سمير سعيد: عدد كبير من مؤلفي الدراما التليفزيونية استغاثوا من عدم اذاعة اعمالهم رغم اجازتها كافة اللجان وقد تم تصديرها منذ سنوات وهي حبيسة المكتبة.. في حالة اهدار صريح للمال العام.. بينما هناك بعض المحظوظين الذين تذاع اعمالهم ويتم اعادتها من قناة لاخري لانهم المحاسيب أو اصحاب الاصوات العالية والالحاح
* في البداية يؤكد المؤلف محمد الغيطي: اختيار المسلسلات للعرض علي الشاشة قائم علي فكرة النجم أوالنجمة بالعمل وللأسف هم قلة لاتعد علي اصابع اليد الواحدة ممن ابتعدوا عن السينما فاصبحوا الآن يحتكرون الدراما التليفزيونية بل اصبحت كل عناصر العمل الفني تدور في فلكهم بداية من اختيار الورق وحتي العرض الذي يتحكمون فيه وكل نجمة تتصارع لعرض عملها في الاوقات التي تحبها بعيدا عن مستوي المسلسل الفني بدليل أننا شاهدنا مسلسلات لنجمات كبار سقطت من ميزان النقد والجمهور.
ولجان التليفزيون اسمية فقط أو دفترية لها سلطة في الاختيار والدليل علي ذلك ان لجنة المشاهدة علي سبيل المثال في العام الماضي أشادت في تقاريرها بمستوي مسلسل "حد السكين" علي ان يعرض علي القناة الاولي في رمضان الماضي لكنه رغم ذلك لم يعرض حتي ارسلت اسرة المسلسل فاكسات وطالبت بعرضه ولولا ذلك لكان مصيره العدم.
ولي حتي الآن عدد كبير من المسلسلات لم تعرض ومازالت حبيسة الادراج منها علي سبيل المثال لا الحصر مسلسل "الاقدار" رغم انه اول مسلسل فرعوني في تاريخ الدراما المصرية وهو جاهز للعرض منذ عام 1999 بطولة عزت العلايلي وسمية الالفي.
والحل لانقاذ الدراما المصرية هو عودة البطولة الجماعية وكسر احتكار بعض النجوم للشاشة علي ان يكون المعيار الاساسي للاختيار هو الجودة الفنية للعمل من حيث النص والاخراج وعناصر العمل الاخري بعيدا عن ابطال العمل.

ظلم
* وتجزم الناقدة والكاتبة ماجدة خير الله الي ان هناك عدم عدالة في فرص العرض وخير شاهد علي ذلك ان احدي المؤلفات عرض لها مسلسلين بالقنوات الرئيسية الواحدة تلو الأخر مباشرة وتعاد اعمالها علي المحليات وهذا لم يحدث في تاريخ التليفزيون في حين هناك بعض الاعمال شديدة التميز محرومة من العرض حتي الآن وهذا يثير علامات استفهام كثيرة فهل الواسطة والمحسوبية هي التي تتحكم في عملية العرض أم ان ذلك تعمد وقصدية لتصعيد مؤلفين بلا موهبة مما ينتج عن ذلك انحدار الدراما المصرية.
وتشير الي ان هناك خمسة نساء فقط من نجمات السينما تعرض اعمالهن التليفزيونية مهما كانت مستواها الفني مما جعلهن يبالغن في اجورهن.

اجتهاد
* ويقول المخرج محمد فاضل أنا لا أري اي قواعد يتم علي اساسها الاختيار المسألة تخضع فقط للاجتهاد الشخصي لرؤساء القنوات واراهن علي ذلك بل ومستعد ان اخصص جائزة لمن يعرف القواعد التي يتم علي اساسها الاختيار فهناك عشرات المسلسلات شديدة التميز لاتعرض.. لذلك اطالب بالاهتمام بمثل هذه المسلسلات خاصة ان تقارير الرقابة تشيد بها.

كثرة الانتاج
* يرجع الكاتب محمود الطوخي عدم عرض المسلسلات علي القنوات الرئيسية لكثرة الانتاج حيث يتم انتاج اكثر من 2000 ساعة دراما في العام في حين ان التليفزيون يحتاج فقط الي 280 ساعة ويري أنه لاتوجد في عدم العرض لأن هناك مئات القنوات الفضائية وقناة خاصة للدراما وليس شرطا العرض علي الاولي أو الثانية ويشير الي مسلسله "يوميات زوج معاصر" تم عرضه في ثلاث محطات فضائية وبعد ذلك اعيد علي القناة الاولي.

رأي مخالف
تدافع د. أميرة ابو الفتوح بقوة واكدت ان هناك بالفعل لجنة للدراما تضم خبراء في هذا المجال برئاسة زينب سويدان تعرض عليها الاعمال وتقرر مدي جودتها ومستواها الفني وقالت ان هذه اللجنة لها مقوماتها وتختار طبقا للوائح الاتحاد وقوانين العرض حيث كانت المسلسلات من قبل كما تقول تعرض وفقا للهوي والمزاج الشخصي وسبق ان عانت فترة طويلة من عدم عرض مسلسلاتها التي ظلت لسنوات طويلة حبيسة العلب وعرضت بعد ذلك مثل "وبقيت الذكريات" و"بنات سعاد هانم" و"لعبة الحياة".

توضيح
* وتوضح نانو حمدي رئيس الادارة المركزية للموسيقي والغناء والدراما أن هناك لجنة لاختيار المسلسلات تشاهد وتكتب تقارير عنها وعن مدي صلاحيتها وجودتها للعرض وتراعي فيه جودة النص وتميزه ومدي توظيف الشخوص والاداء العام للممثلين وايقاع احداث المسلسل هذا بالاضافة الي تقرير الرقابة بالتليفزيون.
وهناك قرار من رئيس الاتحاد أن تذيع القناة الاولي مسلسلات مدينة الانتاج الاعلامي وقطاع الانتاج والقناة الثانية مسلسلات شركة صوت القاهرة.
وفي رمضان علي وجه التحديد تكون هناك لجنة عليا برئاسة رئيس الاتحاد والذي يرجع اليها القرار النهائي ولا توجد اي وساطة او محسوبية في اختيار المسلسلات التي تعرض سواء علي الشاشة الرئيسية أو المحليات.