الوسط - هاني الفردان: كشف عضو في اللجنة الشعبية لمناصرة المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو عن ان المعتقل البحريني صلاح البلوشي بخير وبصحة جيدة ولم يتعرض لما تعرض له المعتقل جمعة الدوسري.

وقال إن "عائلة البلوشي شاهدت أبنها خلال عرض تلفزيوني لتحقيق أميركي عن معتقلات في غوانتنامو عرض على شاشة قناة العربية وهو يلعب الكرة في ساحة المعتقل، وإنها تعرفت عليه على رغم شعره الطويل وهو يلعب الكرة وبصحة جيدة"، مؤكدا ان هذه اللقطات التلفزيونية طمأنتهم على صحته.
وطالب عضو اللجنة بمحاسبة الوفد الأمني وتشكيل لجنة تقصي حقائق عن أسباب اخفاء المعلومات عن الرأي العام من قبل الوفد بشأن تعرض المعتقلين البحرينيين لتعذيب، مشيرا إلى ما وصفه النائب محمد الخالد بـ "الفضيحة" بعد عن كشف أخو المعتقل عيسى المرباطي الجميع، عندما أفصح بأن "الوفد الأمني"، "المنوط به تقديم معلومات عن المعتقلين" أمر بتفتيش منزل المعتقل المرباطي، بعد عودته، "بدلا من طمأنتنا على حال أخينا".
وقال عضو اللجنة إن "الوفد الأمني لديه الكثير من المعلومات التي لم يكشف عنها بعد ولابد من كشفها لأهالي المعتقلين وفريق المحامين والحقوقيين لمساعدتهم في تحركاتهم لضغط من اجل الإفراج عن المعتقلين.
وانتقد عضو اللجنة إثارة موضوع تعذيب جمعة الدوسري بهذا الشكل الكبير على رغم ان خبر التعذيب ليس جديدا وطرح من قبل عبر الصحافة البريطانية في تاريخ 14 مايو/ أيار الماضي، إذ وجه البريطانيون الثلاثة المفرج عنهم من معتقلات غوانتنامو نداء إلى إدارة بوش طالبوها بإطلاق سراح المعتقلين الذين يتعرضون لمعاملة قاسية هناك.
وأشار إلى ان الصحافة المحلية في المملكة تناقلت الخبر أيضا في 15 مايو الماضي من دون أن يكون هناك أي تحرك رسمي من قبل مختلف الجهات النيابية أو الحكومية، إذ طالب في ذلك الوقت النائب محمد خالد بإرسال وفد صحي رسمي للكشف عن حقائق ما يتعرض له المعتقلون البحرينيون هناك، الذي بدوره سيطمئن الأهالي على سلامة وصحة أبنائهم المعتقلين، وخصوصا بعد أن تأكد للمهتمين أن مسئول معتقلات "غوانتنامو" هو نفسه الآن المسئول عما حدث في سجن "أبوغريب" في العراق، وهذا ما زاد من مخاوف ذوي المعتقلين، مؤكدا ان الوفد الأمني اقتصر على الحديث مع المعتقلين "من دون الكشف عن الآثار النفسية والصحية للمعتقلين وما تعرضوا له هناك".
وأشار خالد إلى ما أعلنته القوات الأميركية بعد شهادة البريطانيين بشأن وجود تعذيب في "غوانتنامو" بأنها ستفتح التحقيق في الموضوع "يتطلب وجود تحرك حكومي ضاغط لفتح تحقيق للتأكد من ادعاءات التعذيب"، مطالبا المسئولين في الحكومة بأن "تترجم تصريحاتهم إلى أفعال على أرض الواقع".
وقال عضو اللجنة إن النائب محمد خالد تقدم بطلب إلى مجلس النواب لإنشاء لجنة لحقوق الإنسان مؤقتة داخل المجلس للتنسيق بين المؤسسات الحقوقية في المملكة وتبني قضايا حقوق الإنسان وعلى رأسها معتقلي "غوانتنامو"، إلا ان هذه اللجنة لم تر النور أبدا.
وفي طور الحملة التي شنت من قبل بشأن ما يتعرض له المعتقلون البحرينيون قال العضو في اللجنة الشعبية إن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان دشنت حملة وطنية من أجل الإفراج عن معتقلي غوانتنامو، من بينها عريضة شعبية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين يتم رفعها إلى الرئيس الأميركي جورج بوش. مؤكدة الأنباء التي تواردت عن تعرض أحد المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو للتعذيب الجسدي، وأشارت إلى أن اسمه "جمعة الدوسري.
وانتقد عضو اللجنة تصريحات رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب النائب أحمد بهزاد السابقة الذي أكد أن المعتقلين البحرينيين في سجن غوانتنامو لم يتعرضوا لأي شكل من أشكال التعذيب ويعاملون بشكل "جيد" من قبل السلطات الاميركية، على رغم وجود تقارير أميركية ذكرت ان السجناء المعتقلين في غوانتنامو تعرضوا لعمليات تعذيب من بينها منعهم من النوم والتحقيق معهم وهم عراة.
وبشأن التعذيب في غوانتنامو أشار عضو اللجنة إلى ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" على موقعها على شبكة الانترنت في 10 مايو الماضي ان "الحكومة الأميركية أعطت موافقتها في ابريل/ نيسان 2003 على تقنيات للاستجواب في غوانتنامو تقضي بعكس وتيرة نوم المعتقلين وتعريضهم للحرارة والبرد على وقع موسيقى صاخبة وأضواء تعمي البصيرة".
وإن الصحيفة أكدت نقلا عن مسئولين في وزارة الدفاع انه تمت الموافقة على أعلى المستويات في "البنتاغون" ووزارة العدل على لائحة سرية تتضمن 20 طريقة لإجراء عمليات الاستجواب في غوانتنامو بكوبا، إذ يعتقل 600 أجنبي من 40 بلدا تقريبا، ويسمح كذلك باستجواب المعتقل من دون ثيابه إذا كان وحيدا في زنزانته لكن تحظر أية ملامسة جسدية.
وبحسب التقرير فإن اللائحة الرسمية بالتقنيات المسموح بها في غوانتنامو تقضي أيضا بامكان إجبار المعتقلين على البقاء واقفين لأربع ساعات متتالية.
مشيرا إلى ان هذه اللائحة تمثل أول تعليمات رسمية تسمح للمحققين باستخدام أساليب بهدف إرهاق المعتقلين جسديا ونفسيا قبل إخضاعهم للاستجواب، ويفرض استخدام كل من هذه الأساليب الحصول على اذن من كبار المسئولين في "البنتاغون" كذلك يتعين على المحققين أن يثبتوا بان طرق المعاملة الأقسى أملتها الضرورة العسكرية.
واستغرب عضو اللجنة من تصريحات الرسميين في المملكة التي تنفي دائما تعرض المعتقلين للتعذيب وقال يكفي أن يوضع المعتقل 3 سنوات في أقفاص تحت أشعت الشمس لتكون هذه الممارسة من أبشع أساليب التعذيب أن "تعامل الناس كحيوانات في أقفاص".
وطالب عضو اللجنة بأن يكون هناك تحرك رسمي كبير وواضح يعمل على إطلاق سراح المعتقلين بعيدا عن التصريحات الجوفاء، نظرا إلى ما يتعرضون له يوميا من إهانات على مراء ومسمع من العالم من دون أي تحرك.
وقال عضو اللجنة إنه في ظل صمت الوفود الأمنية، وتغيب الأهالي حتى عن حضور "المؤتمرات الصحافية"، فإن البعض مازال يعلق آمالا، على الشبكة للدفاع عن المعتقلين، المنبثقة من مؤتمر صنعاء لحقوق الإنسان، والبعض ينتظر ما سيفعله "النواب" إن كان لهم تحرك في هذا الاتجاه.