حيان نيوف من دمشق: انتظر السوريون بشغف ولهفة السحب السنوي للجائزة الكبرى لليانصيب ، والبالغ مقدارها 50 مليون ليرة سورية، أي ما يقارب المليون دولار. وجلس كل مواطن سوري ، اشترى بطاقة يانصيب ، أمام شاشة التلفزيون منتظراً دواليب الحظ وهي تدور لعلّها تقف على رقم بطاقته ويصبح ثرياً بين ليلة وضحاها. بطاقة من ستة أرقام فازت بمليون دولار. البطاقة كانت مباعة في دمشق واشتراها الرابح من اللاذقية وهو من محافظة حلب.‏
وقد فاز بالجائزة الكبرى لهذه العام مواطنان من محافظة حلب السورية ، هما جمعة صبحي الشيخ وفواز ابراهيم الشيخ وهما من منطقة سمعان في محافظة حلب. واستلم كل منهما يوم شيكأً بقيمة 25 مليون ليرة سورية . والمواطنان السوريان يعملان في زراعة القمح والقطن والشعير والعدس والبطاطا وهما من العائلات الفقيرة ، وسوف يستمران بالعمل الزراعي ولكن بتخطيط وتوسيع جديد لعملهم بعد الفوز بالجائزة.

اليانصيب يدعم خزينة الحكومة

وتسعى الحكومة السورية إلى دعم خزينتها من خلال إصدارات اليانصيب على مدار العام وخصوصاً في بداية كل عام حيث يكون الإصدار الأكبر. وفي هذا السياق ، تقول المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية إن قيمة الأرباح الصافية للعام 2004 بلغت حوالي 800 مليون ليرة سورية بزيادة مقدارها 53 مليون ليرة عن العام 2003 وبزيادة مقدارها 150 مليون ليرة عن العام 2002. ويتوقع هذا العام أن تزيد قيمة المبيعات بمقدار 30 مليون ليرة والأرباح الصافية بمقدار 21 مليون ليرة.
وتقول مصادر سورية إن بطاقات اليانصيب شهدت إقبالاً واسعاً من قبل السوريين، بعد أن عادت الثقة إلى عملية سحب اليانصيب في سوريةا وذلك عقب فقدان الثقة بالمؤسسة على خلفية اكتشاف عملية اختلاس وتزوير كبيرة وقعت فيها في التسعينات. وفي تلك السنة 1998 فاز مواطن من أصل فلسطيني بالجائزة وعندما شاهد دواليب الحظ وقد توقفت على أرقام بطاقته أسرع إلى المؤسسة وبقي أمامها حتى الصباح ، ولكن كان جواب المسؤولين " " مع كل الآسف أنت لم تربح وقد اكتشفنا خللاً في الدولاب الخامس وأعدنا السحب " !. وفيما بعد ، تغيّرت أوضاع المؤسسة بعد تعيين الحكومة رئاسة جديدة لمؤسسة اليانصيب، تمكنت من إعادة الثقة بالمؤسسة و دفع وتشجيع الناس للإقبال على شراء أوراق اليانصيب ، كما نشطت الإدارة الجديدة في شؤون اجتماعية وخيرية على مستوى القطر السوري.

حظّك على خطّك

وأضيفت خدمات جديدة هذا العام على شبكة الهاتف المحمول تمكّن السوريين من الدخول إلى أرقام معينة، ثم كتابة رقم البطاقة والإصدار وبعد ذلك معرفة إن كانت بطاقاتهم قد ربحت أم لا ، ويأتي ذلك في إطار سعي المؤسسة المسؤولة عن اليانصيب إلى رفد عملها بمزيد من الخدمات ، كونها مؤسسة رابحة و كسبت ثقة السوريين مجدداً خلال الفترة الماضية.
وفي وقت سابق كان تحدث ربّ أسرة من ريف دمشق حالم بالفوز ببطاقة يانصيب ل " إيلاف " عن أحلامه التي حولته إلى بائع لبطاقة اليانصيب كمصدر لكسب العيش. يرتدي رب الأسرة هذا لباساً عسكرياً احتفظ به من أيام خدمته الإلزامية، ولم يعرف حتى اليوم معنى " اللباس الأنيق " أو " موائد الطعام ". يعيش وأسرته الكبيرة في غرفتين، ويعمل في البناء ليجد عملاً في يوم و يجلس بلا عمل لأيّام. لا يؤمن بقروض البطالة، و فشل بالعثور على وظيفة حكومية، والأولاد يكبرون بينما غرف البيت المتواضع تصغر.. ولا تطورات. هذا المواطن، الذي لم يركب سيارة في حياته سوى سيارات الأجرة ( التاكسي ) أو حافلات النقل العام، والذي لا يتذكر شيئاً من الروائح سوى رائحة الثوم والبصل، يحلم بورقة اليانصيب وينذر نفسه لمساعدة الفقراء إذا ربح الورقة ؛ فكان حلماً على مدار السنوات الماضية دون أن يتحقق. ولكنه تحول اليوم من مشتر وحالم ببطاقة اليانصيب إلى بائع لها لأنه لم يتبق عمل أمامه سوى هذا العمل!
وتسعى سورية لإصدار نوع جديد من اليانصيب ، حيث أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة السورية قراراً يسمح للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية إصدار اليانصيب الجديد والذي يسمى "اللوتو السوري" ، بعد سيطرة نوع واحد قديم من اليانصيب في سورية هو يانصيب معرض دمشق الدولي. وطالبت الوزارة بالاتصال المباشر ببعض الشركات الأجنبية لتنفيذ مشروع "اللوتو السوري لفترة محددة وبما يحقق أفضل الشروط" حسب ما جاء في القرار.ويستغرق عمل اللوتو حتى ينطلق في سورية بضعة اشهر بعد نتائج المناقصة.