ماذا يمكن قوله أمام حمامات الدم في مدرسة بيسلان الروسية؟؟ كيف نصف النساء البربريات والرجال البرابرة المتوحشين من المسلمين،عربا وشيشانا، الذين وصلت بطولتهم وجهادهم إلى خطف المئات من الأطفال وتجويعهم ومنع الدواء والماء عنهم، ثم هدم السقف عليهم وعلى مدرساتهم وآبائهم، وقتل الهاربين منهم بالرصاص والمتفجرات؟؟ أية قضية وطنية هذه التي تستخدم الأطفال وقودا لحرب إبادة جماعية باسم الحرية والوطنية والدين؟؟ وأي جبن وأية نذالة يتجسدان في هذه العصابات من الحشرات السامة التي لا ترتوي بغير حمامات دماء الأبرياء؟؟

أية مناظر مفزعة مروعة شنيعة تلك التي شاهدها العالم كله يوم أمس الدامي؟ أطفال يركضون من الموت فزعا وهم مرعوبون عطاشى؛ نقالات الطوارئ وهي تنقل الجثث والجرحى ومعظمهم من الأطفال؛ أمهات مروعات بين باحثات عن الأطفال، وبين باكية على جثة، وبين من يواسين طفلة أو طفلا يمنعهما من الكلام الكابوسُ الذي استمر يومين بين تهديد المتفجرات وصراخ المجرمين الجبناء المهسترين. أية خسة ونذالة في منع الماء والدواء والغذاء عن الآخرين وخصوصا وهم أطفال لمدة يومين!! فإذا شكا الطفل هددته باستخدام القوة امرأة إرهابية مشبعة بالكراهية ومحتقنة نفسيا وأخلاقيا!! شاميل باساييف، رئيس الإرهابيين الشيشانيين، هو حليف بن لادن والظواهري والزرقاوي، وهم يمدونه بإرهابيين محترفين عرب، وجميعهم حلفاء أبي سياف في الفيليبين والجماعات الإسلامية المسلحة في العراق ومصر والجزائر وبلدان عربية أخرى.

لقد كتبنا وكتب غيرنا مرارا أن الإرهاب الإسلامي العربي تحول إلى الخطر الأكبر في العالم وقد بات يهدد الحضارة والأمن والحياة في كل مكان. إنه اليوم رمز الشر والتطرف الديني والانحطاط الأخلاقي، وخلاصة للجريمة السياسية في عالم اليوم. ويجب التذكير أيضا، وكما كتب الزملاء ومنهم الدكتوران عبد الخالق حسين وشاكر النابلسي، أن الإرهاب الإسلامي هو وليد وثمرة الإسلام السياسي [ المعتدل] كما يوصف عادة. وآخر الأدلة فتوى الشيخ القرضاوي بقتل جميع الأمريكيين في العراق، [ العراق وحده!]. والقرضاوي هو أحد الأئمة المعترف بهم لفقه الإرهاب الدموي وفلسفته، وهو لذلك النجم المفضل لفضائية الجزيرة التي تحتضن الجرائم الإرهابية في العراق والأواخر منها قطع رؤوس الصحفي الإيطالي واثني عشر فقيرا نيباليا قدموا العراق بحثا عن رزق حلال. وكما يقول الأستاذ أحمد الربعي في الشرق الأوسط: " ولأن الشيخ القرضاوي، مثل كثير من شيوخ المتطرفين لا يموتون عادة ولا يستشهدون، ولا يحدث ذلك لأبنائهم الذين يتعلمون في أحسن جامعات الغرب، فإن مثل هذه الفتوى سيقرأها شاب مسلم متحمس، وقد يذهب إلى العراق لتنفيذ الواجب الديني الذي دعا له الشيخ القرضاوي." ونقول بالمناسبة أن ابن القرضاوي يدرس في لندن بحماية الأمن البريطاني كما يخبرنا الدكتور النابلسي، كما وإنه فوق ذلك يتمتع بحرية الزواج من قاصرات،[كثّر الله النعم لشيخ فقهاء الإرهاب الإسلامي]! وبهذه المناسبة أدعم بقوة اقتراح الدكتور شاكر النابلسي حول تقديم مذكرة للأمم المتحدة لتشكيل "محكمة الإرهاب"، وأضيف وجوب إرسال مذكرة عن فتوى الشيخ القرضاوي للصحف الغربية وللحكومة البريطانية بالذات، حيث استقبل رئيس بلدية لندن هذا الفقيه الحليف لصدام وباسييف وبن لادن والزرقاوي.

لن نمر جرائم بيسلان بلا نتائج سلبية وخيمة جدا على العرب والمسلمين وعلى الإسلام الذي صار دينا لا يقرن بغير الدم والقتل بعنوان "الجهاد". ومن تفاصيل وقائع أمس الدموية أنه ما أن رأت الجموع أمس بينها رجلا ملتحيا حتى رأت فيه من الإرهابيين الهاربين من المدرسة فانهالوا عله ضربا ووقع بين الأرجل يتقاذفونه حتى استطاع الجنود تخليصه ونقلوه للمستشفى وأخذوا باستجوابه. وأخشى أن يأتي يوم يصبح فيه كل صاحب لحية عربي عرضة للعدوان في الغرب، وأن تنتظر العرب في هذه البلدان أيام سوداء كرد فعل لتكرار العمليات الإرهابية الجبانة التي تفتك بالمدنيين.

إن الغالبية العظمى من الإرهابيين اليوم هم مسلمون، ومعظمهم عرب كما يذكّرنا الأستاذ عبد الرحمن الراشد. فالعرب المسلمون اليوم لا يقدمون للحضارة والتقدم غير الدم والرؤوس المقطوعة والجثث المحترقة وغير خطف الأطفال وقتلهم، وقد تحول جهاد الدين وفروسية العرب إلى احتراف للتفجير والتفخيخ وسفك الدم. فأي إبداع وأي إسهام حضاري للعرب في القرن الحادي والعشرين!!