مهرجان الأندلسيات الأطلسية

أحمد نجيم من الرباط: قدمت مؤسسة "ليزاليزي" في الرباط برنامج الدورة الثانية لمهرجان الأندلسيات الأطلسية. وأعلن رئيس المؤسسة أندري أزولاي أن المهرجان أضحى موعدا فنيا وشعلة تحملها الصويرة عن استحضار العصر الذهبي لحضارتنا"، واستعاد التاريخ موضحا أن "جدودنا، من مسلمين ويهود ومسيحيين، في الحضارة الأندلسية كانوا حداثيين أكثر منا". مهرجان تريد من خلاله الصويرة استعادة تلك اللحظات المضيئة من تاريخ التسامح والتعايش، "زمن الإنسان" كما أوضح أزولاي.

ووصف رئيس مؤسسة ليزاليزي الدورة الأولى ب"رسالة الأمل" من خلال إقحام تصور يجمع بين الأندلس والأطلسي وربطهما بالصويرة.

وعد أزولاي بدورة تشكل "استمرارية للدورة الأولى" مع إضافات فنية. من جهته تمنى ممثل حكومة الأندلس بيدرو مويا أن تعرف الدورة الثانية النجاح الذي عرفته الدورة الأولى. ووصف المهرجان ب"اللقاء بين المغرب والاندلس" لقاء يتقوى باختيار مدينة الصويرة ميدانا له.

وأوضح مويا أن حكومة الأندلس فخورة بدعمها القوي والمكثف للمهرجان (إذ تساهم بمليون 500 ألف درهم، وهو ما يمثل نصف ميزانية المهرجان).

يتضمن برنامج الدورة الثانية عدة عروض موسيقية لكبار الفنانين المغاربة والإسبان، إذ سيفتتح جوق شباب الاندلس والفنان باجدوب المهرجان يوم الخميس 30 سبتمبر على الساعة السادسة مساء بساحة مولاي الحسن بالصويرة، ساعة ونصف بعد ذلك تقدم الفرقة الإسبانية المشهورة "راديو طريفة" عرضها الفني بالساحة نفسها، ويختتم اليوم الأول بحفل أكوستيكي بدار الصويري تحييه فنانة الملحون ثريا حضراوي. في اليوم الثاني يحيي الفنان خافيير رويبال سهرة بساحة مولاي الحسن، يليه فرقة كوازون، التي ستقدم إيقاعات لاتينية من البامبو والشاشا والصالصا، ويختتم بحفل يمزج بين إيقاعات الفلامينكو الإسبانية وكناوة المغربية بمشاركة فنانين مغاربة وإسبان، أما السهرة الأكوستيكية لليوم الثاني فينشطها كاروتشي وفرقة انوار المحمدية بتقديم التراث الموسيقي اليهودي المغربي بفندق سوفيتل. ويختتم المهرجان يوم السبت ثاني من أكتوبر المقبل بسهرة لواحد من كبار فنانين الفلامينكو في العالم وهو خوسي فرنانديس طوريس المعروف بتوماتيتو.

بموازاة الحفلات الموسيقية أعلنت مديرة المهرجان امامة داود عن تنظيم مسابقات للفرس على شاطئ المدينة، بالإضافة إلى معرضين واحد عن "طريق المرابطين والموحدين" وآخر يجمع الفنان حسين ميلودي والمصور يوسف أشمير بالفنان جوليو جوست.

وأعلن إدموند عمران المالح عن تنظيم تكريم للمفكر المغربي حاييم زعفراني. وقال في الندوة الصحافية "إننا نكرم مثقفا عرف بمساهماته الكبيرة في الثقافة المغربية"، تكريم ليهودي أثبت أن اليهود جزء من التراث الثقافي والحضاري المغربي.

اختارت الصويرة أن تنوع أنشطتها الثقافية طيلة أشهر السنة، لذا ستودع سنة 2004 بمهرجان الأندلسيات الأطلسية. مهرجان ثقافي وفني بنفحة سياسية. بعد احتضانها لمهرجان الموسيقى الكلاسيكية ومهرجان كناوة وموسيقى العالم.