نصر المجالي من لندن: سلّم الأردّن رسميًا للشقيق العراقيّ مفاتيح أول طائرتي استكشاف من صنع أردني من طراز (سيكر) وهما من أصل 16 طائرة تم التعاقد عليها في إطار منافسة مع شركات أخرى، وهذه الطائرات تمّ تصنيعها في مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، وهي تتميز بقيامها بدور رئيس ومهمّ في مراقبة الحدود وكشف عمليات التسلّل عبر الحدود، وهو ما يحتاجه العراق راهنًا لمواجهة عمليات التسلل من جانب عناصر ينتمون على شبكات إرهابية من دول الجوار.

وكان الأردن اتفق مع العراق خلال زيارة رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور إياد علاوي لعمان في الأسبوع الماضي على إجراءات تكاملية في مجالات مختلفة، لكن موضوع الأمن كان له الأولوية القصوى حيث يشعر الأردن أن أمنه من أمن العراق، وانه أول المتأثرين بالوضع الأمني المنهار الذي تشهده الساحة العراقية.

وكان تسليم مفتاحي أول طائرتي استكشاف جرى خلال حفل تخريج فوج من الطيارين المقاتلين العراقيين والمهندسين الفنيين الذين تلقوا تدريبات مكثفة في قواعد جوية أردنية من جانب رئيس هيئة أركان الجيش الأردني الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة في قاعدة الملك عبد الله الجوية في منطقة ماركا في إحدى ضواحي العاصمة عمان، بحضور العميد الطيار علاء عظيم عطية نائب قائد القوة الجويّة العراقي.

وتلقّى المشاركون من طيارين وفنيين الذين يبلغ عددهم 13 متدربا منهم ثمانية
طيارين و 5 مهندسين فنيين تدريبات مكثفة على مدى شهرين على قيادة الطائرات وصيانتها وأجهزة المراقبة الجوية، حيث يعتبر هذا الفوج من الطيارين والفنيين أول فوج يتمّ تدريبه في الأردن ليشكل نواة لسلاح الجو العراقي الذي يتم تشكيله مرافقا لتشكيلات الجيش العراقي وأجهزة الأمن العراقية حيث سلمهم رئيس هيئة الأركان المشتركة شهادة الطيران التي تؤهلهم لقيادة وصيانة الطائرات.

وستدخل الطائرتان الأردنيتان مجال الخدمة في سرب سلاح الجوّ العراقي الجديد الذي تمّ إنشاؤه في الآونة الخيرة، يذكر أن شركة "سيبرد افييشيين"، للطيران في مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير تتنافس بالعطاء مع شركات أخرى لتسليم سلاح الجو العراقي، حوالي 16 طائرة أردنية من طراز (سيكر) التي تتمتع بمزايا عدة تفتقدها الطائرات الأخرى المماثلة لها.

يشار إلى أن الأردن أعلن عدة مرات على لسان ملكه عن احترامه لقرار السيادة العراقي، القاضي بعدم استقبال جنود من دول الجوار للمشاركة في قوة حفظ السلام الدولية التي ستتكلف الأمم المتحدة على جانب قوات التحالف الأميركية البريطانية الموجودة حاليا منذ بداية الحرب في مارس (آذار) من العام الماضي، وذلك "خشية الحساسيات التي ممكن أن تنجم على الساحة الداخلية العراقية جراء وجود مثل هذه القوات من دول كالأردن والسعودية والكويت وإيران وتركيا".