إشتعال الحرائق في حفل ألبوم أمل حجازي

سعيد حريري من بيروت: إذا كانت حرارة شهر أغسطس أو آب اللهّاب، كما يسميّه اللبنانيّون، قد إنعكست على المؤتمر الصحفيّ الذي عقدته شركة "عالم الفنّ" إحتفالاً بالألبوم الأوّل "يا شاغلني" لنجمتها الجديدة نيكول سابا، التي واجهت وابلاً من الأسئلة والإنتقادات الصحافيّة الساخنة، التي لم يشهد مثلها أيّ مؤتمر صحفيّ طوال هذه السنة، فإنّ حرارة شهر أيلول/ سبتمبر لم تكن أفضل حالاً، حيث إشتعلت النيران و"الحرائق" في الحفل الفنّي الذي نظّمته وأنتجته شركة روتانا للمرئيات والصوتيات، إحتفالاً بالألبوم الجديد للنجمة المتألّقة أمل حجازي، الذي حمل عنوان "بتدوّر ع قلبي"، وذلك في مطعم وملهى "نهر الفنون" الواقع على ضفاف نهر الكلب الأثريّ، شمالي بيروت، علماً أنّ الصحافيين هذه المرّة لم يكونوا سبباً في إشتعال تلك الحرائق، بل كانوا شهوداً عليها.
يذكر أنّ المخرج العريق سيمون أسمر، هو صاحب فكرة إنشاء مطعم وملهى "نهر الفنون"، كي يشكّل

إمتداداً لعمل النجوم المتعاقدين مع مكتب "إستوديو الفنّ".
وإختيار مكان الحفل لم يكن صدفةً بحتة، بل كان نتيجة إبرام أمل عقد إحتكار مع المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال، التي يشغل فيها سيمون أسمر منصب "عضو مجلس الإدارة"، والمسؤول عن البرامج الفنيّة في المحطّة، ويقضي العقد بأن تطلّ حجازي حصرياً على شاشة المؤسّسة دون غيرها من محطّات التلفزة اللبنانيّة الأرضيّة والفضائيّة.
علماً أنّ الحفل سينقل فضائياً، خلال فترة قريبة، عبر شاشة قناة روتانا التلفزيونيّة، وبالطبع تنفرد الـ "أل. بي. سي." بنقله أرضياً عبر شاشتها.
وبالعودة إلى موضوع "إشتعال النيران والحرائق"، فإنّ تلك العبارة لم يقصد بها هنا المعنى المجازي للكلمة فقط، بل إشتعلت الحرائق فعلاً، في الجبال المحيطة لضفتيّ "نهر الكلب" نتيجةً لسقوط بعض مخلّفات الألعاب الناريّة التي أضاءت فضاء المكان مع إطلالة النجمة أمل حجازي على الجمهور الحاضر، بعدما قدّمها الزميل طوني خليفة. وما كادت تصل النجمة إلى مسرح الحفل بعد أن توجّهت إليه نزولاً من القنطرة التي تعبر مجرى النهر، إستعداداً لتقديم أغنيتها الأولى، حتّى لاحظنا بأنّ النيران تشبّ بسرعة فائقة في الأعشاب اليابسة التي تعلو المسرح، فتوقّف التصوير، وتوقّفت أمل عن الغناء، ودبّ الذعر في نفوس بعض الحاضرين خوفاً من تأثير النار على إمدادات الكهرباء القريبة من مكان الإشتعال، وما هي إلاّ لحظات حتّى لاحظ الحاضرون بأن النار لم تسيطر على أعلى المسرح فحسب، بل إشتعلت أيضاً في الجبلين المحيطين بالمكان، فهرع بعض العاملين في المطعم بالأطفائيات اليدويّة للسيطرة على النار قبل إنتشارها، وبعد برهة من الزمن سمعنا صفّارات أطفائيات الدفاع المدني اللبنانيّ التي وصلت بسرعة وطوّقت المكان وباشرت بعمليّة إخماد الحرائق التي تسبّبت بها المفرقعات الناريّة.
وهنا قالت أمل المعروفة بعفويّتها:" قالوا لي قبل أن آتي إلى هذا الحفل "لازم تولعيها بالغناء"، والظاهر أنّها ولّعت حتّى قبل أن أبدأ". ولكن الحرائق لم تشتعل في الجبال فقط، بل إشتعلت أيضاً بين ضيوف الحفل


مشهد الحريق

وإستضاف الزميل طوني خليفة في تلك السهرة عدداً من الأشخاص الذين تعاملوا مع أمل في ألبومها الجديد، ومن بينهم الشعراء والملحنون: الياس ناصر، وطوني أبي كرم، وسمير نخلة، وجان صليبا، وطارق أبو جودة، إضافةً إلى الموزّع الموسيقيّ جو باروجيان، وجلس الجميعإلى طاولة مستطيلة مواجهة للمسرح، وكان الزميل خليفة بين أغنية وأخرى، يتدخّل لمحاورة أحد هؤلاء الأشخاص حول تعاونهم مع أمل في هذا الألبوم، وما لم يكن في الحسبان، هو وقوع الخلاف على طاولة الشعراء و.الملحنين، عقب إمتداح أمل للملحّن طارق أبو جودة، الذي أعلن بأنّه الملحّن اللبنانيّ الأشطر على الساحة اليوم، ما أثار حفيظة إلياس ناصر رئيس جمعيّة المؤلّفين اللبنانيّين الذي وجّه له ردّاً حمل المعنى الآتي: "هناك كبار وعمالقة خلقوا نموذجاً ومفهوماً خاصّاً بالأغنية اللبنانيّة، ولذلك من المعيب أن يصرّح ملحّن في بداية عطائه الفنيّ، كطارق أبو جودة، بهذا

مع القديرة صباح

الكلام..."، فما كان من أبو جودة، الذي إستثيرت حماسته، إلاّ أن ردّ بالقول:" عندما قلت لأمل بأنّي الملحّن اللبنانيّ الأشطر، قلت ذلك على سبيل المزاح، وإنّما الآن أقول بجديّة تامّة بأنّي الملحّن اللبنانيّ الأشطر"، وهنا تدخّل الزميل خليفة متوجّهاً بالكلام لأمل:"صار لازم تحلّي الخلاف هون على الطاولة"، ولكنّ الياس ناصر لميتوان عن التأكيد مجدّداً بأنّ طارق أبو جودة إقترف خطأً كبيراً بتصريحه هذا، وهنا تدخّلت أمل، ببرودة أعصاب، تتميّز بها، محاولةً تلطيف الأجواء: "نحن هنا لنسهر، ونحتفل بالألبوم ولا نريد خلافات"، ثمّ طلب منها خليفة أداء أغنية أخرى، ففعلت، وبعد ذلك، توجّه خليفة بالسؤال إلى جان صليبا، الذي لحّن كامل أغنيات الألبوم، ما عدا واحدة لحنّها طارق أبو جودة، وهو من أطلق أمل حجازي فنيّاً، فقال صليبا:" معروف عنّي من خلال المقابلات الصحفيّة التي أجريتها، بأنيّ جريء، ولا أسكتعن شيء، ولذلك أريد أن أردّ على طارق أبو جودة.... عندما لحنّت الأغنيات الضاربة "الهيت" لإليسا في بداياتها، أين كان طارق أبو جودة؟ أظنّ بأنّه لم يكن موجوداً بعد، وهو ليس بقدر تاريخ جان صليبا"، وهنا قاطعته أمل بسرعة شديدة، قائلةً:"صحيح أنّ أغنيات الألبوم جميلة، ولكن "الهيت" فيها هي التي لحنّها لي طارق أبو جودة"، فبدت علامات الصدمة واضحةً على

وجه جان صليبا، كما على وجه كلّ الزملاء الصحافيين والحضور، فوقف طارق أبو جودة قائلاً لأمل بصوتٍ عالٍ:" شكراً أمل، لقد أخذت لي حقّي".

الإعلامية يمنى شري

تميّز الحفل بحضور عدد كبير من الفنّانين، وأبرزهم الأسطورة صباح، إضافةً إلى فنّاني روتانا كدينا حايك، وسيرين عبد النور، وجو أشقر، إضافةً إلى الفنّانة كاتيا حرب، والنجمة المتألّقة مي حريري، كما حضر الحفل عدد من إعلاميي التلفزيون، ومنهم: يمنى شرّي، وميشال قزّي، ونيشان ديرهاروت يونيان، وإجتمع كلّ هؤلاء حول طاولة واحدة، ويبدو أنّ هذه الطاولة أيضاً لم تسلم من نشوب الخلاف عليها، حيث لاحظ الزملاء الجالسون في الجهة المقابلة لتلك الطاولة بأنّ خطباً ما يحدث على طاولة النجوم، أثناء محاورة طوني خليفة لأحد الضيوف، فنبّهونا لما يجري، فتوجّهنا بأنظارنا إلى الطاولة "النجوميّة" لنرى الزميل نيشان دير هاروت يونيان منفعلاً بشدّة، وعلامات الغضب ظاهرة بوضوح على وجهه، يحاول الوقوف لمغادرة الحفل، في حين أنّ الماكيير بسّام فتّوح الذي كان جالساً بجانبه يحاول أن يهدّئ من روعه، ويشدّه بيده كي يعود ويجلس مجدّداً إلى الطاولة، ولكنّ بلا جدوى، فمحاولة فتّوح باءت بالفشل، وأصرّ نيشان على موقفه فغادر الحفل، ثمّ لحقه بسّام معتذراً من الجالسين إلى الطاولة، بعد ان قال: "نحن معودين على نيشان"، سبب الخلاف لم يعرف حتّى هذه اللحظة، علماً أنّ الإثنين غادرا الحفل ولم يعودا إليه مجدّداً، وبقيت خبيرة التجميل اللبنانيّة إيفا عطا الله، التي نفّذت ماكياج أمل في تلك الليلة، جالسة في مكانها تتابع أحداث الحفل بهدوء. يذكر أنّ أمل تميّزت بفستان أنيق جدّاً حمل توقيع مصمّم الأزياء اللبنانيّ المبدع نيكولا جبران.
وبالعودة إلى أحداث الحفل فقد دعا طوني خليفة النجمة أمل حجازي، إضافةً إلى الضيوف الذين تعاونوا معها في إنجاز هذا العمل، للتوقيع على صورة ضخمة، حملت صورة غلاف الألبوم الجديد للفنّانة حجازي، وبالرغم من توجّه الجميع لتوقيع الألبوم، رفض جان صليبا مشاركة أمل في التوقيع، بعد محاولات حثيثة من طوني سمعان، أحد المدراء في شركة روتانا، بإقناعه بالعدول عن موقفه والتوجّه إلى الصورة الضخمة للتوقيع عليها.
وبعد ذلك عقد مؤتمر صحافيّ، أداره المدير التسويقي في شركة روتانا، السيّد خالد آغا، المشهود له بالكفاءة والنشاط، بمشاركة مدير مكتب روتانا في بيروت السيّد أحمد الأسعد، وبالطبع الفنّانة أمل حجازي.


وعن تعاملها مع أكثر من مدير أعمال في فترة قصيرة قالت أمل:" مدير أعمالي الحاليّ، هو شربل ضومط، وهنا أستغلّ الفرصة لأشكره على مجهوده في إنجاح هذا الحفل، طبعاً بالإضافة إلى مجهود شركة روتانا، وأنا لم أغيّر مدير أعمالي، حيث كنت أتعامل مع غسّان شرتوني، صاحب شركة ميوزيك إز ماي لايف"، وما زلت على علاقة طيّبة معه، وما زلنا نعمل سويّاً، ولكنّ مدير الأعمال الذي يتعامل مع أكثر من فنّان، لا يركّز بالقدر نفسه الذي يركّز فيه مدير الأعمال الذي يتعامل مع فنّان واحد فقط، ولذلك قرّرت العمل مع شربل ضومط، على الرغم من أنّ تعامل غسّان معي كان جيّداً، ولكنّي فضّلت التعامل مع مدير أعمال يتولّى إدارة أعمالي فقط."

أمّا الزميلة كمال طنّوس من مجلّة اليقظة الكويتيّة، فطرحت السؤال التالي:" من المعروف عن أمل حجازي أنّها من أكثر الفنّانات قرباً من الصحافة، ولكن في الفترة الأخيرة إعتمدت سياسة، باتت عرفاً يعتمده معظم الفنّانين اليوم، حيث لا يطلّون على الصحافة إلاّ بعد إطلاق الألبوم، فهل هذا العرف الذي توازوننا من خلاله بمندوبي الإعلانات، هو فقط لتسويق عملكم وفنّكم وسياسة أرباحكم، علماً أنّنا بالنتيجة صحافيون نتوجّه إلى القارئ، ولدينا مهمّة يجب علينا إتمامها، فما ردّك على هذا العرف المعتمد؟"
ـ برأيي أنّ الفنّان الذي ليس لديه ما يقدّمه أو يقوله، لا يجب أن يطلّ لا من خلال الصحافة المكتوبة، ولا حتّى من خلال التلفزيون، فالجديد يجعل الجمهور يتشوّق له، بدل أن يملّوا من تواجد الفنّان بكثرة في الإعلام، وهذه سياسة يجب على كلّ الفنّانين أن يتبّعوها، وأن يطلّوا فقط للتحدّث عن جديدهم، وهذه سياسة صحيحة برأيي".
الزميل ماهر الشوّا من "دليل النهار" طرح السؤال التاليّ:" اللافت أنّك تعرّضت مساء أمس لحادث سير، واليوم نشب حريق، ويبدو أنّ هذه السهرة ستولّد غداً سبقاً صحافياً، حيث إنسحب بعض الزملاء على وقع الخلاف الذي نشب على طاولة الشعراء والملحنين، فما هو تعليقك على هذا الخلاف الذي نشب كنشوب الحريق في هذه الليلة؟".
ـ أعتبر هذه الليلة ليلتي، وقد أتيت للإحتفال مع الأساتذة الكبار الموجودين، لكي ننجح هذا العمل سوياً، وليس لنختلف، "وأنا ما حكيت شي غلط"، فقد قلت بأنّ بداياتي كانت مع كلّ الذين عملت معهم الآن، وقد أكملت عملي معهم، ونجحت معهم جميعاً، ومن بينهم الملحّن طارق أبو جودة، والأستاذ الياس ناصر، وطوني أبي كرم، وسمير نخلة، وكل الذين كانوا، ومن المؤكّد أنّه يجب في هذه الليلة أن يشجعوني، وأن نحتفل سويّاً بالنجاح، ولا نتشاجر أبداً".
الزميلة ريميال نعمة من مجلّة كوكتيل اللبنانيّة، طرحت السؤال التاليّ:" شعرت بأنّ الجوّ جميل جدّاً اليوم، وقد لاحظت بأنّ هذا الحفل يشبه إلى حدّ ما حفل الزفاف، وقد رأيتك عروساً، وهذا ما لا يحصل دائماً، فهناك الكثير من الفخامة والأبّهة، ولم أرَ حفل زفاف فحسب، بل رأيت حفلة زجل لبنانيّ، ما بين الشعراء والملحنين، وسمعت أغنيات جميلة، ولكنّ سؤالي يتمحور حول التمييز والفروقات في حفل إطلاق ألبوم ما بين فنّان وفنّان آخر ينتميان إلى روتانا، فهل هذا إنتاج خاصّ، أم أنّك تدفعين المال مقابل تنظيم كلّ هذه الإحتفاليّة؟ علماً أنّنا نحبّك ونريد أن نصدّقك"
ـ لقد لقيت الخير على وجه شركة روتانا، وأشكرهم على كلّ ما قدّموه لي، علماً أنّ روتانا تعامل الفنّانين بالتساوي، أكان الفنّان صغيراً أم كبيراً، وهذا ما أسعدني كثيراً، ولكن يجب أن نأخذ بعين الإعتبار همّة الفنّان، وإلى أي مدى يساعد روتانا التي تعمل له بشكلٍ جيّد في كلّ شيء، أكان ذلك مادياً أم معنوياً، ويجب على الفنّان أن لا يبخل على عمله بأيّ شيء، وفي النهاية بالقدر الذي يُدعم فيه العمل، بالقدر نفسه يبرز وسط الأعمال الفنيّة".
وهنا تدخّل السيّد خالد آغا، المدير التسويقي في روتانا قائلاً:" نحن نعامل الفنّانين بالتساوي، ونخصّص لكلّ فنّان فكرة معيّنة، فبعض الفنّانين ننظّم لهم مؤتمراً صحافياً، وبعضهم الآخر ننظّم له مؤتمراً وحفلاً لإطلاق الألبوم، والبعض نختار له ملهىً ليلياً، والبعض الآخر نخصّص له مسرحاً، ونحن مضطرّون دائماً لخلق ما هو جديد، كي لا يملّ الناس من التكرار في الحفلات، فطالما أنّ لدينا أكبر شركة إنتاج، بفضل الله، ولدينا أكبر عدد من الفنّانين، ولدينا أسبوعياً حفلة أو إثنتين، فلذلك نحن مضطرّون إلى خلق طريقة جديدة لإبراز كلّ فنّان على حدة، ومن هنا تأتي الفكرة الأساسيّة في أن نعطي كلّ فنّان حقّه، ونساعده بالقدر المستطاع، وطبعاً كلما كان الفنّان متجاوباً، كلّما كبّرنا أكثر وأكثر..."
زلفا رمضان من مجلّة الشبكة قالت:" لفتوني الشباب، إسم الله، (تقصد الملحنين والشعراء)، وذكّروني بمثل يقول: تقاتل الغربان على كشك الجيران، يا ليت أحداً يعرف ما هو أساس هذا المثل وما هو معناه، يتقاتلون على الألحان ويا ليتها ألحانهم، يتفاخرون بألحان... هذا لحني وهذا لحنك، وليس هناك أيّ لحن، لا بكاسيتك يا أمل، ولا بكاسيتات غيرك ممن سبقوك، لأيّ من هؤلاء الملحنين الكرام الموجودين أمامي، مع إحترامي للأستاذ إلياس ناصر الذي له تاريخ، وكل من يسمعني الآن يقول بأنّ كلامي صحيح.... أوّلاً لا أعرف من يحلّ موضوع "تقاتل الغربان على كشك الجيران"، يا ريت بحلّوها بين بعضهم، مش على الهوا، كان أحسن، فليس لديهم إثبات ليدافعوا به عن أنفسهم..."، وهنا تدخّل الأستاذ الياس ناصر مقاطعاً زلفا:" أعتقد بأنّ كلّ الموجودين هنا هم حمامات سلام"( بعض التصفيق)
ـ زلفا:" مبيّن العكس...مبيّن شي طاولة زجل!"
ـ إلياس:"هذه الديمقراطيّة... بسّ الواحد يكذّب عليكم تصفّقون له... هذه هي الديمقراطيّة بحدّ ذاتها، أنا بصفتي أخ أكبر، ورئيس جمعيّة المؤلّفين، قمت بالمداخلة التي تفيد بأنّ هناك عظماء كبار أسّسوا للأغنية اللبنانيّة، وكلّ إنسان له زمن يكون فيه مشهوراً جدّاً، وطارق أبو جودة، الذي أصفّق له بجفون عيوني، قال بأنّه أشطر ملحّن لبنانيّ، فقلت له: أعتذر منك لأنّ هناك كبار جدّاً تعرفونهم جيّداً... وكمان إذا بتريدي، يعني كلمة غربان مش حلوة، شو نعيق! وتعليقاً على كلمة حفلة زجل، أعتقد بأنّ الزجل مفخرة لبنانيّة ومن التراث اللبنانيّ (وحفلة الزجل لمن لا يعرف معنى الكلمة، هي حفلة يتحدّى فيها عدد من الشعراء بعضهم البعض بأبيات مرتجلة تتضمّن معاني التحدّي والعنفوان والكبرياء والشجاعة... ويسود في الحفلة جوّ من الحماسة بين الشعراء).
ـ زلفا:" أحترم رأيك، ولكن دعني أتوجّه بسؤالي لأمل حجازي: قطعت مرحلة ثلاثة ألبومات، تنقّلت بين عدّة مدراء أعمال، آخرهم شربل ضومط، التابع لمكتب إستوديو الفنّ، فهل أصبحت تابعة لمكتب إستوديو الفنّ؟ وسؤالي الثاني هو: بعد كلّ التغيير والألبومات التي قدّمتها، ما زلت تغنّين بطريقة "البلاي باك"، فمتّى ستنتقلين من مرحلة "البلاي باك" إلى مرحلة الغناء المباشر؟
ـ أريد أن أوضّح لك أمراً، حفلتي هذه منقولة على شاشة الـ "أل. بي. سي."، وسترونها قريباً بإذن الله، ففضّلت المحطّة أن تكون الأغاني مقدّمة على طريقة "البلاي باك"، لانّها تبثّ بشكلّ أفضل عبر التلفزيون.
أمّا بخصوص شربل ضومط، فأنا اليوم معه، كما وأستغلّ الفرصة لأشكر الأستاذ سيمون أسمر، ولي الشرف الكبير بأن يتولّى بنفسه مهمّة إخراج حفل توقيع ألبومي، وأوجّه له تحيّة كبيرة، وتربطني به صلة جميلة جداً، ولا يسود بيننا سوى الحبّ والإحترام، بلا مصلحة، وهذا الأهمّ، فعندما توجد المصلحة، ربّما سيعمل معي غصباً عنه لأنّه مجبور، ولكن هكذا هو يعمل معي من قلبه لأنّه يحبّني، ونحن كلّنا عائلة واحدة، أكان مكتب إستوديو الفنّ، أو كان شربل أو كنت أنا".
وهنا تدخّل خالد آغا قائلاً:" يهمّني هنا أن أوضّح بأنّ هذا الحفل سينقل فضائياً عبر شاشة روتانا، أمّا أرضياً فسينقل عبر شاشة المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال".
سؤال إيلاف:"كلّنا شهدنا المشادّة الكلاميّة التي وقعت بين جان صليبا وطارق أبو جودة..."(تقاطعني أمل قائلةً: منيح لاقيتو شي تحكو عنّو، إحكو بألبومي)، فأكمل:"ولكنّ جان صليبا رافقك خلال مرحلة كبيرة من مسيرتك الفنّية، ومن ألبومك الجديد خصوصاً، وقد رفض اليوم أن يشاركك في توقيع الألبوم، فهل تعتبرين بأنّك أسأت إليه الليلة كي يقوم بمثل هذا التصرّف؟ وما صحّة الخبر الذي يقول بأن جان كان على خلاف أو سوء تفاهم مع مدير أعمالك السابق غسّان شرتوني، حول قضايا وحفلات، حيث تلقّى غسّان تهديدات من جان؟"
ـ أحترم جان وأحبّه، "وعلى وجهه لقيت الخير"، ولم أنكر ذلك قطّ، ولن أنكره، ولكنّي قلت الحقيقة، فأغنية "حبيبي عود"، و"عينك عينك"، و"عمري وسنيني" هي من ألحان طارق أبو جودة، وقد برزت من خلال تلك الأغنيات، ولا أستطيع أن أنكر ذلك، ولم أقل ما هو خاطئ، ولكنّ جان زعل منّي، علماً أنّه يتمتّع بطيبة قلب، ويتصرّف أحياناً بسرعة دون تفكير في الأمور، ولكنّه يعود ويرضى، لأنّ قلبه طيّب، وأنا وجان نتشاجر كلّ يوم، ونعود لنتصالح، ولذلك أنا معتادة على طباعه.
أمّا بخصوص الخلاف بين غسّان وجان، فهذا أمر بينهما، وهما المعنيان بإيجاد حلّ له، وأنا دائماً بعيدة عن كلّ المشاكل، كي لا أتأذّى فنّياً، كما وأنّي لا أحبّ أن أوجع رأسي، فكلّ من لديه خلاف مع أحد، أتمنّى أن يحلّه معه مباشرةً وليس من خلالي".....
وهنا عاد جان صليبا بعدما إنسحب من الحفل، فقالت أمل:" شفتو إنّو جان قلبو طيّب....جان تعى!"
وبعدما غابت طوال فترة المؤتمر الصحفيّ، عادت الزميلة نضال الأحمديّة، رئيس تحرير مجلّة الجرس اللبنانيّة، مع عودة جان صليبا لتتوجّه إلى أمل قائلةً:" والله أنا أرجف، فهذه المرّة الأولى في حياتي التي أحضر فيها مؤتمراً صحافياً، إنشاء الله إتعلّم! ولكن ما أريد قوله، أنّ المتعارف عليه عالمياً أنّ من يطلق الفنّان عادةً، هو المنتج المنفّذ، وليس الملحّن، هل أستطيع أن أسألك من أطلقك؟ وما هي أجمل أغنية أحببناها وسمعناها منك؟"
ـ أطلقني جان صليبا..
ـ نضال: بأغنية..
ـ أمل: بألبوم "آخر غرام"، وهو من آمن بموهبتي، لأنّي زرت شركات كثيرة قبل أن أتعرّف عليه، وهو الوحيد الذي شعر بأنّ الدعم الذي سيقدّمه لي لن يذهب هدراً، لأنّ الدعم يكلّف كثيراً، فإنتاج الألبوم هو مغامرة كبيرة، وجان هو أوّل من آمن بي، ثمّ دخلت إلى شركة ميوزيك ماستر من خلال جان صليبا، لأنّه ظلّ هو المنتج
ـ نضال: ثمّ إنتقلت إلى روتانا...
ـ أمل: ومن ثمّ نقلت إلى روتانا....
ـ نضال: عبر...
ـ أمل: وبالنهاية لا يصحّ إلاّ الصحيح، لأنّ روتانا هي أهم شركة إنتاج فنيّة في العالم العربيّ، وأتوقّع أنّها في القريب العاجل ستكون الشركة الوحيدة، وستضمّ كلّ الفنّانين!
وختمت أمل بشكر الفنّانين الذين شاركوها توقيع ألبومها، قائلةً: "هذا دليل عن حسن نيّتهم ونفسيتهم الطيّبة".
[email protected]