منى: يبدأ الحجاج اليوم الجمعة في منى رمي الجمرات الثلاث "الصغرى والوسطى والعقبة " - في رابع أيام الحج، استعدادا لمغادرة منطقة المشاعر المقدسة - منى - إلى مكة المكرمة غدا السبت، لأداء طواف الوداع، وبدء المغادرة لأوطانهم.

وكان قد قام أكثر من 2.5 مليون حاج برمي الجمرات يوم الخميس واشادوا بالاجراءات الجديدة التي تهدف للحيلولة دون وقوع حوادث تدافع مميتة كالتي عكرت صفو الحج في الماضي.

وكان 250 حاجا لقوا حتفهم العام الماضي اثناء التدافع عند جسر الجمرات في منى. وكانت هذه أحدث مأساة في سلسلة من الحوادث التي وقعت خلال الحج على مر السنين. الا ان السعودية قامت باصلاحات في موقع رمي الجمرات هذا العام ونشرت الالاف من افراد قوات الامن للسيطرة على الحشود.

وقال الحاج المصري عبد الخالق محمد في الموقع "لاول مرة يبدو الامر منظما حقا. الجميع يقولون انه افضل كثيرا."

وكانت السلطات السعودية وعدت في مواجهة عاصفة من الانتقادات باتخاذ اجراءات جذرية للحفاظ على السلامة من بينها وضع لافتات ارشاد الكترونية وتوفير مزيد من المخارج واجراءات اخرى للسيطرة على الحشود في منطقة رمي الجمرات.

ووجد الحجاج الذين بدأوا التدفق على الممر الجبلي الضيق في وقت مبكر يوم الخميس ثلاثة جدران سميكة محل الاعمدة الرفيعة.

واقيمت هذه الجدران التي نالت استحسان الحجاج هذا العام ليسهل عليهم الرمي وتفادي التدافع الذي يقع عندما يحاول الحجاج التصويب على الاعمدة.

وقالت الباكستانية ناهد امين "هذا الوضع أسلم كثيرا."

وطغت على مناسك الحج هذا العام ظلال كارثة موجات المد البحري التي ضربت سواحل آسيا المطلة على المحيط الهندي وكذلك تهديد أعمال العنف ذات الصلة بتنظيم القاعدة.

ونشر حوالي 57 الفا من افراد الشرطة والقوات الخاصة في الاماكن المقدسة ولم تقع حتى الان أي حوادث خطيرة.

وقال الحجاج انهم يقدمون تبرعات للدول التي تعرضت لموجات المد التي نجمت عن زلزال وقع قبالة اندونيسيا يوم 26 كانون الاول(ديسمبر) واسفرت عن مقتل اكثر من 226 الف شخص معظمهم من المسلمين.

وللمرة الاولى هذا العام تمكن الحجاج المسلمون من السفر بطائرات من مناطق الاكراد بشمال العراق والتوجه مباشرة الى مكة وتجنب السفر برا عبر الاراضي العراقية وهو الطريق الذي كانوا يخشونه خلال عهد صدام.