لست ممن يلقون بالتهم جزافا على الناس، ومع ذلك سأغامر بالقول ان زيارة مثال الألوسي احد اعضاء المؤتمر الوطني العراقي لاسرائيل وما قاله اثناء زيارته سيكون خطأ كبيرا بل وخطيئة كبيرة اذا كانت الزيارة مرتبة بمعرفة المؤتمر الوطني او بتنسيق مع السيد أحمد الجلبي زعيم المؤتمر.
ومن باب الانصاف يجب ان نقول ان المؤتمر الوطني العراقي قرر تعليق عضوية السيد الألوسي في المؤتمر واعلن براءته من الزيارة ولكننا نريد ان نحذر من اية محاولة من أي طرف في المؤتمر الوطني العراقي للاستقواء باسرائيل من اجل تحقيق مكاسب سياسية في العراق، ونحذر من استخدام هذه الزيارة لتحسين صورة المؤتمر الوطني امام اللوبي الصهيوني في واشنطن القادر بكفاءة على الضغط على الادارة الاميركية في ظل ضغوطات انتخابات الرئاسة.
السيد الألوسي لم يذهب لاسرائيل بدعوة من منظمة اسرائيلية للسلام، او منظمة اسرائيلية لحماية البيئة، بل ذهب كضيف شرف على مؤسسة موشيه يعلون رئيس الاركان الاسرائيلي، أي انه ضيف شرف لدى قاتل محترف يمارس القتل اليومي في الاراضي المحتلة، ويمثل احد اوجه اليمين الاسرائيلي المتطرف.
اكثر من مرة حذرنا من خطورة الاستقواء بالقوى الاجنبية ضد المصالح الوطنية، ومهما كانت درجة الخلاف بين الانسان وحكومته الا ان الاستقواء بالخارج يظل مسألة خطيرة. وصحيح ان هناك حالات بلغ فيها عنف وهمجية «المستعمر الوطني»، كما هي حال صدام حسين، ما هو اسوأ من عنف الاجنبي، الا ان الارتهان بالخارج لإحداث تغييرات في الداخل هو مسألة تحتاج الى اعادة نظر.
المؤسف ان عنف «المستعمر الوطني» وهمجيته يجعلان الانسان يتحالف مع الشيطان، كما يقول المثل، لكن ان يسمح الانسان لنفسه بأن يكون أداة لتحقيق مصالح خارجية على حساب المصالح الوطنية فهي مسألة تستحق النقاش.
مطلوب من السيد احمد الجلبي تحديدا ان يعلن براءته من هذه الزيارة وامام الملأ حتى لا يعتقد احد ان هذه الزيارة مرتبة سلفاً. وليس مهما ان يغضب اللوبي الصهيوني في واشنطن، فالرهان الحقيقي هو على قلوب العراقيين.