في تقرير نشرته يوم 16 مارس 2019 عن مجمل تداعيات السودان، توقعت (إيلاف) أن يكون الفريق أول عوض محمد بن عوف رجل المرحلة التي تلي عهد البشير، وهذا ما تم من خلال ما أعلن عنه انه "انقلاب عسكري" وتم التعامل معه كذلك عبر كل وسائل إعلام العالم.&

وحينها قال تقرير (إيلاف) إن كل الدلائل تشير إلى أن السودان يقف على عتبات مرحلة جديدة من التغيير في النهج والممارسة في إطار منهجي تصالحي يحتوي جميع الخلافات لتدشين مسار عملي لحسم جميع الأزمات التي تتصدرها أزمتا "الاقتصاد" و"الثقة".

وأضاف التقرير: تتكلم مصادر عديدة عن سيناريوهات المستقبل في إطار التطورات السريعة واللافتة التي يشهدها السودان راهنا بعد تعيين الرئيس عمر البشير، لوزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف نائباً له، حيث ترشح كل المعلومات أن يكون نجم المستقبل، وربما تربعه على سدة الرئاسة.

ايجابية

وعلى هذا النحو، فإن ثمة شعورا عاما بأن هناك إيجابية في ما يخص الوضع في السودان بعد التغييرات الإيجابية الأخيرة، حيث يرغب كل من عمر البشير وعوض بن عوف تكرار تجربة الرئيس السوداني السابق، عبد الرحمن سوار الذهب، الذي تنازل طوعا عن السلطة.

وقال التقرير: وتربط مصادر في تحليلها عن التطورات السودانية أمام (إيلاف) بين التطورات الوشيكة وبين ما صدر عن الجنرال ابن عوف، الذي تولى في السابق رئاسة الاستخبارات العسكرية، من حديث بنبرة تصالحية تجاه الاحتجاجات قائلا إن الشبان الذين شاركوا في الاضطرابات الأخيرة لهم "طموح معقول".

(رابط نص تقرير إيلاف)

تعيين ابن عوف

وعلى وقع التطورات السودانية غير المسبوقة في ربع القرن الأخير، كان الرئيس السوداني عمر البشير، أصدر يوم 23 فبراير 2019 &مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد ابن عوف نائباً أول لرئيس الجمهورية ووزيراً للدفاع. وبهذا القرار أطاح الرئيس بنائبه الأول بكري حسن صالح الذي يحظى بتأييد الإسلاميين.

كما أصدر البشير مرسوماً جمهورياً آخر بتعيين محمد طاهر إيلا والي ولاية الجزيرة رئيساً لمجلس الوزراء. وأقال البشير رؤساء حزب المؤتمر الوطني في الولايات السودانية.

نبذة&

يذكر أن الجنرال ابن عوف المولود في مستهل خمسينيات القرن الفائت، في قلعة ود مالك بقرية قري والتحق بالكلية الحربية وتلقى تدريبه العسكري في مصر وتخرج في الدفعة 23 مدفعية وعمل معلمًا بكلية القادة والأركان.&

وخلال مسيرته العسكرية عمل مديراً للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، ونائباً لرئيس أركان القوات المسلحة.

وكان الجنرال قد لعب دوراً في تحسين العلاقات السودانية الأريترية عندما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات السودانية الأريترية.

وبعد تقاعده عام 2010، عين سفيراً في وزارة الخارجية حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات قبل أن ينقل قنصلاً عاماً للسودان في القاهرة ثم سفيراً للخرطوم لدى سلطنة عمان.

وفي أغسطس عام 2015، أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق أول ركن ابن عوف وزيراً لوزارة الدفاع الوطني.

وتشير التقارير إلى أنه خلال توليه منصبه شهد تسليح الجيش السوداني تطوراً نوعياً في ما يتعلق بالمنظومة الصاروخية والمدفعية.

بيان ابن عوف&

وإلى ذلك، فإن توقعات (إيلاف) جاء في مكانه الصحيح، مع اختلاف اسلوب التداعيات التي جاءت بالفريق أول عوض بن عوف وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني كخليفة ولو موقتا لعمر البشير.

وتلا الفريق ابن عوف بيان القوات المسلحة باعتقال عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وبدء الفترة الانتقالية لمدة عامين. كما أكد إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في جميع أنحاء البلاد، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا، وتشكيل مجلس عسكري حاكم، وحل مؤسسة الرئاسة، وإعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أنحاء البلاد، ووضع دستور دائم للبلاد بنهاية الفترة الانتقالية.

وأضاف أنه تم تعطيل الدستور، وحل المجلس الوطني ومجلس الولايات وحكومات الولايات ومجالسها التشريعية ومجلس الوزراء، مع استمرار عمل النيابة والقضاء.

وطمأن عوض بن عوف دول العالم بالالتزام بالاتفاقات الدولية واستمرار عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان.

وقال نائب الرئيس إن الفقراء زادوا فقراء والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما، رغم ما أصاب المنطقة، فقد خرج شبابه في تظاهرات سلمية تعبر عنها شعاراتهم منذ ديسمبر&الماضي.

وعود كاذبة

وتابع أن النظام ظل يردد الوعود الكاذبة حول مطالب الشعب السوداني، ودعا عوض بن عوف للترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين، وأن يتحمل الشعب السوداني الإجراءات الأمنية المشددة.

وأشار إلى أن اللجنة الأمنية حذرت من الأوضاع، وسوء الإدارة والفساد، لكن نظام البشير عاند كل ذلك وأصر على المعالجة الأمنية التى أدت إلى سقوط قتلى ومصابين.

نص البيان
وفي الآتي نص البيان:&

بسم الله الرحمن الرحيم
بيــــــان رقم (1)
قال تعالي: (وَأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). الأية (103) آل عمران
الحمد لله حمداً إستلذ به ذكري وله الحمد حمدا لا أحصي ثناءا عليه ولاحصرا، ثم الصلاة والسلام علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي أخرجنا من ظلمات الأنفس وضلالات الجهل وفاسد الإعتقاد وعلي آله وصحبه وسلم…
الشعب السوداني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته..
لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع ، تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجري بمؤسسات الحكم بالدولة ، من سوء الإدارة ، وفساد في النظم ، وغياب عـــــدلي في المعـــاملات ، وإنسداد للأفق أمــــام كــل الشعب ،خاصةً الشباب ، فـزاد الفقـير فقـراً ، وزاد الغني غـــنىً&،وإنعـدم حتى&الأمل في تسـاوي الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا.
وعود كاذبة&
ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر، إلا أن هذا الشعب كـــان مسامحاً وكريماً ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول ، فقد تخطى&شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرذم والفوضى&والإنزلاق إلي المجهول إلا أن شبابه خرج في تظاهر&سلمي&عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018م حتى الآن ، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والإحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية، وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الإعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر علي المعالجة الأمنية دون غيرها ، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً عليها أن تعتذر عمّا&وقع من خسائر في الأنفس فتترحم علي الشهداء وتتمنى&الشفاء للجرحى&والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية ، إلا أن كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصوا&كل الحرص على&إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات.
احداث شروخ
*جماهير شعبنا الكـريم*
لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019م ما جرى&ويجري بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عــــريقة نبهت اليه&اللجنة الأمنيـة العليـــــا برئاسة الدولة ، وحذرت مـــــن
خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتى&إصطدمت بعناد وإصـــــرار علي الحلول الأمنية ، رغم قناعة الكــــــل بعذر ذلك وإستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله ، فقررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخرى&تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام ، وتحملت المسؤولية الكاملة بتغيير كل النظام لفترة إنتقالية لمدة عامين ، تتولى&فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسؤولية إدارة الدولة والحفاظ علي الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم ، وعليه أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا إقتلاع ذلك النظام والتحفظ علي رأسه بعد إعتقاله في مكان آمن.

قرارات&
كما أعلن الآتي:
أولاً: 1. تشكيل مجلس عسكري إنتقالي يتولي إدارة حكم البلاد لفترة إنتقالية مدتها عامان.
2. تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005م.
3. إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً.
4. قفل الأجواء لمدة أربع&وعشرين ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر.
5. حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل.
6. حل المجلس الوطني ومجلس الولايات.
7. حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم.
8. يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها ، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة.
9. دعوة حاملي السلاح والحركات المسلحة للإنضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه.
10. المحافظة علي الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام ، إو إعتداء على&الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف.
11. الفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها.
12. اعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان.
13. إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً.
14. تهيئة المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد.
التزامات
ثانياً: 1. الإلتزام بكل المعاهدات والمواثيق والإتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية.
2. إستمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الديبلوماسية والمنظمات.
3. صون وكرامة حقوق الإنسان.
4. الإلتزام بعلاقات حسن الجوار.
5. الحرص على&علاقات دولية متوازنة ، تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
اجراءات
ثالثاً: 1. تأمين الوحدات والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة.
2. تأمين وإستمرار المرافق والإتصالات والموانئ والحركة الجوية.
3. تأمين الخدمات بكل أنواعها.
رابعاً: ونحن في المجلس العسكري الإنتقالي الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني إذ نتحمل هذه المسؤولية نحرص على&سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسؤولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه في أمن وسلامة الوطن.