حيان نيوف من دمشق : اجرى زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارازاني مباحثات على مستوى عال مع كبار المسؤولين السوريين ومنهم الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا عبد الله الأحمر ونائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام. وأشارت مصادر سورية ل " إيلاف " بأن البارازاني "يحمل معه ما يطمئن سورية ويخفف من قلقها إزاء ملفات ساخنة بالعراق مثل مستقبل الفيدرالية في العراق وموضوع مدينة كركوك النفطية". ووصل البارازاني إلى دمشق في إطار جولة إقليمية شملت إيران وتركيا والأردن. مصادر أبلغت " إيلاف " أن تركيا أجرت اتصالات عاجلة مع دمشق وطهران مطالبة بتحديد موقف سريع بشأن مستقبل مدينة كركوك التي تبعد ثلاثمائة كيلومترا الى الشمال من العاصمة بغداد ". وتشترط أنقرة عدم إسكان أي من العائلات الكردية التي تقيم على أراضيها والتي هجرت قسريا في عهد الرئيس السابق صدام حسين في مدينة كركوك ، وذلك بهدف إعادة هذه العائلات التي يزيد عددها عن عشرة آلاف كردي الى العراق والحيلولة دون تشكيل أغلبية كردية في المدينة التي يقطنها أكراد وعرب وتوركمان . وهذا وكان أكد الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني في أنقرة على "الهوية الكردية" لمدينة كركوك، معلنا ان أكراد العراق مستعدون لشن حرب على أي قوة تحاول ردع شعبه.
وأشارت المصادر إلى أن الزعيم الكردي بحث مع المسؤولين السوريين أيضا ما ينشر ويقال عن وجود إسرائيلي في شمال العراق ، خاصة بعد تزايد القلق السوري إزاء هذا الأمر والذي أثاره أيضا رئيس " الجبهة الوطنية لعشائر العراق" عندما زار دمشق اخيراً. وتحدث اللواء حسن زيدان اللهيبي عن " تحرك كردي خطير يهدف الى إقامة دولة كردية في العراق" ، كما زعم أن " النشاط الإسرائيلي بدأ بشكل علني منذ عام 1991 مع الفصيلين الكرديين الرئيسيين في البلاد" مضيفا أن "الموساد موجود اليوم في شكل مضاعف وعلني في الشمال وفي أشكال أخرى في الوسط والجنوب
ويمارس عمليات تخريب كبيرة جدا في العراق". وهذا ما تنفيه الأحزاب الكردية بشدة.
يشار إلى أن العلاقات السورية شهدت بعض الفتور مع الفصائل الكردية التي كانت إلى جانب القوات الأجنبية في إسقاط نظام صدام واحتلال العراق كما يشير إلى ذلك محللون سوريون رسميون بشكل دائم ، كما أطلق مسؤولون أكراد تصريحات اعتبرت "قاسية" تجاه دمشق وموضوع " التسلل عبر الحدود العراقية".
وتعتبر مراكز الدراسات الإستراتيجية في الغرب أن القوى الكردية السياسية والاجتماعية والثقافية هي عامل مؤثر في المنطقة بشكل كبير . ورغم العلاقات القوية للزعامات الكردية مع زعماء الدول الغربية ، فإنهم يتحدثون دائما عن حقوقهم في " فيدرالية عراقية " و " عراق موحد " رغم بعض الإشارات التي تخرج أحيانا والتي تقول بشكل غير مباشر " يمكننا نشر غسيلنا السياسي المؤلف من جميع مطالبنا إن كانت الدولة أو الحقوق الأخرى ليس على الحبل العراقي فحسب وإنما على حبل الجيران أيضا".
- آخر تحديث :
التعليقات