طلحة جبريل من الرياض: التكتم . هي الكلمة التي يحرص عليها الجميع هنا . كل ما يعرف لا يقال .

في المساء سرت همهمة غير عادية في المركز الصحافي في فندق " ماريوت" . كان تقرر جمع كل شئ بعد انتهاء " مؤتمر الارهاب" . ثم اصبحت الهمهة حديثاً بعد أن بث خبر تعديل وزاري محدود في الحكومة السعودية.

شمل التعديل تعيين عبدالله بن صالح بن عبيد وزيراً للتربية والتعليم ، وعبد العزيز بن محسن العكاس وزير الشؤون الاجتماعية وفؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزيراً للحج ، وأياد بن أمين بن مدني وزيراً للثقافة والاعلام .
أمران لفتا الانتباه .

أعلن التعديل قبل ان يجف مداد الحبر الذي كتب به البيان الختامي لمؤتمر الارهاب . والامر الثاني هو تعيين وزير جديد للاعلام .

ما سمعته ان جوهر التعديل هو تعيين وزير جديد للاعلام بعد أن أمضى الوزير الفارسي ما يقارب منعقد ونصففي موقعه .

الوزير الجديد للاعلام جاء أصلاً من مجال الاعلام ، إذ سبق له ان تراس تحرير صحيفة " سعودي جازيت" كما ترأس مجلس إدارة صحيفة عكاظ وهي من الصحف العريقة في المنطقة الغربية.

سادت مشاعر متناقضة بين موظفي وزارة الاعلام الذين كانوا يشرفون على المركز الاعلامي . لكن الجميع كان وفياً لتلك الكلمة السحرية " التكتم" .

قال بعضهم همساً إن تغيرات ستطال معظم مرافق وزارة الثقافة والاعلام ، لكنها تغيرات تجري عادة في هدوء ودون ضجيج . ربما ذلك هو الذي يفسر المشاعر المتناقضة .

سمعت ، والمجالس بالامانات، إن البعض كان يشعر بالتنغيص خصوصا في كيفية تناول بعض الامور في وسائل الاعلام من الزاوية الرسمية. هناك بالطبع من يبحث عن تنشق هواء طلق . عن جرأة أكثر . عن تنوع في الوجوه التي تأتي الى التلفزيون مثلا لتطرح افكارها.

سمعت وأزعم أنني حاولت أن افهم . لكن الصحافي حين يصطدم بهذه الكلمة " التكتم" يخرج في الغالب بغلة لا ترضي فضوله . إذا وضع الصحافي الفضول جانباً ماذا يتبقى له . لغة تدور حول نفسها. لغة تجتهد ان لا تقول شيئاً .

إنتهى إذن مؤتمر الارهاب ثم أمست الرياض تستعد للغد . وفي الغد ستجري الانتخابات البلدية .
ذلك المساء كان لنا موعداً مع الامير منصور بن متعب بن عبد العزيز رئيس لجنة الانتخابات . تحدث الامير في قاعة أنيقة محاطاً بابرز أعضاء اللجنة . تحدث باللغتين العربية والانجليزية. طرح أرقاماً وصحح أرقاماً .

كان الرقم الذي ركز عليه الصحافيون هو تدني نسبة الذين سجلوا أنفسهم كناخبين ، لكن الامير وضع حداً للجدل حين قال إن قاطني مدينة الرياض لا يتجاوز عددهم 600 ألف شخص كان من بينهم 86 الف ناخب في مدينة الرياض لوحدها و 140 الف ناخب في المنطقة ككل. واعتبر ان الرقم " معقول ومقبول" .

وكان من بين المهم الذي قاله هو " سنوصي بمشاركة المراة في الانتخابات المقبلة " . واشار الى الانفاق ،الذي وصلت ارقامه الى ملايين الدولارات ، من بعض المرشحين مشيراً الى ان السلطات لم تتدخل في كم ينفق المرشح " لكن الموضوع ربما يراجع في المستقبل " . ولاحظ كيف أن بعض المرشحين بالغ في الوعود التي أطلقها خلال حملة انتخابية كانت حماسية بكيفية ملفتة . قال الامير منصور مبتسماً " بعض المرشحين تجاوزا حتى مهام المجلس البلدي".
***
استبدلنا شارة " مؤتمر الارهاب " بشارة " الانتخابات البلدية . ثم الى الفندق . كان علي الاستعداد لجولة طويلة في اليوم التالي على المراكز الانتخابية .
صعدت الى الغرفة .
ومبكرا ...نمت .

وفي ما يلي روابط الحلقات السابقة


http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2005/2/43782.htm
http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2005/2/41843.htm
http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2005/2/42063.htm
http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2005/2/42255.htm
http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2005/2/42535.htm
http://www.elaph.com/elaphweb/Politics/2005/2/43375.htm