عبدالله زقوت من غزة: كشف مصدر فلسطيني مسؤول لـ " إيلاف " ، أن إسرائيل وافقت على السماح للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالخروج للعلاج في مستشفى رام الله الحكومي أو حتى خارج الأراضي الفلسطينية .
و أضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، أن الجانب الإسرائيلي تعهد أيضاً بعودة الرئيس الفلسطيني إلى رام الله بعد إتمام مرحلة علاجه ، مشيراً إلى أن الدكتور أحمد الطيبي عضو الكنيست الإسرائيلي و المستشار السابق لعرفات نقل هذا العرض الإسرائيلي للقيادة الفلسطينية .
و ينتظر الآن الفلسطينيون تقارير الأطقم الطبية المتواجدة في مقر المقاطعة لتقديم تقرير نهائي حول صحة عرفات ، و سبل نقله خارج المقاطعة لتلقي العلاج ، إذ تتوقع بعض المصادر أن يتم نقله بواسطة طائرة إلى الخارج إن إقتضت الضرورة لذلك ، بعد موافقة إسرائيل .
وتحدث مصدر عسكري إسرائيلي في وقت سابق من اليوم ، أن إسرائيل وافقت على نقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى مستشفى رام الله الحكومي ، بعد تلقيها ظهر اليوم طلباً رسمياً من الجانب الفلسطيني للسماح لهم بنقل الرئيس الفلسطيني إلى خارج المقاطعة للعلاج .
و نقلت الإذاعة الإسرائيلية ظهر اليوم عن مصادر مقربة داخل ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ، أنه وافق على خروج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للعلاج في الخارج أو حتى في رام الله دون التطرق لعودته .
و أوضحت الإذاعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون هاتف نظيره الفلسطيني أحمد قريع ، اليوم الخميس، و أبلغه بموافقته على خروج عرفات للعلاج في الخارج و العودة أيضاً .
و أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى هذا النبأ ، غير أنها قالت أن مسألة عودة عرفات إلى رام الله لم يتطرق لها شارون و قريع .
أتي ذلك في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول تدهور الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات منذ الليلة الماضية ، الأمر الذي استدعى وصول العديد من الفرق الطبية المصرية ، و التونسية ، و الأردنية لمعاينة الرئيس الفلسطيني .
و تعرض الرئيس الفلسطيني خلال الأسبوع الحالي إلى إصابة شديدة بنزلة معوية ، الأمر الذي أدى إلى إستدعاء فريقين طبيين من تونس ، و مصر لمعالجته .
في غضون ذلك أعلنت مصادر إسرائيلية مطلعة ، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون سيعقد اليوم إجتماعا طارئاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز ، و بعض القيادات العسكرية الإسرائيلية للتباحث في السيناريوهات المحتملة في حالة غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .
و في نفس السياق ، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء حالة التأهب القصوى لإحتمال رحيل الرئيس الفلسطيني عرفات خصوصاً في ظل توارد الأنباء عن تدهور الحالة الصحية للرئيس عرفات .
و ذكرت صحيفة " هآرتس " عبر موقعها الإلكتروني ، أن الجيش الإسرائيلي أعاد خطته التي وضعها في العام الماضي ، إستعداداً لليوم التالي لغياب عرفات عن الحلبة الفلسطينية .
و تحمل الخطة التي وضعتها القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي اسم " صفحة جديدة " ، و هي تركز على منع تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق الفلسطينية بعد رحيل عرفات .
و بحسب الصحيفة ، فإن إسرائيل تخشى من تحميلها مسؤولية وفاة عرفات ، بسبب الحصار الذي تفرضه عليه منذ عام 2001 م ، من جهة ، و بسبب التقارير الكثيرة التي تحدثت عن نية إسرائيل إغتيال عرفات .
و أصدرت إسرائيل أوامر إلى قادة جيشها أوامر تقضي ببذل كل ما بوسعهم من أجل منع التدهور في الأوضاع الفلسطينية ، إضافة إلى تقليص الإحتكاك بين الفلسطينيين و الجيش الإسرائيلي ، و منع المظاهرات الفلسطينية التي من المتوقع أن تندلع حال حدوث شيء للرئيس الفلسطيني.
و وضع الجيش الإسرائيلي منذ الليلة الماضية في حالة تأهب قصوى في منطقة رام الله تحسباً لإندلاع مظاهرات و إضطرابات قد يفتعلها الفلسطينيون .
و أبرزت الصحيفة الإسرائيلية نقطة أخرى تداولها الجيش الإسرائيلي في السابق ، و هي مكان دفن الرئيس عرفات في حالة وفاته ، خاصة و أن عرفات أعرب في السابق عن رغبته بدفنه في الحرم القدسي الشريف ، وهو ما ترفضه إسرائيل .
و تتجه النية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى الموافقة على دفن الرئيس الفلسطيني عرفات في منطقة أبو ديس في مكان يشرف على الحرم القدسي ، علماً بأن هذه المسألة أخذت بعين الاعتبار عندما تم التخطيط للجدار الفاصل بين القدس و أبو ديس ، حيث تم تغيير المسار لإبقاء المنطقة التي تتوقع إسرائيل دفن عرفات فيها ، في الجانب الفلسطيني من الجدار ، إضافة إلى بديل آخر طرحته إسرائيل لدفن عرفات في غزة .