خرجت علينا قبل أيام مجلة "نيوساينتست" العلمية، تخبرنا أن "البنتاغون" أو وزارة الدفاع الأميركية، بحثت وفقا لوثائق سرية تعود الى سنة 1994 وأيام عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، فكرة إنتاج قنبلة كيماوية غير قاتلة، تؤثر في أخلاق الجنود الأعداء، وتجعلهم لا يقاومون الميل الجنسي الى بعضهم البعض. وجاء في المجلة إن القنبلة المذكورة يمكن أن تجعل الشذوذ ينتشر بين جنود الأعداء، انتشار النار في الهشيم، لتحطيم قدراتهم على التركيز والتفرغ للقتال في المعركة.

المجلة لم تكشف تفاصيل التركيبة الكيماوية لهذا السلاح، لكنها أشارت الى وجود خيارات أخرى من الأسلحة الكيماوية، من بينها مركب كيماوي يؤثر في الفم ويجعل رائحته لا تطاق. كما أشارت المجلة الى وجود خيارات أخرى من بينها نشر الجرذان الغاضبة في مواقع العدو العسكرية لجعل تلك المواقع غير صالحة للسكن الآدمي.

الخبر نشرته جريدة "الشرق الأوسط" قبل يومين، ولا أحد يدري إن كانت قنبلة الشذوذ الكيماوية قد استخدمت أم لا... وإن استخدمت فمتى واين؟.

إلا أن السؤال الذي خطر على البال فورا هو التالي: لماذا اختار مخترع القنبلة موضوع الشذوذ تحديدا؟. وبالنظر حولنا في بعض المجتمعات العربية وما آل اليه حالها، نبع سوأل آخر. هل يمكن أن تكون هذه القنبلة قد جربت على المجتمعات العربية خلال العشر سنوات الأخيرة؟

نظرة سريعة الى "الرجال" و"الشباب" في العديد من مجتمعاتنا، تؤكد لنا أن القنبلة قد تكون استخدمت، وبشكل واسع بحيث أنك تتساءل أحيانا وأنت تتأمل بعض المارة: رجل أو امرأة؟ وإذا كنا نريد أن نستفيض في التفكير التآمري، لقلنا إن "العدو" الذي حددته وزارة الدفاع الأميركية لم يعد بضع آلاف من "الإرهابيين" بل تفكير الأمة العربية والإسلامية.

إلا أن القنبلة لم تستخدم في خندق أو على خط التماس، بل فجرت على مستوى الوطن العربي وعن طريق الصوت والصورة والثقافة المستوردة والطعام المشفر، والأغاني المدمرة وغيرها من وسائل "عدة النصب" الأميركية التي اكتسحت بيوتنا، وشوارعنا وقلوب وعقول أولادنا، بحجة أنها "مضاد حيوي" ضد الإرهاب والتخلف.

وكما في أوروبا، بات للشذوذ العرب –وهم يتكاثرون يوما بعد يوم- أماكن تجمعات معروفة في العديد من العواصم العربية "الطليعية" لو صح التعبير، تؤمن لهم كل ما يساعدهم ويسعدهم على الاستمتاع بالاعتراف بشذوذهم، والتعامل معه على أنه أمر طبيعي...وفي أسوء الأحوال كـ"موضة" العصر.

الغريب في الخبر المنشور أنه يستطرد كاشفا أن منظمة أميركية تدافع عن حقوق الشواذ جنسيا، رفعت احتجاجا الى وزارة الدفاع معتبرة أن عدد المترجمين من اللغة العربية (نسبة كبيرة من مترجمي العربية في الجيش الأميركي هم من أصل عربي) الذين يتم فصلهم من الجيش الأميركي بسبب شذوذهم، أكثر مما أعلنت الوزارة. وتفيد سجلات وزارة الدفاع الأميركية أنه في الوقت الذي كانت فيه الوزارة بأمس الحاجة للناطقين باللغة العربية تم فصل 20 مترجما بسبب ميولهم الجنسية بين عامي 1998 و2004.

آه، يا ساحات الوغى، والمعارك والسيوف والبيارق والفرسان والمنجنيق وعهود الرجال-الرجال، وزمن الفرسان وعنترة وأبا الطيب ... وتبا، لزمن"الفرسان الجدد".