لندن، وكالات: في تغطية الصحافة البريطانية للشأن العربي والشرق أوسطي تسلطت الأضواء على ملف السلام السوري الإسرائيلي إثر خروج المفاوضات السرية إلى العلن. جيمس هايدر مراسل صحيفة التايمز في القدس ابرز تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشأن ما عبر عنه من تنازلات مؤلمة تتطلبها عملية السلام مع سوريا في اشارة الى التضحية بمرتفعات الجولان التي يوليها الجيش الاسرائيلي اهمية خاصة في منظومة الدفاع الاسرائيلية.

واورد هايدر في تقريره الخبري الاستطلاعات التي اجريت حديثا في اسرائيل والتي اشارت الى ان غالبية الاسرائيليين لا يوافقون على اعادة الجولان، التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، مقابل وعد غير ملموس بالسلام. وتقول الصحيفة ان 18 الف مستوطن اسرائيلي يقيمون الان في الجولان، حيث اتهمت لجنة منبثقة منهم اولمرت الاربعاء بتعريض دولة اسرائيل للخطر.

ونقلت الصحيفة عن اللجنة قولها quot; ان شعب اسرائيل لن يؤيد مثل هذه الخطوة غير المسؤولة والمضللةquot;. وتقول الصحيفة ان المحادثات تعتبر تطور مهم للغاية لان quot;سوريا متحالفة بشكل وثيق مع ايران التي دعا رئيسها احمدي نجاد الى تدمير الدولة اليهوديةquot;، مشيرة الى اصرار ضباط بالجيش الاسرائيلي سابقا انه في حالة اعادة الجولان لسوريا فانها يجب ان تظل تحت اشراف دولي صارم. صحيفة الاندبندنت تناولت بدورها هذه المفاوضات في تقرير خبري لمراسلها ايضا في القدس جاء تحت عنوان quot; اسرائيل تفكر في التخلي عن مرتفعات الجولان لسورياquot;.

وقد سلطت الصحيفة مثلها مثل التايمز على تصريحات رئاسة الوزراء الاسرائيلية والتي تعكس جدية اسرائيل في عملية التفاوض التي ان نجحت ستمثل نقلة دراماتيكية في المنطقة. يقول مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي كما تنقل الصحيفة ان quot; الطرفين اعلنا عزمها اجراء هذه المحادثات بدون تحيز وبانفتاحquot;.

اي حدود تعود بها الجولان؟

وتؤكد الاندبندنت على ان جدية المحادثات، التي لم تدخل بعد مرحلة المفاوضات المباشرة، تتمثل في وجود اثنين من مساعدي اولمرت المقربين وهما يورام تربوفيتز وشالوم تورجمان. وتمضي الصحيفة قائلة ان اولمرت الذي كانت زيارته الى تركيا في فبراير/ شباط عام 2007 قد مهدت الطريق للمبادرة التركية، ذكر ان اسرائيل راغبة في التفكير في اعادة الجولان لسوريا مقابل ان تقطع سوريا علاقاتها بايران وتنهي دعمها لحزب الله وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين. وتشير الصحيفة الى انه بالرغم من التأييد المبطن للولايات المتحدة لهذه المفاضات الا انه تظل هناك عقبات منيعة تحول التوصل الى اتفاق.

واحد هذه العقبات هو ما اذا كان تسليم الجولان سيعني العودة الى حدود الرابع من حزيران/ يوينو 1967 كما تطالب سوريا دائما او الى الحدود الانتداب البريطاني والتي سوف تستبعد الاراضي السورية التي تصل الى الشاطيء الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية.

ويرى بعض المحللين، كما تقول الصحيفة، ان الولايات المتحدة ستكون في حاجة الى الانخراط في المفاوضات من اجل ان تعيد سوريا النظر في تحالفها مع ايران، وهذا قد يحتاج الى تغيير الرئيس الاميركي. ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها السوريون والإسرائيليون مفاوضات سياسية. ففي العام 2000 التقي الطرفان بالولايات المتحدة إلا أن المباحثات آلت إلى الفشل بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان المحتلة منذ حرب 1967.

هآرتس

من جهتها اكدت صحيفة (هآرتس) quot;ان اسرائيل وسوريا ستبدآن بعد بضعة اسابيع مفاوضات تهدف الى التوصل الى اتفاق سلام شامل بين البلدين وستجرى المفاوضات بصورة غير مباشرة في اسطنبول تحت رعاية تركياquot;. ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة الاسرائيلية اولمرت القول quot; ان تطورا حصل في الموقف السوري وان الاتصالات مع سوريا حققت اختراقا تاريخياquot;.

وبدأت قوى المعارضة البرلمانية في اسرائيل يوم امس حشد طاقاتها لاجهاض اي مسعى لحكومة اولمرت التي رأت انها تستعد للتخلي عن هضبة الجولان ضمن اتفاق سلام سيوقع مع سوريا. وقال وسائل اعلام في اسرائيل quot; ان عضو الكنيست الياهو غباي جمع امس تواقيع سبعة وخمسين نائبا من كتل مختلفة دعما لمشروع قانون يعتزم طرحه حول تكريس قانون السيادة الاسرائيلية في الجولانquot;.

وتبعا لمشروع هذا القانون حسب الاذاعة العبرية quot; فانه لن يتسنى الانسحاب من الجولان الا بموافقة ثلثي نواب الكنيست البالغ عدد النواب فيه 120 عضوا على أي اتفاق يتعلق بالهضبة السورية المحتلةquot;. وكانت سوريا قد اعلنت يوم امس ان التوصل الى ارضية مناسبة مع اسرائيل سيؤدي الى استئناف المحادثات المباشرة في وقت قريب من دون انتظار انتهاء ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش.

ونقلت عن مصدر سوري مسؤول قوله quot;ان دمشق لن تضيع اي فرصة حقيقية مناسبة لتحقيق السلام شرط الا يكون ذلك على حساب المسار الفلسطيني quot; كما قال.
واعلن وزير الخارجية التركي على باباجان ان المفاوضات التمهيدية بين الجانبين السوري والاسرائيلي لتحقيق السلام بينهما ستنطلق قريبا بمساعدة من تركيا.

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية امس عن باباجان القول quot; ان هذا السلام بين الدولتين سيكون مقابل الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان quot; مشيرا الى quot; ان هذه المفاوضات التمهيدية ستكون غير مباشرةquot;.