تشاجرت المواقع العراقية فيما بينها على اثر اعلان خبر اعتقال عزت الدوري ابو الثلج وبينما انظر الى التصريحات المتضاربة منذ يومين او اكثر حول اعتقال الرجل عزت الدوري ، ومحاولة فحص الحامض النووي التابع اليه ، وان كان عزت الدوري لا يحمل دمه اي حامض كونه متشبع بالثلج منذ صباه ، الامر الذي جعل دمه يتبدل في كل ستة اشهر بعد اصابته باللوكيميا ، وللاسف الشديد انخرط بعض المسوؤلين العراقيين خاصة من الوزراء ، بتاكيد الخبر وقسم اخر انكره ..
ومن خلال متابعتي لاخبار هذا الرجل الثلجي ، تذكرت حادثة طريفة كانت قد وقعت مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) . عندما جاء اليه رجل يعمل كراعي اغنام وهو من اليهود , فقال يا خليفة المسلمين لدي سؤال اذا اجبتني عليه ساكون مسلما على يدك ؟
قال له الامام اسال ايها الرجل ، وقد كان سؤال الرجل معقدا جدا ومتشعب ، ويحمل في طياته الاستخفاف بعقول المسلمين آنذاك وخاصة خليفتهم .
قال الرجل ، يا خليفة المسلمين انا راعي اغنام ، وعندي كلب قد ضاجع شاة ، وقد انجب الشاة وليدا ، ولم استطع بدوري ان اعرف هل ان هذا الوليد هو كلب ، ام شاة ؟؟
فقال له الامام : نعتبره في الاكل ، فان اكل لحما فهو كلب ، وان اكل علفا فهو شاة .
فقال الرجل ، يا خليفة المسلمين ، مرة ياكل لحما ومرة ياكل علفا ؟
فعاد الامام ليرد عليه بجواب ثاني وقال : اذا نعتبره في المشي ، فان تقدم الماشية او توسطها فهو شاة ، وان تاخر عنها فهو كلب ..
فقال اليهودي : يا خليفة المسلمين انه مرة يمشي في مقدمة الاغنام ومرة في وسطها ومرة اخر في المؤخرة ..
فرد عليه امير المؤمنين بعد طولة بال : اذا نعتبره في الجلوس ، فان اقعى فهو كلب ، وان برك فهو شاة ..
فقال الرجل مرة يقعى ومرة يبرك ..
فقال الامام ( ع ) اذا لم يبق لدينا سوى وسيلة واحدة تحسم الموضوع من دون اي زيادات ايها الرجل ، فقال الرجل ماهي يا خليفة المسلمين ؟
فقال الامام : اذبحه وافتح بطنه فان وجدت امعاءا في معدته فهو كلب ، وان وجدت كرشة فهو شاة ..
عندها قذف الرجل بنفسه قرب امير المؤمنين ، وقال له انك بحق خليفة المسلمين ، والعالم الذي لا يضاهى ، قد اسلم الرجل على اثر هذه الحادثة .
ورباط الكلام هنا ان الوليد الصغير لصاحب الاغنام هذا والذي كان محتارا مابين الشاة والكلب ، قد استطاع ان يميزه من خلال عبقرية امير الكون علي ( ع ) . في زمن لم يكن فيه حامض نووي ولا ثمة تكنلوجيا متطورة ، ناهيك عن ان عزت الدوري الذي صعبت معرفته على وزراء العراق واعني تحديدا هنا وزيري الدفاع والداخلية ، فبدلا من ان يذهبوا به الى التحاليل وغيرها ، كان من الاولى عليهم ان يضعوه في اقرب معمل ثلج ، فان ابتسم وظل يصرخ فرحاً فهو عزة الدوري ، وان حزن وبكى فهو ليس بعزة ..
ما هذه البلادة يا وزراء الداخلية والدفاع ، وما هذه العبقرية في تضارب الانباء ، وما هذه الوزارات التي يجلس عليها اناس غير اكفاء ، وما هذه القوالب الثلجية التي شحت على الناس لمجرد سماع خبر القاء القبض على عزت الدوري ، وما هذه المطالب الفنتازية لهيئة علماء الخطف في العراق من اجل فك اسر الفرنسيين ، وما هذه الوجوه المكفهرة عبر شاشات الفضائيات ، وما هذه المواقع التي تفبرك الاخبار بطريقة سمجة ، وما هذه الاختطافات ومطالبها الجبانة ، وما هذه اللحى العفنة التي تطل علينا عبر الفضائيات ، وما هذه الوجوه التي ابتلى بها العراق ، وما هذه الرجالات التي لا تحل ولا تربط مثل عزت الدوري ، والذي صرفوا على اذاعة خبره والمقابلات التي اجريت عشرات الالاف من الدولارات والرجل لا بالعير ولا بالنفير ، وما هذه الليلة الصاخبة التي اضطرت شهريار للنوم ، حيث ادركه الصباح ولابد ان يسكت عن الكلام المباح .......
- آخر تحديث :
التعليقات