لندن من معد فياض: لم تزل الأخبار التي أكدت في البداية ثم نفيت عن القاء القبض على الشخص الثاني في النظام العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري تتضارب وتتشعب في اقنية الشائعات، فهناك من يقول ان الحكومة العراقية اعتقلت بالفعل الدوري لكنها لا تريد الاعلان عن ذلك بالرغم من تسريب الخبر، وهناك من يظن ان الدوري ربما مات او قتل خلال الاشتباكات التي جرت في عملية القاء القبض عليه.
«الشرق الاوسط» اتصلت بوزير الدفاع العراقي، حازم الشعلان، وكذلك وزير الدولة لشؤون المحافظات وائل عبد اللطيف، ووكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات حسين علي كمال، لمعرفة حقيقة ما اعلن ثم نفي عن القبض على الدوري وطبيعة الاشتباكات العسكرية التي قيل انها اسفرت عن مقتل ما يقرب من سبعين مسلحا من جماعة الدوري.
وقال الشعلان ان قوات الحرس الوطني كانت قد قاتلت بدعم من القوات المتعددة الجنسيات مجموعة مسلحة في منطقة تقع بين تكريت وبلدة الدور نجم عنها قتل مجموعة من المسلحين والقبض على مجموعة أخرى، من غير ان يحدد عدد المقتولين او عدد الذين تم القبض عليهم.
واوضح الشعلان ان عملية الاشتباك مع المسلحين «لم تكن بقصد القبض على الدوري بالرغم من ان معلومات كانت قد وصلتنا بوجوده ضمن المنطقة» وأن «عملية الاشتباك جاءت ضمن خططنا لمهاجمة بؤر الارهاب وتجمعات المسلحين، ويحدث من 100 الى 200 اشتباك في بعض الاحيان في مناطق مختلفة من العراق»، واضاف «ضمن عمليات قوات الحرس الوطني وبدعم من القوات المتعددة الجنسيات قرب تكريت بلغتنا معلومات بوجود عزة الدوري في مكان حدد لنا، وقد قمنا بمهاجمة المكان وتم القبض على شبيه للدوري، ونحن لم نعلن الخبر بل قللنا من اهميته حتى نتأكد من شخصية الذي قبضنا عليه».
وأشار الشعلان الى ان «عمليات مهاجمة الاوكار المشبوهة مستمرة سواء في غرب العراق او جنوبه».
من جهته قال عبد اللطيف «لقد اعلنا خبر القاء القبض على الدوري لاننا تلقينا تأكيدات من مصادرنا بهذا الصدد حيث كان محافظ تكريت مجتمعا معي عندما أكد لنا القبض على الدوري» ، مشيرا الى «شدة الشبه بين الشخص الذي قبض عليه وعزة الدوري».
واضاف وزير الدولة لشؤون المحافظات «لقد استعجلنا اعلان الخبر كون الشعب العراقي يريد مزيدا من الاخبار التي تفرحه في مثل هذه الظروف بالرغم من عدم اهمية الدوري سابقا أو حاليا، وان المعلومات الامنية تقول انه يتحرك في هذه المنطقة منذ ثلاثة ايام ولا بد وان تقبض عليه اجهزتنا الامنية».
أما وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، حسين علي كمال، فقال ان الشخص الذي تم القبض عليه «هو ابراهيم العبيدي، وهو شخص مطلوب للقضاء في تهم جنائية ولكنها ليست بحجم القضايا المطلوب فيها عزة الدوري»، مشيرا الى ان «العبيدي شديد الشبه بالدوري وهو من اقاربه».
واضاف كمال «هذا الشخص يبدو وكأنه مشعوذ يشبه الدوري وقد اطلق لحيته واطال شعره ويرتدي ملابس غريبة»، مشيرا الى ان «وزارة الداخلية لم تشترك في عملية القبض عليه وليست لها أي علاقة بهذه القضية حيث لم نعلن القبض عليه بل ان قوات الحرس الوطني هي التي اشتبكت مع المسلحين هناك وقبضت عليه وهو ما يزال محتجزا لديها».
وكان المستشار الاعلامي لوزارة الداخلية الدكتور صباح كاظم قد نفى لـ«الشرق الاوسط» اول من امس ان يكون الشخص الذي القي القبض عليه هو عزة الدوري، مستندا في ذلك الى نتائج التحاليل الطبية، واضاف انه قريبه وكثير الشبه به.