشحه بسبب العنصرية أو الإثنية أو جنس المرشح.

لعل إحدى أكثر النقاط قوةً في حملة أوباما هي قدرته على تجديد ثقة بعض الأشخاص إزاء بلدهم. لو كنت مكانه لحاولت أن أعيد إحياء هذه الشعلة.

خلال خطاب النصر الذي ألقاه في المؤتمر الحزبي المنعقد بعد الانتخابات التمهيدية في إيوا، توجه إلى حشد حماسي كبير قائلا: quot;قالوا إن هذا البلد منقسم جدا ومخيب للآمال ليجتمع أفراده معا حول قضية مشتركة.quot;

يحتاج السيد أوباما إلى أن يعود إلى رسالة الوحدة والأمل هذه، الذي يروق للطبقة العاملة ويروج لرسالة اقتصادية أكثر إثارة من تلك التي سمعناها حتى اليوم. فلا يهم المجموعات المختلفة والإثنيات وغيرها أن يتم تصنيفها. ما يهمها هو ان يكون لها قائد.