* 18% من المراهقين يثقون في إعلانات الانترنت .

* شريف سامي : المعلن العربي يبحث عن المواقع الجيدة شكلا ومضمونا .

*ايمن عثمان : غياب الثقة المتبادلة بسبب النصب الالكتروني وراء تراجعها .

* عبد الرحمن الصاوي : غياب الشركات المتخصصة والتي تستعجل الربح السريع .

*مدحت رمضان : البعض يعتبرها وسيلة جديدة للوقوع في فخ النصب .

"إيلاف" من القاهرة: صراع أزلي سيستمر وستكون فيه النهاية للأصلح والأنفع للأفراد هذا الصراع أصبح يمتد بين الإنترنت والوسائل التقليدية للإعلان فرغم كم المزايا التي يتمتع بها الإعلان في كل وسيلة إلا أن هذا المجال ما زال يسير بسرعة السلحفاة عربيا – وفقا لبعض الخبراء – الذين ارجعوا سبب ذلك إلى أن ثقافة ووعى الإنترنت غير منتشرة إلى هذا الحد في الوطن العربي الذي يمثل 5% من إجمالي سكان العالم وهذا ما أدى إلى تواضع أرقام مستخدمي الانترنت العرب والذي يصل عددهم في أكثر التقارير تفاؤلا إلى 14 مليون مستخدم ..." إيلاف" بدأت تبحث في أسباب عدم انتشار تلك الإعلانات عربيا وتأثيرها ومستقبل تلك الإعلانات حيث أكدت جمعية ناشري المجلات الأمريكية MPA في عددها الصادر في حزيران الماضي أن 29% من المراهقين الأمريكان يثقون في إعلانات المجلات ، بينما يثق 22% في إعلانات الإذاعة ، و 22% في إعلانات التلفزيون ، و 18% في إعلانات الإنترنت ، تؤكد الجمعية أن الرقم المتعلق بإعلانات الإنترنت يأتي ضئيلا للغاية ، في الوقت الذي تزداد فيه الهيمنة الكمبيوترية علي العالم بأسره .

في البداية يقول المهندس شريف سامي رئيس شركة SKILL-LINK والمتخصصة في مجال الإعلانات على الانترنت منذ أربع سنوات في السوق المصري أن سوق الإعلانات عالميا على الانترنت بدأ يعاود ارتفاعه مرة أخرى بعد عملية الركود الشديد الذي عانى منه الاقتصاد العالمي خلال الأعوام الثلاث الماضية وبدأ يزداد بنسبه تصل إلى 20% مشيرا إلى أن شركة GOOGLE قد أعلنت مؤخرا أنها ستطرح أسهمها للاكتتاب العام حيث لا تلجأ جوجل إلى تقديم خدمة مدفوعة الأجر إلا الإعلانات فقط والتي تعد المدخل الرئيسي للربح فيها وتم تقييم هذا الطرح ب 36 بليون دلا وهذه القيم جاءت من إعلاناتها فقط ويتوقع الخبراء في تقييمها سيصل أرباحها إلى 40 ضعف في عام 2005.

-العرب في ذيل القائمة-

وحول معدلات انتشار إعلانات الانترنت عربيا يقول سامي أن هذه الصورة منخفضة بصورة كبيرة لأننا لا نتقبل الجديد بسهوله ونفتقر إجمالا إلى المواقع ذات القيمه والمحتوى القيم الذي يرغب المعلن في أن ينتسب إليه فهناك ثلاثة أنواع من المواقع الإعلانية منها مواقع تتناول الأخبار والتحليلات المالية والاقتصادية ، المواقع الخاص بالتوظيف وفرص العمل ، المواقع الموجهة للمراهقين والتي تنقل الأغاني والرياضة – حيث تصل نسبة الإنفاق على إعلانات الانترنت بالنسبة للإنفاق الكلي عالميا إلى اقل من 1% وتتخذ مجموعة من الصور إما في صورة Paner أو عن طريق الرسائل الالكترونية الترويجية e-mail أو بصورة غير مباشرة يعلن فيها المعلن في قسم من الموقع أو يقوم برعاية الموقع ككل .

وحول الدول العربية التي تنتشر فيها إعلانات الانترنت أكد سامي أن الإمارات ومصر يحتلا صدر القائمة وتتفوق الإمارات في هذا المجال بعد تحولها إلى قطر رقمي من الطراز الأول مضيفا إلى أن إعلانات الانترنت ليست هي العقبة حيث يمتاز سعر إعلان الانترنت بالرخص عن الوسائل المرئية والمطبوعة والتي تختلف حسب الموقع والمساحة وهي في العادة تتراوح بين 2000-3000 جنيه شهريا وهناك طرق أيضا للتسعير سواء كان الإعلان ثابت أو تتغير مساحتة من وقت لآخر.

ومن جانبه يقول المهندس ايمن عثمان مدير عام خدمة FN بشركة جودنيوزفورمي المصرية أن زيادة حجم المتعاملين والمتصفحين للانترنت عامل أساسي ينظر إليه المعلن في ظل سعات الانترنت العالية التي تتيحها الكثير من الدول العربية فالإعلان على الانترنت ما هو إلا علاقة طردية ترتبط بعدد المستخدمين لتحقيق نوع من أنواع الوعي الإعلاني بهدف توسيع دائرة الوعي لمستخدم الانترنت فإذا قلت أعداد المستخدمين يقل معها نسبه الوعي والعكس بالعكس كما أن هناك حالة من فقدان الثقة في المعاملات التي تتم عبر شبكة الانترنت بسبب غياب الثقة المتبادلة خوفا من التعرض لعملية نصب أو تضليل .

-غياب الأهداف-

وارجع أسباب تراجع إعلانات الانترنت عربيا إلى عدم تحقيقها الأهداف المرجوة من ورائها حيث بدأت الشركات تقلل نسبة إعلانات الانترنت على العكس من إعلاناتها بصفه عامه حيث تمثل نسبه إعلانات الانترنت مقارنه بالوسائل المطبوعة إلى 1/100 مما هو مخصص للجريدة مثلا كما أن الموروث الثقافي العربي مازال متحفظا في بعض الأمور خاصة في موضوع الانترنت .

ويتفق مع الرأي السابق الدكتور عبد الرحمن الصاوي الرئيس السابق للشركة المصرية لشبكات الانترنت ( إيجي نت ) ويقول أننا نفتقر للشركات المتخصصة في هذا المجال والتي تتفوق فيها الشركات الاميركية علينا في هذا المجال حيث تعمل هذه الشركات في ظل منظومة غير محددة المعالم والأهداف حيث أن همها الأول والأساسي هو الربح والمكسب السريع فمصر مثلا بها 3 ملايين مستخدم للانترنت نصفهم بلا شك شباب والنسبة الباقية من جميع الفئات والتي تختلف رغبات وأهداف كل منهما عن الآخر – إلا انه نفى أن يكون السعر هو العائق في ذلك مؤكدا على تواضع أسعار إعلانات الانترنت حيث لا توجد اتفاقيات ومحددات حول تلك الأسعار وتترك حسب أعداد الزوار لكل موقع .

ووفقا لدراسة أعدها مؤخرا مجلس الوحدة الاقتصادية العربية فان معدل نمو التجارة الالكترونية العربي لا يزيد عن 15% فيما يقدر عالميا بنحو 30% وأشار التقرير أن حجم هذه التجارة يتراوح بين 3-4 مليارات دولار مقارنه ب 136 مليار دولار عالميا ويتوقع أن يتجاوز فيه التجارة الالكترونية في الدول العربية نهاية العام الجاري إلى 6 مليارات مقابل 41 مليار عالميا وتأتي النسبة الكبيرة من وراء هذه التجارة الالكترونية من خلال الإعلانات .

إلا أن البعض الآخر لا يلجأ إلى إعلانات الانترنت أو حتى المسابقات التي يتم الإعلان عنها عبر الايميل لان النسبة الكبيرة من الأفراد لا تثق فيها وتعتبرها وسيلة شيك للنصب الالكتروني الذي يهدد المجتمع الدولي ويبرز سلبيات الشبكة .

-نصب الكتروني-

واعتبرها البعض وسيلة جديدة للجرائم الالكترونية، التي تتم من خلال شبكة المعلومات الدولية ، إلى خطر يواجه المجتمع الدولي كله، حيث لم تعد تلك الجرائم قاصرة على الدول المتقدمة فقط.. وإنما امتدت إلى الدول النامية أيضا. وتكمن خطورة الجرائم الالكترونية أن اكتشافها صعب، كما أنها أشد تأثيرا وأوسع انتشارا وأكثر تنوعا. فالنصب والاحتيال وتهريب المخدرات، بل السب والقذف وتسهيل الانتحار، أصبح أكثر سهولة من خلال الشبكة الدولية للمعلومات.

حيث يقول الدكتور مدحت رمضان - أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة القاهرة - أنه رغم الإيجابيات الكثيرة للانترنت، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت سلبياتها في الظهور.. حيث استغل القراصنة ولصوص المعلومات الشبكة وإعلاناتها في ارتكاب «جرائم الانترنت» التي غيرت مفهوم الجريمة العادية لتصبح أشد خطورة وأكثر تنوعا وأوسع انتشارا. فضلا عن أن ضبط مرتكبيها وإقامة الدليل عليهم يكاد يكون مستحيلا!

وأضاف رمضان أن جرائم الانترنت وصلت إلى حد تشويه صورة دولة من الدول أو التجسس عليها، وإهانة الأديان، وتهريب المخدرات على نطاق واسع بالإضافة إلى الجرائم الأخلاقية، مثل الترويج للمذاهب والأفكار الشاذة، والسب والقذف، ونشر الفضائح، والجريمة المالية مثل الاحتيال والنصب في عمليات التجارة الإلكترونية، أو استغلال الأرقام السرية لبطاقات الإئتمان في سحب أرصدة أصحابها أو تحميلهم مشتريات لم يطلبوها(!).

حيث تؤثر كل هذه العمليات على نمو التجارة الالكترونية وأنه لحماية التجارة الالكترونية يقترح الدكتور رمضان يجب إنشاء جهة تضمن حماية المواقع الموجودة على الشبكة والمنتجات المعروضة بطريقة إلكترونية، وذلك حتى يطمئن المتعامل مع تلك المواقع وتزداد رقعة التجارة الإلكترونية. وضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية في الدول لمتابعة المواقع المخلة، ووجوب تطوير اللوائح والقوانين لتتلاءم مع عالم الانترنت.

كما يجب تطوير نظم الدفع الالكتروني وحماية المواقع، فحتى الآن معظم برامج الحماية لا تتيح تأمينا كافيا، فرغم أن معظم البرامج والمواقع الهامة مؤمنة بكلمات السر التي لا يمكن الدخول بدونها لكن في المقابل هناك العديد من برامج فك الشفرات التي صممها القراصنة للدخول لتلك المواقع والإطلاع على الأسرار التي تحتويها، كما يقومون - عن طريق البرامج أيضا - بإجراء عمليات معقدة لمعرفة أرقام بطاقات الائتمان لسرقة الأرصدة البنكية.