دمشق: تفرغت سلافة عويشق لمسؤولياتها العائلية ما أبعدها قليلاً عن الأعمال الفنية، لكنها عادت الى الفن، وظلت تتعامل مع الفرص حسب قناعات راسخة. والمهم بالنسبة لها أن تحقق المتعة من التمثيل بعيداً عن أهداف الشهرة والمال. وتشير الى ان حياتها الزوجية مع الممثل المتميز فارس الحلو ترفد تجربتها الفنية.تحاول سلافة تحقيق طموحاتها من خلال التمثيل والكتابة الدرامية، ساعية الى التميز في أعمالها، وتؤكد انها ليست مضطرة لتمثيل دور يوقعها في الندم لاحقاً.فيما يلي حوار مع الفنانة سلافة عويشق,

* برزت في الفترة السابقة من خلال شخصيتك الكوميدية في مسلسل “قلة ذوق وكثرة غلبة” فهل ستستمرين في الكوميديا؟
- في الحقيقة سأظهر هذا العام من خلال شخصية طريفة أيضاً في المسلسل الكوميدي “بيتنا الحلو” للمخرج باسم ياخور حيث أمثل إحدى الشخصيات التي تزور بيت الشقيقات الثلاث، فتقع شخصيتي ضمن مفارقات عديدة ومضحكة وهي تحرّك أحداث عدد من الحلقات وتصطدم مباشرة بمواقف كوميدية.

*حققت حضوراً لافتاً في أول تجربة كوميدية لك، فكيف اكتملت عناصر بروز شخصيتك في “قلة ذوق وكثرة غلبة”؟
- فكرت أولاً بمدى تقبّل الجمهور لمثل هذه النوعية من الشخصيات، خاصة أن الخالة سوسن تتواجد كشخصية أساسية ومستمرة ضمن أحداث المسلسل، وهي تحاول التوفيق بين وجهات نظر الأولاد والأب المصر على الزواج مرة أخرى بعد وفاة والدتهم، فتقف دائماً مع أبناء أختها لمنع دخول امرأة غريبة إلى البيت، وذلك يتم ضمن أجواء مملوءة بمواقف كوميدية متسلسلة، وهنا حاولت أن أصنع لشخصيتي بصمة كوميدية خاصة تنسجم مع اتجاهاتها العامة ووضعها الاجتماعي ضمن العمل، فأضفت على شكلها الخارجي طريقة خاصة في الألبسة وعمقت أسلوبها أثناء التعامل كنموذج موجود في المجتمع يسعى دائماً إلى تقييم الآخرين وتحجيم جهودهم.

شروط مختلفة
* هل تخصصت في الكوميديا الآن؟
- لم أتخصص بنوع درامي محدد، ولن أسمح لنقلة جديدة في مسيرتي الفنية بأن تحدد ملامحي وتؤطر قدراتي، لكن هذا الجانب يخضع لشروط مختلفة، منها ما يتعلق بالفرص المعروضة ومدى ملاءمة الدور بغض النظر عن نوعيته الدرامية. كما أنني ظهرت العام الماضي في شخصيات بوليسية متنوعة في اتجاهاتها ضمن الحلقات المنفصلة “من الفاعل؟” للمخرج ناجي طعمي، ما يبعدني عن التخصص في نوع محدد.

* وأين وجدت مكانك الحقيقي؟
- أجد مكاني المناسب في كل دور جيد يتيح لي أن أبرز قدرات ممثلة متعددة الاتجاهات، وأشعر دائماً بإحساس المجازفة وأنا أدخل تجربة تراجيدية أو كوميدية. لكني بصراحة شعرت بظهوري اللافت مع عمل المخرج هيثم حقي في “هجرة القلوب إلى القلوب” لأنه شكّل انطلاقتي الحقيقية مما أتاح لي عدداً من الأدوار الجيدة في أعماله، ومنها “صور اجتماعية” و”ليل الخائفين”، وقد كنت حينها بعيدة عن الكوميديا بالطبع.

* غبت بعد هذه الأعمال فترة طويلة، هل لانشغالك في الكتابة الدرامية دور في ذلك؟
- في الحقيقة قل ظهوري في فترات سابقة بسبب انشغالي بمسؤولياتي العائلية وتربيتي لبناتي، فاضطررت للابتعاد عن نشاطي الفني، أما الكتابة فكان لها دوافعها وشروطها الخاصة، ولم تشكّل السبب الأساسي في غيابي.

كتابة درامية
* ما أهدافك الحقيقية من تحولك إلى الكتابة الدرامية؟
- أهدافي تتلخص في رغبتي في تحقيق نوع من التجديد على الشاشة، وشعرت بضرورة تجسيد شخصية نسائية متميزة في نصوص الدراما السورية، خاصة أن شخصية المرأة لا تمر في نص تكتبه المرأة بشكل اعتباطي أو سطحي، فكانت لدي رغبة شديدة في التعبير عن نماذج نسائية مختلفة ذهنياً وفكرياً، مثل شخصية المحامية التي قدمتها في نص “ذاكرة صعبة” وهي ترسّخ مفهوم المرأة القادرة على الفصل بين حياتها الشخصية والعملية وبين مشاعر الحب وإحساسها العالي بالصداقة، وهذا نموذج نادر بالطبع.

* وهل سيترسخ وجودك الفني في المرحلة المقبلة ككاتبة أم كممثلة؟
- لن أكون سوى ممثلة، وأنا انطلقت ضمن عالم كتابة النصوص كهاوية وليس كمحترفة، كما أن هذا الاتجاه يحتاج إلى تفرغ خاص وتركيز شديد لأستطيع إنجاز نصوص متميزة على صعيد الأسلوب والموضوع المطروح، لذلك لا أعتقد أنني سأكمل تجربة الكتابة وأتحمل مسؤولياتها الكاملة إلا عندما تتوافر الأفكار الجديدة التي تتيح لي التميز وتحقيق إضافات واضحة في مجال التأليف الدرامي.

* إلى أي حد ساهم زواجك من ممثل متميز وناجح في تطور امكاناتك كممثلة؟
- الحوار يطور مسيرة الإنسان، وزواجي من الممثل فارس الحلو رسّخ تفاهماً شديداً بيننا، لإلمامنا بخصوصية العمل الفني بشكل عام، كما ساهم الزواج في جعلي أندفع نحو العمل الفني لأشعر بمتعة في أداء الأدوار، ولم يعد التمثيل بالنسبة لي مجرد واجب أو مهنة فقط.

* وهل شعرت أن الأمومة كانت سبباً مباشراً في تأخير خطواتك الفنية؟
- على العكس تماماً، صحيح ان انشغالي بعائلتي ساهم في غيابي فترات متباعدة، لكنه حمل انعكاسات إيجابية لمسيرتي وتغيير نظرتي وخطتي كممثلة، فالتهافت على العمل لم يعد ضرورياً بالنسبة لي، وأصبحت أكثر دقة في الاختيار فابتعدت عن العمل بشكل عشوائي.

* هل شعرت خلال هذه الفترة بفقدان فرص مهمة؟
- من الطبيعي أن يشكّل ابتعاد الممثلة عن المجال الفني غياب بعض الفرص، ولكن الفرص المهمة برأيي لا يتم تقييمها بعددها، ويكفي تمثيلي لدور أو دورين في السنة لكي أشعر بأني لا أفقد فرصي في الأعمال الفنية وأنال ما أريد دائما.

* إلى أي مدى ساهمت قناعاتك الحالية في إبعادك عن نجومية الصفوف الأولى؟
- من البداية أنا لا أسعى نحو النجومية ولا أهتم بالوصول إلى الصفوف الأولى ما دامت أدواري تستطيع أن تتخذ لها موقعاً في ذاكرة الجمهور، وتحقق التأثير المطلوب وتشعرني بتفوقي في التمثيل.

* هل تحقق الأدوار القليلة كل طموحاتك؟
- مهما حققت الممثلة من طموحاتها، تظل محتاجة إلى فترات إضافية لتستمر في تحقيق الطموحات الباقية، ولكني متأكدة أن تضخم كمية العمل لا يحقق الطموحات وربما يشتتها حينما تكون الأدوار ضعيف.

* متى ندمت على دور؟
- لم أندم إطلاقاً لأني لست مضطرة لتمثيل دور يوقعني في الندم.