علاوي يتنصل من تصريحات عضو بكتلته ضد طالباني
المالكي للمستثمرين الإماراتيين: قوانيننا تحمي رؤوس أموالكم

أسامة مهدي من لندن: يختتم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم زيارة مثمرة إلى الإمارات العربية المتحدة أسفرت عن إلغاء 4 مليارات دولار ديونها على العراق وتعيين سفير لها في بغداد .. حيث دعا المالكي رجال الأعمال الإماراتيين الليلة الماضية إلى زيارة بلده مؤكدا أن قانون الإستثمار العراقي يحمي رؤوس أموالهم مشددا على رغبة العراق القوية بأن تلعب رؤوس الأموال العربية دورا مهما في إعماره .. بينما تنصل رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي من تصريحات عضو في كتلته هاجم فيها الرئيس جلال طالباني على خلفية مصافحته لوزير الدفاع رئيس حزب العمل الإسرائيلي إيهود باراك.

وأشاد المالكي بمواقف quot;الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي مقدمتهم رئيس الدولة الشيخ خليفة بين زايد ال نهيان ونائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم على المواقف الإيجابية السديدة المعبرة عن روح التعاون والتعاطف مع العراق لإسقاطهم الديون ومستحقاتها من الفوائد وتسمية سفير للإمارات العربية المتحدة في بغدادquot; كما نقل بيان لمكتبه الإعلامي أرسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; الليلة الماضية .

وقال في كلمة له في غرفة التجارة والصناعة الامارتية ان quot;العراق بعيد عن الحرب الطائفية لان قبائل وعشائر العراق الكبيرة كلها قبائل وعشائر مختلطة ومتداخلة من السنة والشيعة والتاريخ يشهد انه لم تكن هناك حروب او نزاعات طائفية بين العراقيين بل هناك طائفية سياسية او قومية سياسية وليست مذهبية ولذلك كانت ردة الفعل قوية ضدهاquot; . واضاف quot;ان المشاكل التي يعاني منها العراق بعضها ورثها من النظام السابق والبعض الاخر مستجد بعد دخول القوات الدولية الى العراق ولكن الحمد لله استطعنا بهمة المخلصين وصبرهم ان نتغلب عليهاquot; .

واشار المالكي الى توفر المقدمات الضرورية للاستثمار ولعمل الشركات الكبيرة وفي مقدمة هذه العوامل تحسن الاوضاع الامنية وتوفر الاموال والمشاريع اضافة الى قانون الاستثمار الجديد الذي يحمي الاستثمارات ورؤوس الاموال . ودعا رجال الاعمال الامارتيين لزيارة العراق والاطلاع بانفسهم على اوضاع البلاد .. وقال quot;رغبتنا قوية ان يكون رجال الاعمال العرب شركاء حقيقين وان تلعب رؤوس الاموال العربية دورا مهما في عملية الاعمار والبناءquot;.

واعلن الشيخ خليفة لدى اجتماعه مع المالكي امس ان بلاده قررت إلغاء جميع الديون المستحقة على العراق والبالغة أربعة مليارات دولار تم تقديمها في أوقات مختلفة بالإضافة إلى الفوائد المترتبة عليها . وقال إن القرار هو تعبيرعن أواصر الأخوة والتضامن بين البلدين ومساعدة للحكومة العراقية لتنفيذ خطط ومشروعات إعادة الإعمار وتأهيل المؤسسات والمرافق المختلفة في العراق . واعتبر أن استعادة الأمن في العراق يمثل حجر الزاوية في جهود العراق لإعادة تأهيل مؤسساته واستعادة دوره الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية . ودعا جميع فئات الشعب العراقي وتياراته السياسية المختلفة إلى الالتفاف حول الحكومة الشرعية ونبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي والانخراط في العملية السياسية وصولا إلى استعادة العراق لعافيته واستقراره الأمني ودوره السياسي.

ومن جانبه قال المالكي ان قرار شطب الديون الإماراتية سيساهم في تحسين الوضع الائتماني للاقتصاد العراقي ودعم عملية استعادة الأمن والاستقرار في العراق من خلال فتح الأفق أمام العراق للتخلص من الأعباء التي تثقل اقتصاده ومؤسساته. وبالترافق مع الزيارة اعلن مصدر اماراتي رسمي ان مجلس الوزراء الاماراتي اقر الاحد تعيين سفير الدولة الحالي في الهند عبدالله ابراهيم الشحي سفيرا في بغداد .. واضاف ان الحكومة العراقية وافقت على الفور من جهتها على هذا التعيين . وتاتي هذه الخطوة بعد شهر من زيارة وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان الى بغداد والتي اصبح بموجبها اول مسؤول خليجي على هذا المستوى يزور العراق بعد سقةط النظام العراقي السابق عام 2003. وسحبت الامارات اكبر دبلوماسييها في بغداد وهو القائم بالاعمال في ايار (مايو) عام 2006 في اعقاب اختطاف دبلوماسي اماراتي في بغداد من قبل مجموعة اسلامية مسلحة افرج عنه بعد اسبوعين. وقبل الافراج عنه طالبت المجموعة الامارات بسحب ممثلها من بغداد واغلاق احدى المحطات الفضائية العراقية التي تبث من دبي.

ويضم الوفد المرافق للمالكي وزراء الداخلية جواد البولاني والصناعة والمعادن فوزي حريري والتجارة عبد الفلاح السوداني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ والمستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي والمستشار الإعلامي ياسين مجيد ومستشار الأمن القومي موفق الربيعي ورئيس هيئة الاستثمار احمد رضا. وكان الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية اعلن الخميس الماضي ان دولا عربية عدة تستعد لتسمية سفرائها في العراق ومنها الامارات والاردن والكويت والبحرين فيما ستسمي مصر اركان سفارتها ايضا الامر الذي سيشجع دولا اخرى على ارسال سفراء الى بغداد. ومارست واشنطن ضغوطا على حلفائها العرب لتطبيع العلاقات مع العراق بهدف تعزيز حكومته واحلال توازن ازاء نفوذ ايران التي تتهمها واشنطن بالتدخل في العراق.

علاوي يرفض تصريحات عضو في كتلته ضد طالباني

ابلغ زعيم القائمة العراقية الوطنية رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي الرئيس جلال طالباني ان تصريحات النائب في كتلته اسامة النجيفي ضده على خلفية مصافحته في اثينا الاثنين الماضي لوزير الدفاع رئيس حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك . جاء ذلك خلال استقبال طالباني بمقر إقامته في بغداد وفدا من القائمة العراقية ضم النائبة عالية نصيف جاسم عضو مجلس النواب والوزير السابق محمد علاوي. ونقل الوفد الزائر رسالة من علاوي الى طالباني quot;ضمنها تحياته وتقديره له كما أوضح علاوي في الرسالة أن ما نقل عن لسان أحد أعضاء القائمة تجاهه لا يمثل رأي وموقف القائمة وإنما يمثل رأيه الشخصيquot; كما قال بيان صحافي للقائمة الى quot;ايلافquot; الليلة الماضية . واشار الى ان الوفد الزائر ثمن الدور المحوري لطالباني في بناء العراق الجديد وترسيخ الوحدة الوطنية وضمان مشاركة الجميع في صنع القرار ورسم السياسات المصيرية.

وكان عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية اسامه النجيفي قال امس الاول ان مصافحة طالباني مع باراك تعتبر اهانة وصفعة قوية للشعب العراقي لان العراقيين جميعا يعدون باراك مجرم حرب وقاد جيش الاحتلال الصهيوني لابادة شعبنا العربي في فلسطين. ودعا الشعب العراقي الى القيام بمظاهرات احتجاجا على المصافحة التي وصفها باللحظة الخطيرة والمؤسفة.

وقال بعض النواب العراقيين انه اذا كان طالباني يعتبر نفسه رئيسا للعراق فعليه ان يتصرف بما يرضي العراقيين جميعا. واضافوا ان طالباني يتصرف لحد الان باعتباره شخصية كردية هدفه اقامة افضل العلاقات مع الاسرائيليين لمصالح ضيقة. وركزت عدد من وسائل الاعلام العراقية على لقطة المصافحة وهاجمتها واصفة ذلك بانه استخفاف بمشاعر العراقيين.

لكن نائبا عن كتلة التحالف الكردستاني بمجلس النواب انتقد إثارة موضوع المصافحة معتبرا ان من يثيره quot;يكيل بمكيالينquot;. وعبر النائب الكردي سعدي البرزنجي في تصريح للصحافيين عن إنزعاجه من quot;إثارة موضوع المصافحةquot; خلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب الخميس الماضي واصفا النواب الذين أثاروا هذه المسالة التي قالانها quot;هامشيةquot; بأنهم quot;بعض المتطرفين الذين يكيلون بمكيالين.quot;

وكان مكتب الرئاسة العراقية قال الثلاثاء الماضي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه quot;خلال حضور طالباني مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد حالياً في العاصمة اليونانية أثينا وفي اليوم الثاني منه حيث ألقى خطابه بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم أيهود باراك رئيس حزب العمل الإسرائيلي لمصافحة الرئيس طالباني . واشار المكتب الى انه quot;يود التأكيد على أن الرئيس طالباني الذي استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني تعامل مع الأمر بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية وليس بصفته رئيس جمهورية العراقquot;. واضاف quot; أن ما جرى لم يكن سوى سلوكاً اجتماعياً حضارياً لا ينطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى ولا يُحمّل العراق (الدولة) أي التزامات كما إنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغايرٍ لسياسات جمهورية العراق و توجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية و المستندة إلى الإجماع العربي والمبادرة العربية ومقررات الشرعية الدوليةquot;.