(2-2) خناجر "ألموت" الرعب تحت ثياب النساء والمكدين والدراويش



كانت أول عملية إغتيال مارسها إنتحاريو ابن الصبَّاح، بعد صعوده القلعة بعامين، هي قتل وزير السلاجقة نظام المُلْك (السنة 485هـ). يصوّر ابن الأثير، وهو شافعي وأشعري على مذهب الوزير، عملية إغتياله دفاعاً عن النفس، قال: "لما بلغ الخبر (الاستيلاء على القلعة) إلى نظام المُلْك بعث عسكراً إلى قلعة ألموت فحصروه فيها، واخذوا عليه الطرق، فضاق ذرعه بالحصر، فأرسل مَنْ قتل نظام المُلْك، فلما قُتل رجع العسكر عنها"(الكامل).
روى أبو الفداء عملية قتل الوزير السنة 485هـ، وهي أخطر عملية نفذها الحشاشون قبل عملية قتل الخليفة المسترشد بالله، بالتالي: "لما كان عاشر رمضان من هذه السنة بعد الإفطار، وهم بالقرب من نهاوند، وقد أنصرف نظام المُلْك إلى خيمة حرمه وثب عليه صبي ديلمي في صورة مستعطٍ، وضرب نظام المُلْك بسكين، فقضى عليه، وادرك أصحاب نظام المُلْك ذلك الصبي فقتلوه، وحصل للعسكر بسبب مقتله شوشة، فركب السلطان وسكن العسكر، وكان نظام المُلْك قد كبر، لإغن مولده ثمان وأربعمائة، وكان قتله بتدبير من السلطان ملكشاه (ابن ألب أرسلان)"(المختصر في أخبار البشر). أوحت هذه الرواية إلى صلة ما بين السلطان السلجوقي وصاحب قلعة ألموت، فقتل الوزير نافع للطرفين ذلك لخلاف ملكشاه مع نظام المُلْك، وأحد أسبابه نشر الوزير أولاده وأقربائه على مراكز السلطة.
كأي تنظيم إرهابي سري يقتل المرتد عنه، أو مَنْ أطلع على خبره ولم ينتم إليه. قتل الحشاشون مؤذناً من أهل ساوة، عرفوه بأمرهم ثم أمتنع من الدخول معهم. قيل لما ألقي القبض على المتهم، وكان نجاراً، أمر نظام المُلْك قتله بالمؤذن، فقالوا: "قتلتم منا نجاراً وقتلنا به نظام المُلْك"(المنتظم). لكن لا يلغي هذا تواطؤ السلطان السلجوقي ملك شاه معهم لقتل وزيره، الذي كان على خلاف معه، وشعر بخطورته وخطورة أولاده على مراكز السلطنة. اعتاد الحشاشون إخفاء حالهم، عند تنفيذ الإغتيال، بإنتحال هيئة الصوفية، أو إرتداء ثياب النساء والمكدين والدراويش، أوانتظار المطلوب بين صفوف المصلين، أوتقديم أنفسهم كطالبي حاجات وعابري سبيل، أو العمل داخل القصور تحت أسماء مستعارة حتى تحين فرصة الإنقضاض على الضحية. يعترضون ضحيتهم وهو بين حرسه وشرطته وربما داخل ثكنة الجيش برسالة استرحام أو برسالة من صديق يتوسط بقضاء حاجة حاملها، ولما يقترب من المطلوب قتله تغرز الخناجر في في مقتل من جسده. ولا يترددون في التضحية بواحد من السرية المبعوثة لتنفيذ المهمة إن أقتضى الأمر.
أمتد نشاط جند الموت الإنتحاريين على مدى قرنيين من الزمان، هما الخامس والسادس الهجريين (الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين)، ويعد إغتيال الوزير نظام المُلْك من أبرز عمليات الموت التي نفذوها في القرن الخامس الهجري، بعدها قتلت خناجرهم، السنة 493هـ، أمير الري في دار الوزير فخر المُلْك بن نظام المُلْك، ولما مثلَ القاتل حياً أمام الوزير قال له: "إننا قد أنفذنا إلى ستة نفر أحدهم أخوك وفلان وفلان. فقال له: وأنا في جملتهم؟ فقال: أنت أقل من أن تذكر، أو ندنس نفوسنا بقتلك. فعذّب على أن يقر من أمره بذلك، فلم يقر فقتله"(المصدر نفسه).
بعد سبع سنوات، أي خمسمائة من الهجرة، باغت إنتحاري الوزير فخر المُلْك بهيئة متظلم رفع صوته شاكياً: "ذهب المسلمون، ما بقيَّ مَنْ يكشف ظلامة، ولا مَنْ يأخذ لضعيف حقاً، ولا مَنْ يفرج عن ملهوف". سمعه الوزير، وهو يهم بالخروج من دور بعض نسائه، فلما أدناه منه "دفع إليه رقعة، فبينما هو يتأملها ضربه بسكين في مقتله فقضى نحبه" وهو بين حراسه(نفسه). أما الإنتحاري فكان مصيره أن "فُصّل على قبر فخر المُلْك عضواً عضواً"(النجوم الزاهرة). كان تعرض نظام المُلْك لجند الموت وابلاً عليه وعلى أولاده الوزراء، فبعد مقتله ومقتل ولده تعرض ولده الآخر نظام المُلْك أحمد لضربة سكين بعنقه نجا منها بأعجوبة، فلما قبض على الانتحاري أسقي خمراً، فأقرَ على "جماعة من الباطنية بمسجد في محلة المأمونية، فقتلوا وقتل معهم"(المنتظم).
وثب ثلاثة إنتحاريين، السنة 495هـ، على والي حمص جناح الدولة، إثناء أداء صلاة الجمعة(النجوم الزاهرة) فأردوه قتيلاً. واستعد عشرة منهم لإغتيال الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام (496هـ)، كمنوا في بيت يتحينون الفرصة للوثوب عليه، وبعد إستنفار القاهرة في طلبهم، رموا رأس أحدهم ليستدلوا هل تعرف الحراس على وجوهم أم لا، قال: "أليس هذا من مصلحتنا ومصلحة مَنْ تلزمنا طاعته؟ فقالوا: نعم، فقال: وما دللتكم إلا على نفسي، وشرع في قتل نفسه بيده بسكين في جوفه فمات في وقته، فأخذوا رأسه ورموه في الليل بين القصرين"(نفسه).
مضى التسعة، بعد الإطمئنان من عدم التعرف على رأس صاحبهم، في تنفيذ المهمة، بعد جمع المعلومات الكافية حول حركة الخليفة، فوجدوه يتردد على مكان يعرف بجزيرة الروضة، ولا يصله إلا بعد إجتياز الجسر. وفي اليوم الموعود اجتمعوا في فرن فران قريب من المكان، ابتاعوا منه فطيراً بسمن العسل، ولما سمعوا بوصول الموكب هبوا إلى رأس الجسر حيث يتأخر الحرس عادة لمرور الخليفة، فوثبوا عليه بالسكاكين، ولتأكيد قتله ركب أحدهم وراء ظهره وضربه عدة ضربات بخنجره. مات المطلوب بعد حمله إلى قصر اللؤلؤة، أما التسعة فقتلوا في الحال جميعاً(نفسه).
إضافة إلى إغتيال الوزير فخر المُلْك ومحاولة إغتيال أخيه نظام المُلْك الابن نجح جند الموت في القرن السادس الهجري من إغتيال أمراء ووزراء وحكام ولايات. تعرض أحدهم السنة (505هـ) بزي المكدين للأمير مورود وهو مبعوث السلطان السلجوقي محمد شاه إلى الأفرنج، فبعد وصوله الجامع جاء المكي وطلب منه شيئاً ثم "ضربه في فؤاده فمات"(المنتظم).
لم تؤثر وفاة زعيم الإنتحاريين الحسن بن الصبَّاح السنة 518هـ، وسقوط قلعة ألموت بيد السلطان مسعود السلجوقي السنة 524هـ، في استمرار العمليات الإنتحارية، فقلعة "تعليم العقاب" أو "عش النسر" واحدة من مئات القلاع التي لم تسقط كاملة إلا بيد عساكر المغول أسقطتها واحدة بعد واحدة حتى وصلت بغداد السنة 656هـ، يوم ذهب إليهم مستجيراً قاضي قضاة قزوين شمس الدين، وهو يلبس الزرد تحت ثيابه وقاية من خناجر الحشاشين.
تم السنة 519هـ إغتيال حاكم الموصل اقسنقر البرسقي في "مقصورة الجامع"، وثب عليه ثلاثة إنتحاريين بزي الصوفية. بعدها تمكنوا من حاكم الموصل رغم إحترازه وحيطته منهم بالرجال والسلاح والحرس الخاص ولبس الدرع(النجوم الزاهرة). وقتلوا السنة 521هـ وزير الأمير سنجر بدمشق بعد أن شن حملة كبيرة لتصفيتهم. إحتالوا عليه "ببعث سائس يخدم خيله حتى وجد الفرصة المناسبة، عندما "دخل الوزير يوماً يفتقد خيله، فوثب عليه المذكور فقتله وقُتل بعده"(نفسه). وفي السنة 525هـ أخطأت خناجر الإغتيال مقتل صاحب دمشق تاج الملوك توى بن طغتكين، جرح جرحين أحدهما برئ والآخر ظل "ينسر عليه"(المختصر في أخبار البشر).
بعد إغتيالهم الوزير نظام المُلْك والخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمي، طالت خناجر الإنتحاريين الخليفة العباسي المسترشد بالله (السنة 528هـ) بمدينة مراغة الإيرانية عاصمة أقليم أذربيجان، إثناء قيادته لحملة عسكرية ضد السلطان مسعود السلجوقي. جاء في رواية مقتل الخليفة: "كانت خيمته منفردة عن العسكر، فقصده أربعة وعشرون رجلاً من الباطنية، ودخلوا عليه، فقتلوه وجرحوه ما يزيد على عشرين جراحة، ومثلوا به وجدعوا أنفه وأذنيه، وتركوه عرياناً"(ابن العبري، تاريخ مختصر الدول). قال ابن تغري وأبو الفداء مشيران إلى إنتحاريتهم : "خرج الباطنية والسكاكين بأيديهم فيها الدم، فمالت العسكر عليهم فقتلوهم وأحرقوهم"(النجوم الزاهرة). واعترض إنتحاري، السنة 534هـ، في صورة امرأة طريق جوهر خادم السلطان سنجر شاه بن ملكشاه السلجوقي، ووكليه في الدولة، مستغيشاً من ظلم لحقه، وما أن اقترب من جوهر رمى الثياب المرأة "ووثب عليه وقتله، فقتله خدم جوهر في الوقت"(نفسه). بعدها أي السنة 537هـ تمكنت خناجرهم من قتل صاحب أذربيجان السلطان داود بن محمود شاه السلجوقي "ركب يوماً في سوق تبريز، فوثب عليه قوم من الباطنية فقتلوه غِيلة، وقتلوا معه جماعة من خواصّة"(نفسه).
لم تبق دار سلطان ودولة، في المشرق والمغرب، بمأمن من خناجر الإنتحاريين، غُرزت في ظهر الآمر بأحكام الله الفاطمي، وقطعت أوصال المسترشد بالله العباسي، وذبحت ما ذبحت من سلاطين ووزراء السلاجقة، وأفزعت أوروبا بقتل حاكم القدس، وأخيراً تمكنت السنة 571هـ من الوثوب على صلاح الدين الأيوبي، وهو يتفقد جيشه في قلعة أعزاز شمال حلب. "جاءه ثلاثة في زي الأجناد، فضربه واحد بسكين في رأسه فلم يجرحه، وخدشت السكين خدَّه، وقُتل الثلاثة"(ابن شداد، النوادر السلطانية). ترك صلاح الدين القلعة إلى حلب أثر هذه العملية.
فتوى ضدهم
صنفت كتب عديدة في أمر الإسماعيلية أو الباطنية، وردت فيها آراء وأحكام فقهية حرمت التعامل معهم، لأنهم، حسب أصحابها، مرتدون وكفار، من تلك المصنفات "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" لأبي الحسين الملطي (ت377هـ)، و"كشف أسرار وهتك الأستار" لأبي بكر الباقلاني (ت 403هـ)، و"الفرق بين الفرق" لعبد القاهر البغدادي (429هـ) وغيرها. وجهت هذه المصنفات بالأساس ضد الحكم الفاطمي بمصر ومنتصرة للخليفة العباسي ببغداد. لكن أهم ما ظهر أيام نشاط الإنتحاريين هو حكم الفقهاء بقتل مَنْ يُتهم بالباطنية حتى وأن أظهر توبته، فيكفي قتل الباطني عند فقيه الحنابلة ابن عقيل شهادة شاهدين، مثلما حصل لأحدهم السنة490هـ(المنتظم). الجدير بالتوضيح أن مصطلح الباطنية شامل لعدة جماعات أحدها جماعة الحسن بن الصبَّاح، فهم أتباع الفاطميين بمصر، فرع النزارية ضد المستعلية(النزارية نسبة إلى نزار الابن الأكبر للمستنصر الفاطمي، والمستعلية نسبة إلى أخيه المستعلي بن المستنصر الذي ذهبت إليه الخلافة)، والقرامطة، والبابكية والإسماعيلية بشكل عام، لكن الأسلوب الإنتحاري لا يعني إلا النزاريين وهم الحشاشين.
نجد عند الغزالي فتوى لقتلهم وقتل نسائهم، وعرض صبيانهم بعد البلوغ على السيف أو قبول الإسلام دون تخصيص جماعة النزارية أو الحشاشين. جاء فيها: "ليس يختص جواز قتلهم ولا وجوبه بحالة قتالهم، بل نغتالهم ونسفك دماءهم فإنهم مهما اشتغلوا بالقتال جتز قتلهم، وإن كانوا من الفرقة الأولى التي لم يحكم فيهم بالكفر، وهو أنهم عند القتال يلتحقون بأهل البغي، والباغي يُقتل ما دام مقبلاً على القتال وإن كان مسلماً. إلا أنه إذا أدبر وولى لم يتبع مدبرهم ولم يوقف على جريحهم. أما مَنْ حكمنا بكفرهم فلا يتوقف في قتلهم إلى تضاهرهم بالقتال وتظاهرهم على النضال. فإن قيل: هل يقتل صبيانهم ونساؤهم؟ قلنا: أما الصبيان فلا، فإنه لايؤاخذ الصبي... ومهما بلغ صبيانهم عرضنا الإسلام عليهم، فإن قبلوا قُبل إسلامهم ورُدّت السيوف عن رقابهم إلى قُربها، وإن أصروا على كفرهم متبعين فيه آباءهم مددنا سيوف الحق إلى رقابهم وسلكنا بهم مسلك المرتدين... وأما أبضاع نسائهم فإنها محرّمة، فكما لا يحلّ نكاح مرتدة لا يحلّ نكاح باطنية معتقدة"(فضائح الباطنية).
من المقاتل الجماعية التي نفذت بهم، رداً على عملياتهم الإنتحارية، قتل سبعمائة نفر منهم بآمد (ديار بكر حالياً). كذلك قتل السلطان السلجوقي بَركياروق بن ملكشاه (ت499هـ) منهم ثمانمائة ونيف السنة 494هـ(المنتظم). كانت تهمة الإنتماء إلى النزارية من الخطورة "لم يتجاسر أحد أن يشفع في أحد لئلا يظن ميله إلى ذلك المذهب، وزاد تتبع العوام لكل مَنْ أرادوا، وصار كل مَنْ في نفسه شيء من إنسان يرميه بهذا المذهب، فيقصد وينهب"(المنتظم). تعرض النزاريون إلى تصفية كبرى السنة 521هـ يوم قتل سنجر منهم أثني عشر ألفاً. وكان القتلى منهم بدمشق وحدها ستة آلاف، وأعلن هناك قتل كل نزاري، أو مَنْ يُرمى بمذهبه(نفسه).
لاحق أصحاب البريد (المخابرات) تحرك الإنتحاريين النزاريين أو الحشاشين من مكان إلى آخر، فرغم ابتكاراتهم في التمويه والتخفي أكتشفت خطة كبرى ينوون تنفيذها ببغداد، يغتالون فيها عدد من أعيان الدولة. قال ابن الجوزي، وهو من معاصري الحدث، أنه في السنة 518هـ "وصلت كتب إلى الديوان بأن قافلة واردة من دمشق فيها باطنية، قد انتدبوا لقتل أعيان الدولة، مثل الوزير، ونظر فقبض على جماعة منهم، وصلب بعضهم في البلد، أثنان عند عقد المأمونية وأثنان بسوق الثلاثاء، وواحد بعقد الجديد، وغرق جماعة، ونوديَّ أي مشتبه من الشاميين وجد ببغداد أخذ وقتل، وأُخذ في الجملة ابن أيوب قاضي عكبرا، ونهبت داره، وقيل إنه وجد عنده مدراج من كتب الباطنية، وأُخذ آخر بمالٍ، وأخذ رجل من الكرخ"(نفسه).
لم ينته شراء الجنة عند الخوارج والنزاريين أو الفداوية، بل ظهرت من جديد تحت مسميات أخرى ومضمون واحد هو الموت من أجل الجنة. لُقنَ أحد مشاريع الإنتحار عضو جماعة أنصار الإسلام الحالية كيوان قادر (18عاماً) أن الصلاة وحدها لا تكفي ومن "الواجب أن يقوم بعمليات جهادية (إنتحارية)". قيل له: "إن الجهاد سينتهي به إلى الجنة ويبعده عن النار، وأن الشهداء سيجدون أمامهم إثنتين وسبعين حوريى في الجنة"(جريدة الشرق الأوسط 18 مارس 2004). والذهاب للحرب بإفغانستان كان من أجل الجنة، التي لا تنال إلا بالشهادة، فهذا المجاهد الكويتي محسن فاضل عايد الفضل (21 عاماً) اعترف في التحقيقات أنه ذهب إلى القتال في إفغانستان عندما سمع فتوى تقول: "مًنْ يقتل هناك يحتسب شهيداً"(نفسه، 12 سبتمبر 2003).
خلاصة القول إن إستمرار حركة فدائية حوالي القرنين من الزمن لا تفسر بالإدمان على مخدر مثل الحشيش، ولا الإرتباط بشخص مثل الحسن بن الصبَّاح أو بالثأر من خلفاء المستنصر الفاطمي إنتقاماً لخلع ولده نزار من ولاية العهد ثم قتله، فهذا المطلب لم يعد يستهوي الجيل اللاحق. ما أراه أن عقيدة هؤلاء الإنتحارية لم يغذها غير عقيدة الجنة، فالجنة كما أسلفنا شاعت سلماً ورِقةً بأنها تحت أقدام الأمهات كذلك شاعت عنفاً بأنها تحت ظلال السيوف!
يروي رشيد الدين الهمداني كيفية سقوط قلعة ألموت بيد المغول وبها فتح الطريق إلى بغداد، بعد سقوطها الأول بيد السلاجقة، أن تسلمها هولاكو يوم الأثنين 26 من ذي القعدة السنة 654هـ من حاكمها النزاري ركن الدين خورشاه، فأُكرم هو وطبيب وفلكي القلعة نصير الدين الطوسي وجملة الوجهاء، جاء في الرواية "أنعم هولاكوخان على خورشاه مرسوماً ولوحة ذهبية، وخلع عليه، ووهبه فتاة مغولية ليتزوج منها، وأودع مدينة قزوين متاعه وحاشيته، ثن أرسل خورشاه رجلين أو ثلاثة من خاصته مع رسل هولاكوخان إلى قلاع الملاحدة بالشام، لدعوة الناس هناك إلى التسليم عندما تصل إليهم الرايات الهمايونية(جامع التواريخ، تاريخ المغول)، تولى أمر القلعة ثمانية أمراء هم:حسن الصَّباح، وكِيا بزرك أميد، وابن وأحفاد الأخير.
[email protected]