هل لو واحد شرير سافل كان يسكن الطابق الأرضي فنقلناه إلي الطابق العشرين‏,‏ تفتكر سوف يعتدل سلوكه في بيته وبين الناس ؟ هل لو انتقل واحد من الريف إلي المدينة‏,‏ فما الذي يغير طبيعته‏..‏ هل لو ترك القاهرة إلي شواطيء الاسكندرية‏..‏ هل لو هاجر إلي أمريكا‏..‏ إن الانتقال من مكان تحت إلي مكان فوق‏,‏ أو الحياة من الصحراء إلي شواطيء البحيرات لا تغير طبيعة الإنسان ؟‏!‏
لقد توهم الأوروبيون ذلك عندما هاجروا إلي أمريكا وأستراليا‏.‏
ماذا حدث بعد طوفان نوح عليه السلام‏..‏ انه دعا علي قومه‏(‏ رب لا تدع علي الأرض من الكافرين ديارا‏.‏ إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا‏)‏ ـ وجاء الطوفان وأغرقهم جميعا‏..‏ وجاء خلق جديد بنوح وأولاده‏..‏ وجاء من بعد نوح أنبياء كثيرون‏.‏ فكان ذلك دليلا علي حاجة بني آدم إلي الهداية‏..‏

إن جريمة اغتصاب وقعت في المدينة المدارية يوم الكريسماس‏,‏ فقد حاول رائد فضاء روسي مخمور أن يعتدي علي رائدة الفضاء الفرنسية لولا تدخل الرائد الياباني‏!‏
ولذلك فلو انتقل الإنسان إلي أي كوكب آخر‏..‏ إلي القمر الذي هو تابع لكوكب الأرض‏..‏ أو لكوكب المريخ أو لأحد أقمار كوكب المشتري فهل هذا الارتفاع‏..‏ هذا السمو‏,‏ هذه العزلة المخيفة‏..‏ هذا المعني الرفيع‏,‏ هل يؤدي إلي أن يكون الإنسان ملاكا‏..‏ عادلا رحيما سالما ؟

إن الإنسان يتغير من داخله‏,‏ فإذا تغير من الداخل‏,‏ استطاع أن يغير ماحوله‏..‏ وليس أسهل من أن يشتري رجل غني أفخم سيارة أو طيارة‏.‏ ولكنه سوف يحتاج إلي وقت طويل لكيلا يلقي السيجارة من النافذة أو يبصق علي الأرض‏..‏
والمثل اللاتيني يقول‏:‏ الإنسان للإنسان‏:‏ ذئب‏..‏ وكلب أيضا‏!‏