نقل موقع (المؤتمر نت) اليمني خبر بعنوان (حملة مطاردة للكلاب الضالة في لحج)، ومفاده، انه قد بدأت في الحوطة عاصمة مدينة لحج حملة مضادة للكلاب الضالة تستمر لمدة عشرة ايام، ويوضح الخبر المراحل البشعة التي ستتم فيها التصفية الجسدية، وتشمل تسميم الكلاب ومن ثم حرقها، ودفنها، وقد مولت الحملة من صندوق النظافة وتحسين المدينة في المحافظة وقد رصد لذلك (150) الف ريال يمني، (الدولار يعادل 185 ريال تقريبا). والتي يشرف عليها مكتب الاشغال العامة والطرقات.
محافظ لحج تنقل في دول اوروبية مختلفة عندما كان يعمل سفيرا لبلادنا، ويفترض بمن تعرف وتعايش مع حضارات وثقافات اخرى متحضرة، ان يناله نصيب من ذلك التحضر ويستفاد من المعرفة التي كونها جراء هذا التلاقح الحضاري، ونعتقد انه -المحافظ- كان يدرك ان اجراء ضد الحيوانات بهذا الشكل المسئ، في حالة اذا لم يتحرك فيه الوازع الانساني الذاتي، قد تحركه المنظمات والجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان وترفع ضده (بصفته محافظ) وضد مكتب الاشغال دعوى قضائية تلزمهم باتباع طرق حضارية في التعامل مع الحيوان بهدف عيشهن لا قتلهن، وتفرض غرامات جزائية.
على حد علمنا انه لايوجد جمعيات حقوق حيوان في اليمن، ومن هنا لايخشى مكتب الاشغال العامة من رفع الدعوات القضائية ولم يترسخ بعد هذا النوع من رفع القضايا والدعاوى في الثقافة اليمنية، ولكن لاضير قد يتم دراسة ترتيب رفع لمثل هذا النوع من القضايا من خارج اليمن تجاه المسؤلين المنتهكين لحقوق الحيوان مثلها مثل حقوق الانسان. ان انشاء ووجود جمعيات لحقوق الحيوان في البلاد، تسهم الى حد كبير في التوعية العامة للمواطنين والمحافظين بكيفية حسن التعامل ونوعية التغذية والمعالجة البيطرية وتوطد لاشاعة ثقافة الرحمة بدلا عن القتل والتسميم ومغامرات الصيد العنيفة، يكفينا عنف في ادبياتنا.. يكفينا!.
يفترض بمكتب الاشغال العامة، ان ينشئ بيت مسور ومزود باقفاص خاصة للحيوانات يدعى منزل (حماية الحيوانات الضالة)، وتجمع الحيوانات الضالة من جميع انواعها او تلك التي تخلى عنها اصحابها، في مثل هذه المنازل الخاصة المتصلة بطبيب بيطري ومزودة بعناية ورعاية ضرورية للحيوانات. وقد تعمد مثل هذه الدور الى تدريب الحيوانات الاليفة على بعض الاعمال التي قد يستفيد الانسان منها، وبالتالي تؤهل لبيعها. وفي موقع (الف ياء) خبر بما يخدم الفكرة مفاده، تطوعت النجمة السينمائية ايزابيلا روسليني في نيويورك للعمل كمدربة للكلاب التي تقود المكفوفين مع احدى الجمعيات الخيرية التي تهيئ هذه الكلاب، وتنهمك الممثلة الايطالية الاصل، بتدريب جرو صغير منذ عشرة اشهر ليكون كلب قيادة للمكفوفين مستقبلا حيث تأخذه معها الى اماكن متعددة في تجوالها اليومي. والجدير بالذكر ان مؤسسة (قيادة الكلاب للمكفوفين) في نيويورك تأسست منذ اكثر من ستين عاما، وهي عادة تلجأ الى متطوعين لتدريب كلابها حيث يبدأ كل متطوع او متطوعة بأخذ جرو صغير حتى يبلغ السنة، ثم يسلمه للمؤسسة والتي تقوم بدورها الى تسليمه لكفيف. تكثر في اليمن الجمعيات والمؤسسات الخيرية لمساعدة المحتاجين من البشر، وتتنافس في ذلك الاحزاب السياسية لاغراض واهداف انتخابية سياسية يشتد عطائها وسخائها قبيل حمى الانتخابات، ويقوم بعضها بغطاء التمويلات الارهابية على حد زعم المفهوم الجديد لما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي طال الكثير منها الاغلاق والمحاسبة في جميع انحاء العالم. اي اصبحت في موقع الشبهة وجلب المشاكل. من الاجدى ان تقام جمعيات خيرية للعناية بالحيوان المعذب في اليمن وفي اقطارنا العربية لان هناك نزعة في الثقافة العربية مضادة للحيوان وخصوصا /الكلب/، وفق مفهوم ديني ظالم، او موروث اجتماعي خاطئ، منها عدم دخول الملائكة بيتا به كلبا، ولاندري ماسر عداء الملائكة للكلاب!، فالافعى قد نتفهم العداوة تجاهها لان ابليس في العهد القديم من الكتاب المقدس قد اغوى حواء في جنة عدن وكان على هيئة حية، لكن الكلب (المسكين) لم نرى منه الا الوفاء والحب لصاحبه، ولم يأتي سيرته بالسوء في اي من الكتب السماوية!. عندما نطالب بأنشاء جمعية للحيوانات المستضعفة وتعزيز الثقافة العربية بهذه الاعمال النبيلة الانسانية تجاه الحيوان، فلأن الحيوان ضعيف، ولايمكنه التعبير عما الم به من حرمان او تجويع او عنف، لا ضير ان يقوم نفر من الناس بهذه الغاية النبيلة، الانسان ذو عقل يفكر وله حقوق مدنية وقانونية كلها كفيلة بان تدافع عن الانسان وتعلن ذلك، فعلى سبيل المثال، ونقلا عن موقع (ايلاف) يسعى عدد من المصريين لتأسيس جمعية أهلية اطلقوا عليها اسم (المستضعفين في الارض) وتدافع هذه الجمعية عن الازواج الذكور الذين يتعرضون للضرب والاضطهاد من قبل زوجاتهم وتعمل على الحد من شراسة بعض الزوجات ولم شمل الاسرة، فقد بلغت الاحصائية بهذا الصدد ان 30% من الازواج يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم ويعاملنهم معاملة سيئة بحسب ما اظهرته بعض الدراسات لاحد مراكز البحوث الاجتماعية في مصر. ومن هنا نجد ان بعض العناصر البشرية المستضعفة من الرجال التي تتعرض للاهانة والضرب والتعنيف من قبل زوجاتهم، كفيلين بالتعبير عن انفسهم ويقاومون علنا بانشاء الجمعيات التي تدافع عن حقوقهم، فمن للحيوان الضعيف المسكين مدافعا عنه سوى الانسان نفسه الحيوان الناطق والمفكر ذو الصفات الانسانية النبيلة.

حافظ سيف فاضل، كاتب وباحث اكاديمي
[email protected]