استقبل الرئيس اللبناني العماد اميل لحود بعد ظهر اليوم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ناقلاً اليه رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد , وصفت بـ " السرية " .

وجاء في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اللقاء الذي استمر ساعتين وربع الساعة أن" الرئيس لحود استقبل بعد ظهر اليوم, الاثنين, وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي نقل اليه رسالة من الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد اكدت على التضامن السوري اللبناني في مواجهة التحديات الراهنة على المستوى الاقليمي وعلى دعم سوريا للبنان وشعبه في مسيرة البناء والامن والاستقرار التي يرعاها الرئيس لحود".

واضاف البيان أن " الوزير الشرع نقل تقدير القيادة السورية للمواقف التي عبر عنها مؤخراً الرئيس لحود لاسيما لجهة الاوضاع التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة والساحة العراقية خصوصاً لجهة التأكيد على مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة وتعزيز دور الشرعية الدولية الممثلة بالامم المتحدة".

وفيما اعتبر البعض أن زيارة الشرع اخترقت أجواء الروتين السياسي والرئاسي التي تظلل الساحة اللبنانية الداخلية , بحيث انطلقت وفور حصولها التحليلات والتكهنات في شأنها شكلاً وتوقيتاً ومضموناً , خصوصاً أن الوزير الشرع وخلافاً لعادته لم يدل بأي تصريح , لم يعزلها البعض الاخر عن موضوع الاستحقاق الرئاسي , غداة استئناف الرئيس بشار الاسد جولة جديدة من المشاورات اللبنانية التي كان بدأها أمس مع كل من الرئيس سليم الحص ووزير الاشغال العامة نجيب ميقاتي وسيستكملها بلقاءات مع كل من الرئيسين حسين الحسيني والرئيس عمر كرامي والوزير سليمان فرنجية.

وفي قراءة أولية للبيان الصادر عن الرئاسة اللبنانية , أشارت مصادر مطلعة لـ" إيلاف" الى أن البيان, رغم اقتضابه, يحمل معان كثيرة, أقلها توجيه رسالة قوية الى جميع المعنيين في الداخل والخارج تؤكد على دعم وتقدير سوريا للرئيس لحود ليس فقط لجهة مواقفه من التطورات الاقليمية بل أيضاً لجهة السياسة التي ينتهجها لحود على الصعيد الداخلي في مسيرة البناء والاستقرار والامن.

ولاحظ المصدر نفسه في هذا المجال , أن البيان تضمن اشارات إن دلت على شيء , فعلى تطرق المحادثات الى موضوع الاستحقاق الرئاسي , خصوصاً أن الرسالة التي حملها الوزير الشرع وصفت بـ" السرية" في دلالة واضحة على أن هذا الموضوع كان في صلب اللقاء , باعتبار أن موقف القيادة السورية الداعم لمواقف الرئيس لحود من الاوضاع والتحديات الاقليمية معروف وليس سري , وليس بحاجة الى مثل هذه الزيارة الخاطفة للتعبير عنه , في وقت غاب عن اللقاء وزير الخارجية جان عبيد, بفعل سفره الى باريس في زيارة خاصة, وسجل عدم انضمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى المحادثات كما العادة, في ظل غياب رئيس الحكومة رفيق الحريري الموجود في سردينيا في إجازة عائلية.

وبعيداً عن الجانب الداخلي من الموضوع , قالت المصادر نفسها أن هذا التحرك السوري يعيد التأكيد أيضاً على ضرورة زيادة التنسيق والتشاور بين بيروت ودمشق في ضوء ما حمله أعضاء الكونغرس الاميركي الذين زاروا لبنان وسوريا في الايام الاخيرة المنصرمة وأعادوا طرح فكرة التوطين كحل اساسي لقضية العودة , والذي يرفضه لبنان قيادة وشعباً ومؤسسات.

هذا وأياً تكن التحليلات والتكهنات بشأن هذه الزيارة المفاجئة, فإن الاحتمالات بشأن الاستحقاق الرئاسي ما زالت مفتوحة, وبرأي مصدر مراقب , إن " كلمة السر " لن تصدر قبل اللقاء المرتقب بين الجانبين السوري والاميركي في روما في السابع والعشرين من الجاري