حزب الله وحلفاؤه يكتسحون كل الخصوم
خمسة أيام من الإقتتال السياسي لا الطائفي في لبنان
عصام سحمراني من بيروت:
كثرت في الأيام الخمسة الماضية الحملات الإعلامية الضخمة الممولة من أشخاص وهيئات وحكوماتضد حزب الله وباقي حلفائه من أحزاب وقوى المعارضة اللبنانية. ولو أنها تركزت بالذات على الحزب بما يملك من رصيد كبير سياسي وميداني جعله يكون في المقدمة بعد أمر العمليات الذي أطلقه أمينه العام حسن نصر الله يوم الخميس الماضي وبعد يوم واحد من تحول الإضراب المطلبي الذي دعا إليه الإتحاد العمالي العام إلى سياسي عبر قضيتي رئيس جهاز أمن المطار وخطوط حزب الله الهاتفية الداخلية. وكان اليوم الأول قبل المؤتمر الصحافي لنصر الله لم يشهد أكثر من إقتتال ومناوشات خفيفة.

تحذيرات من تداعيات الاشتباكات اللبنانية عربياً

quot;المهم ألا يقتلوا وليد جنبلاطquot;

لبنان وردود الأفعال: السعودية تدعو لاجتماع الوزراء واليمن يراهن على سليمان!

حزب الله يرفض مقترحات الحريري لتسوية الأزمة

نصرالله: المخرج إلغاء قرارات الحكومة والحريري يدعوه لوقفة تاريخية

معركة على مطار بيروت... وأبواب جهنم قد تفتح

لبنان فوق صفيح ساخن

بدء اجلاء رعايا البحرين من ضواحي بيروت

أوباما: لنزع سلاح حزب الله قبل ان يجر لبنان الى حرب غير ضرورية

كوشنير: لا حل آخر غير الحل السياسي في لبنان

وكان أن اتخذ كثير من الصحافيين والمحللين والقنوات التلفزيونية والجرائد والسياسيين من قرار حزب الله بالنزول المسلح إلى الشارع أكبر ذريعة لإتهامه بالإنقلاب على الدولة والشرعية وتنفيذ أجندة إيرانية وسورية تجاه الحكومة وقواها ممن يعتبرون أنفسهم أرباب الحرية والسيادة والإستقلال. فكان أن غلف المنتقدون اتهاماتهم بالطابع المذهبي والطائفي الشيعي- السني الذي لا بد له من الظهور في ظل استدرار التعاطف العربي ولو أنه أجج الأمور أكثر على الأرض، بدءًا من كلام مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني وصولاً إلى الشيخ داعية الإسلام الشهال في الشمال حيث جرت المعارك الكبرى بين العلويين في جبل بعل محسن وأنصار تيار المستقبل في منطقة التبانة الطرابلسية.
وأدى إظهار الصراع بشكله الطائفي هذا إلى التغاضي عن الصراع السياسي الجاري على أرض المعارك حيث لم يتم التركيز عمدًا وبشكل كبير على دور القوى السنية والدرزية والعلمانية المتحالفة مع حزب الله في إطار المعارضة والفاعلة بشكل كبير على الأرض. وبنظرة موضوعية لا تحركها نزعات التحليل المسيس نجد أن حزب الله وحركة أمل الشيعيين لم يقاتلا وحدهما أبدًا بل كان للحزب quot;السوري القومي الإجتماعيquot; العلماني دور كبير تمثل في السيطرة على بعض المناطق في بيروت ومنها أجزاء من الطريق الجديدة ومنطقتي الحمرا والروشة. وكذلك كان الطرف الأساسي في الصراع شمالاً حيث جرت المعارك في حلبا العكارية للإستيلاء على مقره فقتل من عناصر السوري القومي ما لا يقل عن 11 على يد تيار المستقبل.
والقوى السنية المعارضة كذلك كانت فاعلة شمالاً وبقاعًا وجنوبًا إن سياسيًا عبر رئيس الحكومة السابق عمر كرامي والنائب السابق وجيه البعريني والوزير السابق عبد الرحيم مراد والشيخ ماهر حمود أو ميدانيًا عبر حلفاء المعارضة من أنصار رئيس المركز الوطني للعمل الإجتماعي كمال الخير في المنية وطرابلس والتنظيم الشعبي الناصري في صيدا بقيادة أسامة سعد.
إذاً فقد أريد لهذا الصراع أن يظهر وكأنه طائفي سني- شيعي يستهدف القضاء على السنة من قبل حزب الله وحركة أمل وكذلك القضاء على وسائل الإعلام الخاصة بسعد الحريري والتي أظهرت بعد تخريب بعضها وإحراق بعضها الآخر وكأنها ملك للسنة وحدهم وليست من مصادر الإعلام الوطني. وكانّ أحد مقدمي البرامج في تلفزيون المستقبل وهو quot;زافين قيومجيانquot; قال في تصريح له؛ quot;أشعر أنني سأكون طائفيًا من الآن فصاعدًاquot; ولم نعلم في تصريحه هل إنّ السنة والأرمن الذين ينتمي إليهم زافين قد أصبحوا طائفة واحدة!!
وجاء يوما الإقتتال الأخيران في عالية والشوف ليدحضا كل تلك الإدعاءات التي أصبحت إعلامية فضائية أكثر هذه المرة، وجاء الدحض عبر الإقتتال الدرزي الخالص والمتحالف بشكل وثيق مع حزب الله الشيعي. وكان الحزب الديمقراطي اللبناني بقيادة الوزير السابق طلال أرسلان مفتاح الحل والربط العسكري ميدانيًا والسياسي حيث تم الإتفاق على تفويضه من قبل النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي بالسعي إلى وقف المعارك التي لم تتوقف فعليًا على الرغم من بيان أرسلان المطالب بتسليم التقدمي الإشتراكي للمراكز الأمنية ومخازن الأسلحة في الجبل ووقف إطلاق النار من قبل كل الأطراف. وتشكلت قوى المعارضة إلى جانب الحزب الديمقراطي اللبناني quot;الدرزيquot; من حزب الله quot;الشيعيquot; في مناطق الشويفات وخلدة والقماطية وكيفون وسوق الغرب ومن تيار التوحيد اللبناني quot;الدرزيquot; بقيادة الوزير السابق وئام وهاب في قرى الشوف، ومن الحزب السوري القومي الإجتماعي quot;العلمانيquot; في قرى عالية.
وطبعًا كان لهذا الحلف تأثيره الكبير مع اشتراك مقاتلي الصف الثالث في حزب الله أو ما يسمى بـ quot;السراياquot; الذين استقبلوا بالرصاص الهادر، بعد انتهاء معارك الليلة الماضية بالسيطرة شبه الكاملة على المناطق التي خاض فيها الحلف معاركه تجاه الحزب التقدمي الإشتراكي والتي تعهد فيها حزب الله أن لا يبقي سيطرته عليها أبدا، مع نزولهم إلى القرى الدرزية من قبل أنصار وهاب وأرسلان وصولاً إلى الضاحية الجنوبية منتصف الليلة الماضية.
إذاً لا يمكننا القول أمام مجرى الأحداث وكثرة التحليلات التي تخرج الإطار الطائفي علينا مع كل هبة صراع على لبنان وفيه إلاّ أننا نشهد صراعًا سياسيًا خالصًا تتضح سماته وعناصره الداخلية والخارجية يومًا بعد يوم.