بعضهم يتبع هنية وآخرون يلحقون بفياض
حجاج غزة ضحية خلافات سياسية وأوضاع أمنية
نجلاء عبد ربه من غزة:
يقع حجاج قطاع في حيرة من أمرهم، مع اقتراب موسم الحج دون أن يتضح مصيرهم. بينما تتوارد إلى أذهانهم الكثير من الأسئلة تدفعهم للعيش في حالة من الخوف والترقب بانتظار لحظة الحسم والحصول على إجابة quot;نهائيةquot; إذا ما كانوا سيتمكنون من الحج هذا العام أم لا، بعد أن اختلطت السياسة بالشعائر الدينية.

وانقسم حجاج قطاع غزة إلي قسمين، فمنهم من هو تابع للحكومة المقالة التي يقودها إسماعيل هنية، ومنهم من يتبع لحكومة رام لله برئاسة الدكتور سلام فياض, ويؤكد تلك التبعية، عملية فرز أسماء الحجاج، بعد أن تبين أن هناك أسماء للحجاج صدرت بناء علي قرار الحكومة المقالة أو وزارة الداخلية في قطاع غزة ومنهم من أصدرت أسمائهم في جريدة رسمية وهذه بناء علي ما وافقت علية حكومة رام الله.
وحتى الآن الحجاج في حيرة من أمرهم هل هم من الخارجين لقضاء مناسك الحج أم هم أيضا سيتحولون إلى ضحايا للخلافات السياسية، ولن يخرجوا للحج هذا العام.
ويعتقد الكثير من الحجاج في غزة أن الخلافات القائمة بين حركتي فتح وحماس يجب أن تكون بعيدة عن موسم الحج، وكافة الشعائر الدينية.

وبسؤال الحاجة سعدية quot;59 عامquot; أو quot;التي ستصبح حاجة إذا تم الموافقة لها علي الخروج لقضاء مناسك الحج هل تم الموافقة لك علي الحج قالت لمراسلة quot;إيلافquot;: والله ما بعرف حتى هذا الوقت إذا سأخرج لأكمل أخر أركان الإسلام أم لا, فأنا وزوجي سجلنا للذهاب للحج وذلك عبر مكتب من المكاتب الخاصة بهذا الموضوع ولم تكن أسماءنا من ضمن الأسماء المفروزة هنا داخل القطاع ولكن بعد فترة قرأنا في الجريدة أسماء أخرى للحجاج وكانت أسماءنا من ضمنها، فنحن في حيرة من أمرنا هل سنفوز بالذهاب إلي الكعبة والتي هي حلم حياتنا أم لا ؟؟؟, وعلمنا إن الموافقة لنا كانت مصدره من قبل حكومة رام الله , ولا يسعنا غير الانتظار لنرى إلي أين ستصل مجريات الأمور داخل القطاع quot; .
quot;حكومة رام الله أو الحكومة المقالة بدنا نطلع إلي الحجquot; هذا ما بدء الحديث به المواطن سليم quot;67 عامquot; في تعليقه على الخلافات القائمة بين حكومتي فياض وهنية.
وأضاف المواطن سليم قائلا : quot; نحن لا دخل لنا بما يحصل بين الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة ولا يستطيع أحد أن يمانع أو يقف في طريق خروجنا لإتمام مناسك الحج وذلك لاعتباره عبادة ولابد من إكمالها وإتمامها علي أكمل وجه إن شاء الله , وكلنا أخوة في الله وتجمعنا ديانة واحدة وعقيدة واحدة والدم الذي يجري في عروقنا هو أيضا دم واحد , فالدم العربي لا يعرف غير الحب والعطاء واحترام الآخرين...فبعد هذا كله لا أعتقد انه هناك أي عقبة ستقف أمام حجاج قطاع غزة بإذن الله تعاليquot; .
ويتخوف المسن أبو محمود من وفاته قبل أن أداء فريضة الحج فهو كما يقول:quot; الحمد لله لقد أنعم الله عليّ بالصحة والمال، لكن هذا ليس كافياً هنا في قطاع غزة، فالسجال الدائم يمنعنا من التفكير للحج هذا العامquot;.
ويقول احد المسنين كان يجلس بجواره ، إن المشكلة سياسية أكثر من أي شيء، فحكومتي رام الله وغزة تريدان أن يثبتا للطرف الآخر أنهما الشرعية الطبيعية، وأن الدول تتعامل مع تلك الحكومة بشكل رسمي، في الوقت نفسه وبحسب رأيه، هم غير معنيين في المواطن الفلسطيني المنهك أصلاً
الحالة نفسها يطرحها المسن عبد الله حماد. يقول:quot; ماذا لو أدينا فريضة الحج، ولم نستطع العودة لبيوتنا..؟ ويرفع يديه للسماء ويقول quot;حسبي الله ونعم الوكيل عليهمquot;، ويقصد الحكومتان في رام الله وغزة. وبحسرة يضيف quot;أولادي في الغربة منذ سنوات، وأخاف أن أموت دون أن أراهم، وكلما قلنا سوف تفرج هذا الأسبوع ويفتح المعبر بشكل عادين نسمع معوقات جديدة تحول دون فتحهquot;.
وكان الحجاج الفلسطينيون واجهوا صعوبات كبيرة العام الماضي حيث أن بعضهم قام بالتسجيل في مكاتب الوزارة بمدينة رام الله وبعضهم آثر التسجيل في وزارة الأوقاف التابعة لحكومة حماس في مدينة غزة. غير أنهم واجهوا صعوبات كبيرة أثناء تنقلهم عبر معبر رفح الحدودي وتم احتجازهم عدة أيام في عرض البحر الأحمر، بانتظار السماح لهم دخول قطاع غزة .
وتقول وزارة الأوقاف الفلسطينية التابعة للحكومة المقالة في غزة، إن جمال بواطنة وزير أوقاف حكومة رام الله يريد الزج بقضية الحج في خضم المناكفات السياسية والتدخل في ما بتعلق بالحج من قطاع غزة. ودعا صالح الرقب وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة، بواطنة إلى عدم التدخل في شئون وزارة الأوقاف في غزة وعدم تكرار ما مارسه العام الماضي من تضليل إعلامي باتهام الوزارة في غزة بالتلاعب وتأكيده أنه لن يكون حج من قطاع غزة ومن ثم تبين كذبه، على حد قوله.
ويذهب كل عام 2200 مواطن فلسطيني للحج من قطاع غزة، من خلال مكاتب تخصصت لتلك المهمة، إلا أن حماس غيرت من هذا الروتين المعروف. ويقول العديد من المواطنين أن حماس تريد جميع الأموال بأي شكل من الأشكال لتغطي مصروفاتها الخاصة.
ما بين رام الله وغزة، يزج بالفلسطينيين في دوامة الصراع بين الحكومتين، ويبقى التساؤل الذي لا إجابة له، على الأقل هذه الفترة، ماذا لو غادر حجاج غزة لفريضة الحج ولم يُسمح لهم بالعودة!؟.