طبعاً.. لو كان ياسر عرفات حياً الآن.. وخاض الانتخابات وفاز من جديد برئاسة السلطة الفلســطينية.. ما استقبلته كل من أمريكا. وإسرائيل بمثل ما استقبلت به محمود عباس "أبو مازن" الذي وعده الرئيس جورج بوش بتقديم المساعدة له ولشعبه من أجل أن يحققوا طموحاتهم وإن كان قد اشترط عدم وصول أي دعم إلي فصائل "المقاومة" التي تهاجم إسرائيل..!
كما اعتبر سيلفان شالوم وزير خارجية إسرائيل نتيجة الانتخابات الفلسطينية فاتحة عهد جديد علي طريق السلام.. في نفس الوقت الذي دعــا فيه أبو مازن إلي تفكيك البنية التحتية لذات الفصائل..!

***

لا جدال أن الظروف باتت مهيأة ـ بالفعل ـ لدفع عجلة المفاوضات إلي الأمام لكن المشكلة أن ما من أحد ـ سواء محمود عباس أو غيره ـ يستطيع التفريط في حق واحد من حقوق الفلسطينيين.. وإلا فإن هؤلاء الناخبين الذين أعطوه أصواتهم بالأمس.. سوف يسحبون منه الثقة في التو. واللحظة.

***

من هنا.. يجب أن تدرك كل من الولايات المتحدة الأمريكية. وإسرائيل.. أن أي تراجع في عملية السلام.. لن يكون سببه القيادة الفلسطينية الجديدة.. بل إن المسئولية تلقي علي عاتقهما باعتبار أن المفاتيح الأساسية في أياديهما.. خصوصاً وهما اللتان سبق أن ملأتا الدنيا صياحاً عن عدم وجود شريك "فاعل" في عملية السلام..!
الآن.. ها هو الشريك موجود.. وقـد جــاء بنــاء علـي رغبــة جماهيرية لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأنها.. لتصبح أية حجج أو ذرائع بعد ذلك غيــر مقبــولة.. مثــل ما رددوه بالأمس عن محاربة الفساد.. والقضاء علي الإرهاب.. وكأنهم يصرون علي وضع العجلة أمام الحصان من جديد..!

***

إن الدخول في نفس المتاهات والتركيز علي قضايا هامشية لن يضرا بالفلسطينيين فحسب.. بل سوف يكون الثمن الذي تدفعه إسرائيل هذه المرة.. باهظاً للغاية.. وربما لا تقدر عليه.. لأن اليأس والإحباط يكونان قد بلغـــا مداهمــا.. وتلك ـ بكل المقاييس ـ قمة الخطر..!