أسامة العيسة من القدس : تبدي المصادر الإسرائيلية اهتمامًا ملحوظًا بالحالة الصحية لياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية، في حين لا يجد الأمر نفس الاهتمام لدى الرأي العام الفلسطيني.

وعبرت مصادر إسرائيلية عن اعتقادها بأن مرض عرفات خطير وليس نزلة برد كما أعلن مكتب عرفات قبل يومين.

وذهبت إلى ابعد من ذلك حين أشارت هذه المصادر إلى احتمال إصابة عرفات بمرض السرطان في الأمعاء.

واستشفت هذه المصادر ذلك من نوعية الطاقم الطبي التونسي الذي سمحت له إسرائيل بمعاينة عرفات في مقره المحاصر في مدينة رام الله.

ويتكون الوفد الطبي من 6 أطباء أخصائيين في أمراض الدم والجهاز الهضمي والأمعاء واختصاصات أخرى، وفحص هذا الطاقم عرفات يوم أمس، في ظل تكتم فلسطيني حول نتائج تلك الفحوص، مما يفتح المجال لتكهنات مختلفة حول صحة عرفات الرجل القوي في المشهد السياسي الفلسطيني منذ أربعين عامًا.

وكان سبقه في فحض عرفات طاقم طبي مصري، أجرى فحوصًا لعرفات بمشاركة طاقم طبي فلسطيني.

وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بان عرفات يعاني من وجود حصى في كيس المرارة ومن تلوث في الامعاء، وحالته قد تقتضي إجراء عملية له في الخارج، وهو ما يرجح أن عرفات يرفضه لخشيته من احتمال عدم سماح إسرائيل بعودته ثانية للأراضي الفلسطينية.

أما مكتب عرفات فكان أعلن بأنه مصاب بنزلة برد وأنه يمارس جزءا كبيرا من عمليه الروتيني، نافيا الأنباء التي ترددت عن خطورة مرض عرفات.

واعلن نبيل أبو ردينة بعد الفحص المصري-الفلسطيني المشترك بأن عرفات بحاجة إلى قليل من الراحة، وان نتائج الفحوص طيبة وغير مقلقة.

ويعاني عرفات من مشاكل صحية منذ سنوات عديدة، ويشرف على علاجه الدكتور الأردني اشرف الكردي الذي يجري له فحوصًا روتينية.

ولاحظ المراقبون أنه مع الاهتمام الإسرائيلي بصحة عرفات الذي لا يرون فيه "شريكا في عملية السلام" ، لم يقابله نفس الاهتمام في الشارع الفلسطيني الذي لا يكاد يلتقط أنفاسه من العمليات الإسرائيلية المتتابعة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

واستطاع عرفات خلال سنوات عمله السياسي أن يقود العمل الفلسطيني بشكل فردي إلى حد كبير كما يقول منتقدوه، ويخضع منذ سنوات لحصار في مقر إقامته في رام الله.