عمان - باسل رفايعة: كشف تقرير مستقل, حصلت "الحياة" على نسخة منه, "انتهاكات خطيرة" في أكبر السجون الأردنية أدّت إلى وفاة سجين وجرح 8 آخرين, وتضمنت تعذيباً شديداً, وسجلت اختراقات عديدة لـ"المعايير الدولية الخاصة بمعاملة السجناء". أما وزيرا الداخلية والعدل فأشادا بـ"المستوى الجيد" للخدمات المقدمة الى هؤلاء السجناء.

وجاء في تقرير أعده "المركز الوطني لحقوق الإنسان" في الأردن عن أوضاع سجن الجويدة جنوب عمان الذي يؤوي 1654 سجيناً أن وفداً تابعاً له "زار السجن والتقى 400 نزيل بمرافقة مكثفة من ضباط وأفراد الشرطة, واستطاع التوصل إلى معلومات بشأن أحداث التي أدّت إلى وفاة السجين (ع م) وجرح ما يزيد عن 8 أشخاص تعرضوا للضرب الشديد بالجنازير والكيبلات الكهربائية على مدار ساعات من يوم الأربعاء 1/ 9 الحالي, وعلى مرأى ومسمع من السجناء الآخرين".

وأوضح التقرير أن شهوداً "أجمعوا على تعرض السجناء للضرب المبرح والركل بالأرجل من جانب ضباط وأفراد إدارة السجن حتى تمزقت أجسادهم, وقد عرضوا على طبيب السجن لإجراء العلاجات اللازمة, وبعد ذلك جرى اقتيادهم إلى ساحة السجن وتمّ رشقهم بالماء المملح والتعدي عليهم بالضرب من جديد, ما أدى إلى تفتق الجروح والإغماء, وعلى اثر ذلك تم نقل اثنين منهم إلى المستشفى, توفي احدهم والآخر ما يزال قيد العلاج, فيما لم يتلقى بقية الضحايا سوى إسعافات أولية, ولا تزال آثار الضرب والتعذيب ظاهره على أجسادهم".

ولاحظ تقرير المركز الذي تأسس بمرسوم ملكي قبل عامين "زيادة أعداد الموقوفين الإداريين في سجن الجويدة إلى 380 شخصاً, مضى على توقيف العشرات منهم أكثر من أربعة اشهر, كما أن هناك نزلاء أجانب مضت اشهر على توقيفهم ولم يتمكنوا من الاتصال بسفاراتهم أو ذويهم" فضلا عن "تردي نوعية الغذاء والوجبات المقدمة للنزلاء".

وخلص التقرير إلى أن "حجم الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء على درجة كبيرة من الخطورة, وتشكل مساساً مباشراً بحقوقهم المكفولة, ومنا الحق في السلامة الشخصية وعدم التعرض للتعذيب". وحذر من "خطورة ظاهرة اكتظاظ السجون وتدني مستوى الرعاية والخدمات" ومن "ضروب التعذيب والمعاملة القاسية وغير الإنسانية" ودعا الحكومة إلى إجراء "تحقيق سريع ومحايد".

وردّت الحكومة على تقرير المركز الذي يرأس مجلس أمنائه رئيس الوزراء الأردني السابق أحمد عبيدات بخبر وزعته وكالة الأنباء الرسمية "بترا" وأوردت فيه أن وزيري الداخلية سمير حباشنة والعدل صلاح الدين البشير "قاما بزيارة مفاجئة" إلى سجن الجويدة, و"أشادا بالمستوى الجيد للخدمات المقدمة للنزلاء, والمتمثلة بالخدمات الصحية الجيدة, ووجود أطباء الاختصاص الذين يقدمون خدماتهم العلاجية مجاناً, ومستوى الطعام الذي يرقى إلى المستوى المقدم لضباط وكوادر الأمن العام العاملة" في السجن.