أعبث أحياناً بجهاز التحكم الآلي للتلفزيون واتنقل بين القنوات التلفزيونية المختلفة، وذلك لتمضية الوقت ولمعرفة آخر ما وصلت إليه مستويات قنواتنا الفضائية المختلفة. وأنا هنا لست بالمتابع الدقيق أو المتخصص، بل المشاهد العادي الذي يرغب في مشاهدة شيء مميز، وبما أن قنواتنا أصبحت متشابهة إلا فيما ندر، فكلها يقلد بعضه البعض أو يقتبس أو يشتري الحقوق لبرامج أجنبية بحتة ويعد قولبتها للهجاتنا العربية المختلفة، بعيداً عن الابتكار .

أو الاختراع أو انتاج برامج من بنات أفكارنا أو مخيلتنا أو مجتمعاتنا إلا النزر اليسير من البرامج التي تعد على أصابع اليد الواحدة، ولأنني لا أجد ما يشدني في تلك القنوات الفضائية أظل متنقلاً من محطة إلى أخرى.
ولفت نظري من خلال ذلك التجوال التطور الذي أصاب الأغنية الخليجية حيث أصبح لها مكانها المرموق على خارطة الغناء العربية خصوصا في القنوات الفضائية الخاصة، لكن مع بعض الملاحظات السلبية التي لو ابتعد عنها فنانونا الخليجيون لكان لهم السبق والأفضلية، ومنها اقحامهم للراقصات في كل الأغاني حتى ولو كانت مجرد «شلات» .

وبكلمات محلية اماراتية بحتة نجد راقصات بقمصان و«بناطيل» يهتزون ويتمايلون على ايقاعاتها والمخرج بالطبع لا يجد ما يركز عليه إلا الصدور والخصور والمؤخرات، وتتحول «المعلاية» بقدرة قادر الى نمط سائد من الألحان لمختلف الأغنيات الخليجية حتى يزيد الرقص والتمايل بعيداً عن تناسب الأغنية مع الرقصة أو ملابس الراقصات..
كل ذلك يمكننا السكوت عنه وتقبله رضينا أم أبينا فليس هناك من رادع، أما أن يتم التطاول حتى على المسلمات والمعتقدات، فذلك غير مقبول بتاتا ولا يمكن السكوت عنه..

وهذا قد حصل في إحدى أغنيات الفيديو كليب حيث تظهر مجموعة فتيات من العازفات أو المرددات أو الراقصات. وحتى هنا ليس لنا دخل أما أن تقوم فتيات «منقبات» بالهز والتمايل والرقص على الايقاعات المختلفة ضمن الفيديو كليب فهذا شيء غير مقبول لاي كان خصوصا وأن الراقصات المنقبات يخفين وجوههن وشعورهن مكشوفة وملابسهن ضيقة..

فمتى كانت الفتاة الخليجية المنقبة كما يصورها هذا الفيديو كليب، ألم يجد المخرج أي غضاضة في ذلك.. ومتى كانت المنقبات يظهرن في الفيديو كليب كراقصات على ايقاع الدفوف والطبول؟؟
إنه استخفاف بالعقائد والعادات والتقاليد وتطاول على المجتمع بأسره وطوفان مخطط له ويحتاج الى من يقف أمامه قبل أن يستفحل ويتمادى أمره، قبل ان نقول عليه العوض ومنه العوض.