القاهرة ـ ناهد صلاح: ثمة موقفان للجمهور من « هشام سليم»: موقف يرى انه معتز بموهبته ولايفرط فيها ابدا امام اي اجتياح للفرص السهلة، وموقف اخر يرى انه في وضع مثير للشفقة.. بعد ان ظلمته قوانين الايرادات والشباك ظلما فادحا وحالت دون حصوله على فرصة مناسبة تتوافق مع قيمته الفنية الحقيقية.
ولكن من المؤكد ان «هشام سليم» فنان لايمتلك الموهبة فقط وانما هو ايضا استطاع ان يكون «متصالحا» مع ذاته ومتسقا مع المناخ المحيط به، فتمكن من عدم الانزلاق في «هوة» النجومية الزائفة، بل استقر على مساحته الخاصة من التميز والتفرد، وهوما يعبر عنه قائلا: ربما يراني البعض انني صرت وحدي، وربما انا نفسي ارى انني قصرت في حقي.
ولكنني اعود واقول انني لم اكن لاستطيع ابدا ان اخون مبادئي واكون مجرد «فرد» في دائرة استغلالية، كان لابد ان اكون دائما هشام سليم حتى لولم احصل على اية احلام براقة، فماالذي كان سيفيدني لوربحت اشياء انا غير مقتنع بها وخسرت ذاتي؟!.

ـ ولكن الم يزعجك المقارنة الصارخة بين وبين ابناءالجيل الجديد؟!
ـ بالطبع لا، واعتبرها مقارنة في منتهي البلاهة، واندهش جدا من هذه النوعية من المقارنات التي بلا جدوى، كالمقارنات بين عادل إمام مثلا ومحمد هنيدي اذا نجح فيلم لأحدهما، ويتناسى صاحب هذه المقارنة ان عادل ينتمي لجيل.. أما هنيدي فهوابن جيل مختلف تماما، وبالتالي فلا مجال لأية مقارنة، ولابد ان يعرف الجميع ان لكل جيل دوره الذي لايستهان به، ولاداعي لحرب اعصاب لافائدة منها سوى الاثارة الرخيصة.

ـ ولكن هل ترى انك تنتمي لجيل مظلوم ؟
ـ لا احب ان اعيش هذا الاحساس الذي يضعني في مصاف الضحايا، فكما قلت ان كل جيل يؤدي دوره المطلوب منه حتى يأتي من يتسلم الراية منه، ولكن هذا لايعني ان دورنا قد انتهى.. وانما ننتقل الى دور اخر ومساحة اخرى تتناسب مع نضجنا وخبرتنا،وهذه طبيعة الحياة المتغيرة.

ـ انت الفنان الوحيد بين ابناء جيلك الذي تقبل بالادوار ذات المساحات الصغيرة،فماذا يعني ذلك بالنسبة اليك؟
ـ يعني ان مساحة الدور لاتهمني، لانني اتعامل مع الفن بشكل مختلف، فلم اسع يوما منذ اتجاهي للفن في طفولتي الى شهرة اوثروة.. لأنني لم اكن بحاجة اليهما لأنهما بالفعل كانا متوفرين لي، فأنا طول الوقت ابن «صالح سليم» لكن لابد ان اثبت ذاتي وكان هذا هدفي في البداية والنهاية،اضافة الي المشاركة في اعمال تصنع مساحة «محترمة« بيني وبين الجمهور.

ـوهل هذا يعني انك لم تحلم بان تكون «نجم شباك»؟
ـ لن انكر ذلك.. ولكني لم احصل على فرصتي، وفي ذات الوقت لا اسعى لذلك ولااذهب الى منتج اطلب منه ان يصنع لي فيلما، فهذا عكس طبيعتي تماما.

ـربما يفسر لنا ذلك قبولك ادواراً صغيرة مثل دورك في مسلسل « ملك روحي»؟
ـ لعل تفسيرك هذا صحيح، ولكني سعدت بهذه التجربة جدا خاصة انها مع يسرا والمخرج مجدي ابوعميرة، بالرغم من اندهاش الجميع من قبولي لدور لم يتعد الحلقتين. وعدم استكمال دوري وانسحابي لارتباطي بادوار اخرى في نفس الوقت، ولكني اسالهم : الم يكن ـ بالرغم من ضآلة المساحة ـ دورا مؤثرا؟!

ـ ولكن الا تخشي ان يستسهل المخرجون ذلك ويطلبونك في ادوار صغيرة بصفة دائمة؟
ـ صدقيني لاتشغلني ابدا «مساحة» الدور على حساب قيمتي الفنية كفنان له جمهوره الذي يحبه ويتابع اعماله.

ـ انهيت تصوير دورك في فيلم « انت عمري» مع المخرج خالد يوسف، فماذا عنه؟
هوعمل درامي رومانسي كتبه د. محمد رفعت ويشاركني بطولته: هاني سلامة ومنة شلبي ونيللي كريم ورجاء الجداوي وعبدالرحمن ابوزهرة، واعتقد انه سيكون عملا جيدا.

ـ اليست مغامرة ان تقدموا فيلما رومانسيا في الوقت التي تعيش السينما المصرية زمن الاجتياح الكوميدي؟
ـ حتى لوكانت مغامرة فهي مطلوبة.. لأنه لابد من التنوع، ثم ان السينما دائما تجتاحها موجات من الاكشن اضافة إلى الكوميديا فربما تكون هناك موجة رومانسية قادمة!!

ـ عملت مع خالد يوسف في هذا الفيلم وسبق ان عملت معه في «العاصفة»، كما عملت مع استاذه يوسف شاهين، فهل هناك سمات مشتركة بينهما؟
نعم، فالاثنان يتعاملان مع السينما بجدية ويفرضان شروطهما الصارمة ووجهة نظرهما التي تنبع من احترام عملهما، ولكن المبهج في الموضوع ان شاهين له تاريخه وخبرته التي استفدنا منها جميعا، وخالد يحاول الاستفادة هوالآخر لكن دون ان يكون مجرد نسخة مكررة من استاذه.

ـوماذا عن فيلمك الآخر «الباحثات عن الحرية»، الا تخشى من اتهامك بالمشاركة في فيلم جريء من افلام ايناس الدغيدي؟
ـ بالطبع لا، لانني لااحب الاحكام المسبقة، فالفيلم لم يعرض بعد.. كما انه فيلم جيد، واذا كان هوفيلم جريء فهذا يحسب له.. لأن هناك فرقاً كبيراً بين الجرأة و«الوقاحة « او «الاباحية».

ـوماذا عن اعمالك المقبلة؟
ـ هناك فيلم «كلام في الحب « مع يسرا.. ومعها ايضا اشارك في مسلسل «لقاء على الهوا».

ـهل يسعدك العمل مع يسرا؟
ـ يسرا فنانة رقيقة وجميلة، وأنا اعتز بها قبل أن تكون زوجة أخي الأكبر، كما أنها تضفي سعادة على التصوير، وتعامل جميع العاملين في الاستديوكأخوة، وقد سبق ان جمعتنا اعمال اخرى سعدت جدا بالتعامل معها فيها مثل فيلم «العاصفة» ومسرحية «لما بابا ينام» ومسلسل «ملك روحي».