ماجد السدحان، ابتهال السامرائي، هيام المفلح، هند الخليفة: (الزواج عبر الانترنت أكثر رومانسية: كشف أحدث استطلاع للرأى على موقع مجلة مدام الاسبوعية النسائية على شبكة الانترنت عن أن 51% من الذين تعارفوا عبر الشبكة وانتهى بهم الأمر الى الزواج وصفوا علاقتهم بأنها شديدة الرومانسية. وفى المقابل أعرب 17% فقط من الازواج الذين ارتبطوا بعيدا عن الانترنت عن رضاهم عن العلاقة المشتركة).

في كل دقيقتين، يتعرف شخصان على بعضهما البعض عبر شبكة الإنترنت سواء بطريق المصادفة عبر مواقع المحادثة أو القوائم البريدية أو مواقع التعارف وغيرها من آلاف الخدمات التي تقوم على ربط وإيصال مستخدمي الشبكة ببعضهم البعض والتي تضاعف انتشارها مؤخرا حسب دراسة قام بها الموقع الاحصائي netratings. وواحدة من أسرع الظواهر الانترنتية انتشارا، مواقع التعارف لغرض الزواج. وقد لوحظ انتشار هذه المواقع في الآونة الأخيرة بشكل ملفت بين المواقع الإسلامية والعربية، وتضاعف عدد المشتركين فيها ليصل للملايين من مختلف أنحاء العالم. وقد لفتت هذه الظاهرة انتباه عدد من وسائل الإعلام عالميا، فقد نشرت النيويورك تايمز والهيرالد تريبيوت، ومجموعة من الجرائد الأجنبية والعربية تقارير تتحدث عن زيادة شعبية مواقع البحث عن شريك عبر الإنترنت بين الجاليات المسلمة بشكل خاص في دول تتصدرها الباكستان ومصر والمملكة وعدد من الدول العربية. وحاولت وسائل الإعلام معرفة خفايا انتشار هذه الظاهرة وإرجاعها إلى أسباب اجتماعية بشكل خاص. فما هي هذه المواقع؟ ولماذا انتشرت بهذا الشكل الكبير؟ ومن هي فئة التي تستخدمها؟
"جامعية بيضاء البشره على قدر كبير من الجمال من عائله محافظة احافظ على صلواتي والتزم بديني والحمدلله وعندي قناعة كاملة بالزواج بهذه الطريقة، لكي اختار شريك حياتي بنفسي " هذه الكلمات كتبت بواسطة إحدى الفتيات في المملكة عبر أحد مواقع الزواج عن طريق الانترنت بحثاً عن نصفها الآخر. فلم تقتصر مثل تلك المواقع على وضع الطلبات للرجال فقط و إنما شملت الجميع فاتحة أبوابها لمن يريد إكمال نصف دينه منهم و لديه القناعة بمثل هذه الطريقة. و كما أن هناك ايجابيات في هذه الطريقة هناك أيضا سلبيات أخرى تتركز بشكل رئيسي حول عدم جدية البعض سواء رجالاً أو نساء. أما المزايا فإن مثل هذه المواقع تخدم الراغبين في الزواج من الأقليات في بعض الدول سواء داخل الوطن العربي أو خارجه.

الخطّابة أم موقع الانترنت؟
تتلخص فكرة مواقع الزواج على الانترنت في اشتراك الراغب أو الراغبة في الزواج في أحد المواقع التي تقدم هذه الخدمة، و من ثم تعبئة البيانات الشخصية الخاصة به، وكذلك البيانات التي يتطلبها في الطرف الآخر.
وبعد أن يتم اتفاق الطرفين ينتقل الأمر إلى مخاطبة أهل المرأة بشكل رسمي. أي يمكن القول بأن موقع الانترنت قد يصبح بديلاً للخطابة. و إن كان هناك شريحة كبيرة ترى أن مثل هذه الأمور يجب أن تكون وفق نظام معين و لا يمكن ان تتم من خلال الانترنت.

تجارب وخيبات أمل وتفاؤل
موقع قران دوت كوم qiran.com افتتح في شهر مارس الماضي، وجه خدماته لمنطقة الشرق الأوسط، ووصل عدد المشتركين و"المشتركات" فيه إلى أكثر من سبعين ألف عضو. من خلال بحثنا داخل الموقع، علمنا أن أكبر عدد من المشتركين يأتي من كل من باكستان والسعودية، مع تنافس كلتا الدولتين على الصدارة بأكثر عدد من المسجلين في الخدمة. يليهما مصر والإمارات العربية والمتحدة، ثم أمريكا، والكويت، ثم الهند وبريطانيا والأردن. ويتبع الموقع نظاما آمنا وصارما لضمان جدية المسجلين في خدمة البحث عن شريك، فلا تفعل خدمات الموقع إلا عندما يتم الدفع ببطاقة الائتمان رسوم الاشتراك بالخدمة، التي تتيح مشاهدة السيرة الذاتية profile لكافة المعلنين، والتي تنشر فقط المواصفات العامة للشخص وشهاداته العلمية وشكله العام وديانته ولغته وعمره، ومواصفات الشريك الذي يبحث عنه. كما يقوم البعض بنشر صوره التي تمر قبل النشر على ادارة الموقع للتأكد من خلوها من أية انتهاكات او تجاوزات. وللمشترك الخيار بعدم نشر اسمه الكامل والحقيقي وعناوينه وغيرها من معلومات خاصة منعا لاحراجه، فالأعراف الاجتماعية لا تزال تستغرب مثل هذه الخدمات- على حد قول أحد مسئولي ادارة الموقع. وبعد أن يقوم المشترك بالدفع للموقع، يستطيع مراسلة المشتركين الآخرين عبر نظام بريدي خاص، وكذلك التحاور معهم عبر خدمات المحادثة وغيرها.
ويقدر مسئول موقع قران بأن عدد المستخدمين يصل الى ألف مستخدم يوميا، كما سجلت ما بين خمسين الى سبعين حالة خطبة وزواج على الموقع منذ افتتاحه، حيث يستلم مدير الموقع رسائل من المشتركين تعبر عن شكرهم وامتنانهم للخدمة التي ساعدتهم على الخطبة والزواج. وهم عادة ما يتحفظون على ذكر أسمائهم وتجربتهم الناجحة في الموقع.
من جهة أخرى، فقد تمكنت الانترنت والاتصالات من التحاور مع عدد من المعلنين والمعلنات داخل مواقع البحث عن شريك، حيث أظهر أغلبيتهم جديتهم في هذه الخدمة، التي وصفتها إحدى المشتركات بأنها أحد المنافذ المتاحة أمامها للزواج، حيث أنها تطرق هذا الباب كأحد الحلول المتاحة أمامها للبحث عن "النصف الآخر". كما ذكر مشترك آخر ان ميزة خدمات البحث عن زوجة عبر النت بأنه يستطيع ان يختار من تقارب وضعه الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي، فنشر تفاصيل عن الشخص المعلن، حتى وان لم تكن بعضها دقيقة، تساهم في اختيار الاقرب والانسب الى حد ما.

قصص ناجحة... الرابع ثابت
** احدى الأخوات من الجزائر أكدت "للانترنت والاتصالات" أن لها زميلة في العمل تزوجت عبر النت من جزائري مقيم في الخارج، في دولة أوروبية. استمرت علاقتهما عبر الانترنت لأشهر قبل ان يأتي إلى الجزائر للالتقاء بها، وهي الآن هي تعيش معه في محل اقامته و قد عبرت عن سعادتها.. وأكدت تلك الأخت أن هذه هي القصة الرابعة التي يكتب لصديقتها النجاح فيها لأنها سبق وتعرفت على ثلاثة قبله من جنسيات مختلفة ووصلت المعرفة الى حد الخطبة، ولم تنجح، لكن الله كتب لها النجاح مع الشخص الرابع الذي تعرفت اليه عبر الشبكة.

أبو أحمد.. سكرتير ( 35سنة)
يقول أبو أحمد اقتنع بمصداقية البيانات المطلوبة ولكن اذا لم تتوفر الشروط قلما تستمر المسألة لانه اذا كان الامر كذلك فالوسائل العادية أفضل مهما كانت امكانية الفشل..ولا شك ان الجدية في الامر تقود للصراحة ولكن شأن الكل لا بد من وجود خفايا وحال وجود ذلك يتغير الامر.. ولكن نبل المقصد تنتفي معه صفات عدم الصراحة والكذب على ما اعتقد..
ولا شك أن العائلة لا تفضل هذا الزواج وهي لا تقبل الطريقة مائة بالمائة ولكنها توافق في نهاية الامر لانه يؤدي الى الزواج وبالتالي فان اعتراض الاسرة مقدور عليه..
وماذا بعد العثورعلى صاحبة المواصفات المطلوبة : يقول :
بعد العثور على المواصفات المطلوبة يستمر التعارف لمعرفة ما ذكرت من افكار وثقافة واتجاهات وقيم وسلوكيات ومعرفة بيت الآخر وأسرته وتاريخ عائلته باختصار كل شيء عنه.. ولا بد بعد ذلك بوقت كاف أن يطرق الرجل الباب ليتأكد من كل البيانات ومدى مطابقتها للواقع وتتاح له فرصة رؤية الطرف الآخر وهنا المحك حيث تتم الزيجة بعد كل ذلك أو لا تتم.

ما هو سبب اللجوء
للانترنت ؟؟!!
أحد المتقدمين في مواقع الزواج بادرناه بسؤال عن سبب بحثه لزوجة عن طريق الانترنت و كذلك عن مدى رضا الاهل و الاقارب في الارتباط عن طريق مثل هذه المواقع. فأجاب "البحث عن طريق الانترنت أفضل لانه يوفر فرصة كبيرة في التعرف على الطرف الآخر بطريقة لاتتوفر نهائيا في مجتمعنا وطرقنا التقليدية. اما بالنسبة لسؤالك عن الأهل اعتقد اني وصلت الى مرحلة مريه لا تسمح لاحد بالتدخل في حياتي الخاصة". و يضيف شخص آخر عن ذلك بقوله" لاني اريد ان ابحث عن زوجة بطريقتي و ليس باختيار الاهل.
اما نورة ع فذكرت عن سبب اللجوء للانترنت للبحث عن شريكها تقول "لاني بذلك احدد من هي الشخصية التي اود الارتباط بها فقد وصلنا الى درجة من النضج لنستطيع تقييم انفسنا ووضع النقاط على الحروف قبل التورط بزواج قد يكون فاشلا قبل ان يعرف كلانا الآخر ولا تقل لي فترة الخطبة كافية فما هي الا تدليس من كلا الطرفين على الآخر." و تضيف ما اذا كان اهلها يمانعون بالحصول على زوج من الانترنت" عندما اجد الشخص المناسب واقرر الزواج به فلابد من الرجوع الى الاهل واخذ موافقتهم ومباركتهم على اتمام هذا الزواج واعتقد انني في سن يؤهلني لاتخاذ قراري بمن ساكمل معه مشوار الحياة المتبقي".
* و تقول احدى العضوات من الكويت "انا ما ايد الخطابه ولا الانترنت بس اعتقد إن الانترنت ارحم من الخطابه واذا أهلي يوافقون انا ما راح اتزوج عن طريق الانترنت لانى انا ما اوافق اكيد اهلى مراح يوافقون وصدقينى لو كل انسان ياخذ اللى يحبه كان مافى انسان استخدم الزواج عن طريق الانترنت بس ضروفنا تعاكسنا واهلنا يرفضون الزواج عن طريق الحب لو كل عائلة وافقوا على اللى تختاره البنت كان الكل مرتاح".
* احدى المتقدمات في مواقع الزواج تفضل ارتباطها بشريك حياتها عن طريق الانترنت لانها اعتبرتها فكرة حديثة ومتطورة!!.و سألناها عن معرفة اهلها بالبحث عن زوجا لها بواسطة الانترنت؟ أجابت "طبعا مايعرفون بسبب العادات والتقاليد.. و لكن أحبيت أجرب ممكن أجد فارس أحلامي هنا؟!.
أما مهندسة الكمبيوتر (ن.ج) فقد اعتبرت الانترنت وسيلة مثل غيرها من الوسائل المتبعة وان لجوءها هو مجاراة لمتطلبات العصر ولأنه أكثر انفتاحا ومجاله اكبر في الحصول على المواصفات المطلوبة، اما عند سؤالها عن مصداقية المواقع ذكرت بأنه توجد مواقع خاصة بهذه الأمور موثوق منها وتمت زيجات موفقة عن طريقها، و تضيف إن هناك العديد من الطرق التي تحدد صدق البيانات، وتذكر ايضاً عن التأكد من صحة المعلومات بالنسبة للفتاة الباحثة عن الزوج عن طريق الانترنت فالأهل هم الذين يستطيعون التأكد من صحتها، ومقابلة الشخص المطلوب والسؤال عنه والتأكد من صحة بياناته، أما الرجل الباحث عن الزوجة عن طريق الانترنت فيستطيع بكل سهولة التأكد من معلومات الفتاة التي يريد التقدم منها.
كما لفت انتباهنا اسم احدى العضوات و التي لها سنة تقريبا مسجلة في احد مواقع الزواجات وعندما سألناها بأن لها سنة ولم تجد زوجا قالت : "نعم لي سنه منذ تسجيلي في الموقع، ولم استخدمه فعلياً سوى أيام !.. ولا يمنع هذا أن أظل لسنوات أخرى في الموقع إلى أن أعثر على الشخص المناسب، لأني لا أرضى بزواج كيفما اتفق."