فيصل الياسر من عمان: أبلغ السفير الأميركي المنتهية ولايته في الأردن ديفيد هيل quot;إيلافquot; أمس أنه سيغادر العاصمة الأردنية اليوم متجها الى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أمضى في المحطة الأردنية نحو عشر سنوات ترقى خلالها من قنصل الى نائب للسفير السابق إدوارد غنيم قبل ان يصبح سفيرا في العام 2003 حيث شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة من ولاية هيل تراجعا في حيوية العلاقات الأردنية الأميركية على خلفية التراجع في ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو ما ألمح إليه هيل في مقال وداعي أرسله الأسبوع الماضي الى صحف أردنية يومية اعترف خلاله بأن كسب خبرة هائلة إبان عمله في الأردن جراء اطلاعه على ملفات الشرق الأوسط و طبيعة النظرة الرسمية والشعبية على السواء تجاه سياسات الولايات المتحدة الأميركية.

وقال السفير الأميركي هيل لـ quot;إيلافquot; أن وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس أبلغته خطيا بالإستعداد لتعيينه خلال أسبوعين نائبا لها لشؤون منطقة الشرق الأوسط ولاسيما المنطقة الملتهبة منه (فلسطين، لبنان، سوريا، إسرائيل) بعد أن كان مخططا له ان يعين محاضرا حول أزمات الشرق الأوسط للدبلوماسيين والعسكريين في جامعة الدفاع الأميركية. وأشار هيل الى ان المسؤولية الجديدة كبيرة جدا لكنه مصمما على القيام بها على أدق صورة رغم أن هذه المنطقة مرشحة للإنفجار في أي وقت بسبب طريقة تراكم الأزمات فيها وإرجاء الحلول بشأنها، مؤكدا خلال حديث له في حفل استقبال اقامه بمناسبة اليوم الوطني للولايات المتحدة الأميركية أنه اكتسب خبرة تؤهله للنهوض بمنصبه الجديد.

يذكر ان السفير هيل كان عرضة للإنتقاد الدائم من جانب نقابات ومنظمات مجتمع مدني في الأردن على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب ما أسموه تدخلاته في الشأن السياسي الداخلي للأردن خاصة خلال الإنتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في الأردن نوفمبر من العام الماضي، حيث تردد بأن هيل يخطط للتأثير في نتائج تلك الإنتخابات ضد النفوذ الإسلامي وزادت حدة تلك الإتهامات مع السقوط اللافت والمفاجئ لجماعة الأخوان المسلمي في الأردن وتآكل شعبيتهم حتى في المناطق الموسومة بأنها تشكل معاقل وبؤر لهم.