النزاع على بيروت يتخذ طابعا طائفيا حزب الله يسيطر على بيروت نيابة عن إيران في الصحافة البريطانية
بيروت وعواصم: قالت تقارير إن اشتباكات اندلعت بين أنصار الأكثرية النيابية وأنصار المعارضة في مدينة عاليه في لبنان، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الأهلية.
كما ذكرت تقارير إن المواجهات بين المعارضة التي يقودها حزب الله والأكثرية النيابية التي يتزعمها تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري انتقل الى الجنوب.
وكانت الأكثرية النيابية أدانت استيلاء حزب الله على معظم بيروت الغربية، ووصفت هذا الإجراء بأنه quot;إنقلاب دمويquot;.
وقالت إن هذا quot;الانقلابquot; يهدف الى زيادة نفوذ ايران وإعادة الهيمنة السورية.
وفي غضون ذلك، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن دعمهما المطلق لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مواجهة حزب الله وقوى المعارضة في الصراع العنيف الذي يعصف بلبنان.
واتهمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس حزب الله بـquot;قتل وجرح المدنيين الأبرياء في لبنان وبالسعي لحماية دولته داخل الدولة اللبنانيةquot;.
كما أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن تجري مشاورات مكثفة في الوقت الراهن مع جيران لبنان ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات تخضع المسؤولين عن العنف الذي شهدته بيروت quot;للمحاسبةquot; واتخاذ إجراءات ممكنة بحقهم.
من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي أنه طمأن رئيس الوزراء اللبناني على quot;دعمه الكاملquot; له بعد أحداث الجمعة حيث سيطر حزب الله على بيروت الغربية بالكامل، وبات لبنان مهددا بشبح حرب أهلية من جديد.
قتلى وجرحى
وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات التي بدأت الاربعاء بين انصار المعارضة والموالاة في لبنان الى ثمانية عشرة قتيلا سقط سبعة منهم خارج خارج بيروت، كما افادت مصادر امنية اليوم السبت.وبلغت حصيلة المواجهات التي اندلعت الجمعة بين انصار الطرفين خصوصا في مناطق الشوف (جنوب شرق بيروت) والجنوب وشرق البلاد الجمعة سبعة قتلى.
ففي بلدة عاليه شرق بيروت، قتل شخصان في اشتباكات بين طرفين درزيين يتبع احدهما للزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية المدعومة من الغرب والاخر لطلال ارسلان ووئام وهاب المواليان لسوريا.
وقبل ذلك، قتل مناصران للمعارضة في اشتباك وقع في بلدة عرمون جنوب غرب بيروت كما قتل شخصان هما امرأة وزوجها في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان وقتلت امرأة في بلدة بر الياس في شرق البلاد.
وقد سقط ضحايا الجمعة جميعهم في مناطق خارج بيروت بعد ان سيطرت المعارضة على القسم الغربي من بيروت غداة تفجر ازمة بينها وبين الاكثرية النيابية ادت الى قطع طرق العاصمة ومطار بيروت وحصدت 11 قتيلا الخميس في بيروت.
لكن مصدرا رفيعا في المعارضة اللبنانية قال في تصريح صحفي انه لن يتم رفع الحواجز ولن يتم وضع حد لشلل العاصمة الا برجوع الحكومة عن قراراتها وقبولها بالتحاور والتوصل الى حل سياسي شامل في البلاد.
من جهته كشف وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي لل بي بي سي مساء الجمعة إن الحكومة اللبنانية لن تستقيل كما تردد في عدة صيغ خلال النهار.
وكشف ان اول صيغة طرحت هي استقالة الحكومة الحالية ثم طرحت بعد ذلك فكرة استقالة الحكومة وتحولها الى حكومة تصريف اعمال وبعد ذلك طرحت فكرة استقالة الحكومة وتسليم المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش السلطة.
واكد العريضي ان الحكومة الحالية ليست بوارد الاستقالة كما نفى ان يكون حزب الله قد هدد باقتحام السراي الحكومي لحسم الوضع، الا انه لم يستبعد اي شيء بعد كل الذي جرى في بيروت في اليومين الماضيين، كما قال.
ومع تطور الموقف، اجتمعت قوى الرابع عشر من مارس/ آذار الداعمة للحكومة في مقر رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قرية معراب شرق بيروت، واكد المجتمعون في بيان لهم عن تضامنهم مع الحريري وجنبلاط المحاصرين في بيروت، ودعوا الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية الى تحمل مسؤولياتهم، كما ابدوا دعمهم المطلق للحكومة.
الى ذلك، دعت الحكومة الايطالية رعاياها الى مغادرة لبنان ونصحت وزارة الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين الى تجنب السفر الى ذلك البلد، بينما قال رئيس الدولة الاسرائيلي شيمون بيريس إن اعمال العنف التي شهدتها بيروت جزء من محاولة ايران بسط سيطرتها على منطقة الشرق الاوسط برمتها.
كما بدأت كل من الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين باجلاء رعاياها من لبنان عن طريق البر الى سورية.
وقال وزير الشباب والرياضة في الحكومة اللبنانية احمد فتفت ان quot;الحكومة اللبنانية هي التي تبقى السلطة الشرعية في البلادquot;.
التعليقات