أحمد عبدالعزيز من موسكو: صرح عضو اللجنة البرلمانية الروسية لشؤون تنفيذ اتفاقية تقليص الأسلحة الهجومية بين الولايات المتحدة وروسيا أندريه كوكوشين بأن موسكو تمتلك الآن، وستحصل في القريب العاجل على أسلحة حديثة قادرة وبفاعلية شديدة على تجاوز جميع المنظومات الدفاعية المستقبلية، ومن ضمنها الأسلحة المضادة للصواريخ.

جاءت هذه التصريحات تعليقا على تصريحات أدلى بها مدير الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ هنري أوبرلينج بأن واشنطن تناقش مع بعض الدول الحليفة في الناتو إمكانية نشر منظومات الدفاع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا. وقال أوبرلينج في تصريحاته إن المفاوضات المتعلقة بهذا الموضوع ما تزال في مراحلها الأولى. ولكن إلى جانب ذلك سيقيم البنتاجون قواعد مضادة للصواريخ في ألاسكا وكاليفورنيا.

ووفقا للمصادر الأميركية فواشنطن تنوي نشر 20 منظومة صواريخ في ألاسكا وحدها. ومن المتوقع أن تصل ميزانية وسائل الدفاع المضادة للصواريخ في عام 2005 إلى9.1 مليار دولار بزيادة 1.5 مليار عن ميزانية عام 2004.

وفي سياق تعليقاته على الخطط الأميركية في هذا الصدد، قال كوكوشين إنه من الضروري التشديد على أن خطط واشنطن بنشر قواعد الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا تستند إلى المخاوف التي يمكن أن تهدد أمنها وأمن حلفائها في المستقبل من جانب دول ثالثة، وعلى سبيل المثال إيران أو باكستان.

ومن جهة أخرى، وفقا لتصريحات البرلماني الروسي، فموسكو تتخذ إجراءات محددة وناجحة في مجال تطوير الأسلحة الدفاعية الصاروخية. إذ نجحت القوات المسلحة الروسية خلال مناورتها الاستراتيجية في شباط (فبراير) 2004 في إجراء تجارب على سلاح جديد يفوق سرعة الصوت ويعمل بقواعد غير كلاسيكية. وأضاف بأن السلاح الجديد قادر على إصابة الأهداف الواقعة في العمق الدولي والقارات الأخرى، وقادر أيضا على المناورة بسرعات هائلة وعلى ارتفاعات كبيرة، إضافة إلى إمكانيته على اختراق المنظومات المضادة للصواريخ. سواء كانت في الفضاء أو على الأرض.

وأشار المسؤول الروسي إلى أن ترسانات الأسلحة النووية في كل من الولايات المتحدة وروسيا ووسائل حملها ونقلها أصبحت على درجة عالية من التطور بحيث لا يمكن لأية منظومة دفاعية التصدي لها. الأمر الذي دفع الكونغرس الأميركي في آذار (مارس) الماضي، أثناء مناقشة ميزانية الدفاع المضاد للصواريخ إلى طرح تساؤلات حول جدوى تبديد المليارات لإقامة منظومات دفاع مضادة للصواريخ يمكن اختراقها. وبناء على هذه الاستنتاجات، أعرب كوكوشين عن اعتقاده بأنه من الصعب اعتبار ما يتردد في أروقة الوكالة الأميركية للمنظومات المضادة للصواريخ تحديا لأمن روسيا.