أسامة مهدي من لندن: تحدثت تقارير اليوم عن سيطرة القوات العراقية والاميركية على مدينة النجف القديمة، حيث يوجد مقام وضريح الامام علي بن ابي طالب بعد سقوط العشرات من القتلى والجرحى، لكن يبدو ان الضريح مازال تحت قبضة رجل الدين مقتدى الصدر ومسلحيه،فيما قال ممثل الصدر أحمد الشيباني إنهسيذهب إلى مكتب آية اللهالسيد علي السيستاني لتسليمه مفاتيح المقام. وأحكمت القوات العراقية والاميركية الطوق على مقام الامام علي حيث يوجد المئات من انصار الصدر، من دون اقتحامه في الوقت الحاضر بانتظار تنفيذ دعوة الصدر لاتباعه بتسليم مفاتيحه الى المرجعيات الدينية ومن ثم استلامه من قبل الحكومة العراقية.
وقال علي سميسم كبير مساعدي الصدر لفضائية العربية ان ممثلي رجل الدين في داخل المقام ينتظرون وصول ممثل عن المرجعية لاستلام مفاتيح المقام لكنه اشار الى ان حدة القتال منعت عملية التسليم على حد قوله .
عراقي من أنصار الصدر يرفع لافتة سوداء بالنجف |
النجف: طائرات أميركية تستهدف مقاتلي الصدر
واتجهت مركبات مدرعة فيما يبدو نحو منطقة القتال حول مسجد ومرقد الإمام على حيث ترددت أصداء نيران مدافع رشاشة. وقال شهود ان بضع مئات من رجال الميليشيا يتحصنون في مجمع المسجد المترامي الأطراف. وقال علاوي في مؤتمر صحافي في بغداد ان هذه هي "الدعوة الأخيرة" للعودة الى المجتمع المدني وكرر مطالب الحكومة العراقية "بنزع السلاح وإخلاء الصحن الشريف والاندماج بالعمل السياسي .. وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والشخصية."
وفي حين هزت الانفجارات المدينة تعالت صيحات "الله اكبر" عبر مكبرات الصوت من اتجاه مسجد الإمام على. وقال شهود عيان ان الطائرات الأميركية قصفت أيضا أهدافا في بلدة الفلوجة السُنية المضطربة غربي بغداد في الساعات الاولى من اليوم أدت الى مقتل 5 عراقيين عالاقل. وقصفت الطائرات الأميركية الفلوجة يوميا تقريبا خلال الاسبوع الماضي. والبلدة التي يقطنها 200 الف نسمة معقل للمقاومين المناهضين للولايات المتحدة.
وبعيدا عن منطقة المزارات المقدسة في النجف قالت الشرطة العراقية ان ثلاث قذائف مورتر سقطت على مركز للشرطة في المدينة مما أسفر عن مقتل سبعة من رجال الشرطة وإصابة 21 بجراح. وأضافت أن مقاتلي جيش المهدي هم الذين أطلقوا وابل القذائف. وهدد أنصار الصدر من قبل بمهاجمة مرافق البنية الأساسية للصناعة النفطية في جنوب العراق اذا واصلت القوات بقيادة الولايات المتحدة هجماتها على النجف وقال شهود عيان يوم الخميس ان مُخربين أضرموا النيران في مقر شركة نفط الجنوب في مدينة البصرة. وقال مسؤول بشركة نفط الجنوب ان صادرات العراق النفطية مازالت تتدفق بمعدل مليون برميل يوميا عبر مواني التصدير الجنوبية رغم الهجوم. وفي بغداد قال متحدث باسم السفارة الأميركية ان قذيفة مورتر سقطت على سقف السفارة مما أسفر عن جرح موظفين أميركيين اثنين. ولم يكن جون نجروبونتي سفير الولايات المتحدة لدى العراق في البلاد وقت الهجوم.
واعلن الصدر الليلة الماضية رفضه الشديد لحل جيش المهدي التابع له والبالغ تعداده حوالي عشرة الاف مسلح وقال في رسالة وجهها لانصاره ان هذا الجيش هو قاعدة الامام المهدي فلا يحق لي حلها ابدا واضاف قائلا "يا اخوتي في جيش المهدي، ان الجيش جيشكم واثبتم للجميع شجاعتكم وتضحياتكم وصبركم فالكل تنصل، لكن ادعو المرجعية مرة اخرى الى استلام الحرم حتى لا تتسلمه يد الغدر والخيانة". واضاف "لكن يعلم الجميع ان هذا الجيش هو قاعدة الامام المهدي فلا يحق لي حلها ابدا واني لمنتظر سيدي ومولاي وامامي (المهدي المنتظر) ليملأ هذه الارض عدلا بعد ان ملئت جورًا". واضاف "يا اخوتي في جيش المهدي، ان الجيش جيشكم واثبتم للجميع شجاعتكم وتضحياتكم وقال "لكن يا اخوتي انتم في حل مني واقول كما قال الامام الحسين "هذا الليل فاتخذوه معجلًا".
لكن الصدر طلب من جهة اخرى من انصاره "تسليم مفاتيح" ضريح الامام علي "باسرع وقت ممكن" الى المرجعية وذلك في رسالة وجهها اليهم الليلة . وقال الصدر في الرسالة التي نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية "يا اخوتي في حرم امير المؤمنين، عليكم تسليم المرجعية مفاتيح الحرم باسرع وقت ممكن لكي نجنب هذا المكان المقدس دخول الانجاس من الكفار واذنابهم فالكل ولا استثني احدا لا يتفوه ببنت شفه الا من عصم الله". واضاف "هذا الامر عرضته عليكم ورفضتموه قبل الاحداث. . ان ارادت المرجعية ان تتدخل في مسالة الجيش (جيش المهدي) فانا في الخدمة". واكد قائلا "لم ولن اشارك في اي امر سياسي ما دام الاحتلال باقيًا وساسعى طيلة حياتي الى بناء العراق وحريته واستقلاله وتحريره". وختم قائلا "لكن مثلي لا يطول له بقاء وارجو السلامة لمقدساتنا وقادتنا ورموزنا".
ولم يعرف بعد موقف المرجعيات الدينية من تسلم مقام الامام علي من الصدر وانصاره الذين يتحصنون فيه لحد الان وسط اشارات بان القوات العراقية والاميركية قد تهاجمهم فجر اليوم لاخراجهم منه .
وفي واشنطن قال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض ان الصدر يجب ان ينفذ مطالب بغداد. وقال مكليلان "أوضحت الحكومة العراقية بجلاء انه لا يمكن ان يتبع قانونا منفصلا خاصا به."
رايس:تحسن الوضع الأمني في العراق رغم أحداث النجفكوندوليسا رايس
في المقابل، أعربت مستشارة البيت الأبيض للأمن القومي كوندوليسا رايس عن التفاؤل فيما يتصل بالأوضاع في العراق برغم أعمال العنف التي تشهدها البلاد في الآونةالأخيرة. وأضافت رايس أنه يجري تحقيق تقدم على الصعيد السياسي برغم العنف في النجف وغيرها. وذكرت رايس الأميركيين بأن التحول نحو الديمقراطية ليس مهمة سهلة، قائلة: "يتعين عليناأن نصبر على هؤلاء الأشخاص الضالعين في عملية التحول وأن نخفف من انتقاداتنا. ويتعين أيضا ألا نعتقد أن كل سقطة ستؤدي إلى حدوث انهيار وأن نوفر الوقت اللازم كي تنهض الديمقراطية القائمة على التعددية العرقية."
كما أعرب نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إيرلي عن اعتقاده بأن الأوضاع الأمنية في العراق في تحسن مستمر.
وقال إن انعقاد المؤتمر الوطني خير دليل على ذلك: "عندما يجتمع حوالي ألف عراقي من مختلف الأصول والأديان والعشائر والأحزاب السياسية مدة أربعة أيام لمناقشة مستقبل البلاد السياسي وتشكيل جمعية وطنية لتقديم توصيات للحكومة فان ذلك يظهر أن التضحيات التي قدمها الكثيرون لم تضع سدى بل كانت ذات قيمة، وأنه تم احراز تقدم نحو بناء عراق حر وديمقراطي."
وفيما يتعلق بأزمة النجف، أكد ايرلي أن واشنطن تدعم الحكومة العراقية ورئيسها إياد علاوي لفرض الأمن والاستقرار في العراق. وقال إيرلي: "في عراق ديمقراطي يتمتع بالسيادة، لا يمكن قبول أن تتولى جماعات مسلحة مثل جيش المهدي السيطرة على الأماكن المقدسة وأن تطلق النار على الأبرياء، وتمنح نفسها مهام الحكومة." وأكد إيرلي أن الحكومة العراقية ستحدد كيفية حل الأزمة.
مسؤول أميركي: لا دليل على تزويد إيران للصدر بالسلاح
من جانبه، نفىمسؤول أميركي رفيع المستوى في وزارة الخارجية، رفض الكشفعن هويتهوجوددليل على أن إيران زودت ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالسلاح. وأضاف المسؤولأنه على الرغم من سهولة نقل السلاح من إيران إلى الصدر فإن واشنطن لا تملك إثباتا على وجود دور إيراني. وأكد المسؤول الأميركي أن هناك الكثير من السلاح في العراق وان الصدر ليس محتاجا لان يعتمد في ذلك على إيران.
إضرام النار بمستودعات شركة نفط الجنوبمقر شركة نفط الجنوب في البصرة بعد احراق انصار الصدر له 2
وعلى صعيد آخر اضرمت عناصر من جيش المهدي النار في مكاتب مستودعات شركة نفط الجنوب التي تشرف على العمليات النفطية في البصرة . وقال متحدث باسم الشركة في البصرة ان "ميليشيات جيش المهدي اضرمت النار في مكاتب ومستودعات في البصرة" موضحا ان الجنود البريطانيين الذي يشرفون على المنطقة وصلوا الى المكان. وكان انصار الصدر هددوا في وقت سابق بضرب البنى التحتية النفطية في الجنوب بعد امهال الحكومة العراقية الموقتة في بغداد الصدر بضع ساعات لنزع اسلحة جيش المهدي واكدوا انهم اشعلوا النار في انابيب وابار نفط بجنوب العراق . وقال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان ان صادرات النفط العراقية لن تعود الى معدلاتها العادية حتى ينحسر العنف المتصاعد في جنوب البلاد. ودفعت الاضطرابات الى ابقاء خط أنابيب تصدير النفط الرئيسي في جنوب البلاد مغلقا لليوم العاشر لتظل صادرات البلاد من النفط منخفضة بنحو النصف.
عملية تخريب جديدة تستهدف خط انابيب نفط ثانوي قرب كركوك
اعلن مصدر في شركة نفط ان عملية تخريب جديدة استهدفت صباح اليوم خط انابيب نفطي ثانوي يصل حقول كركوك النفطية (255 كلم شمال شرق بغداد) بمصفاة بيجي (200 كلم شمال بغداد).
وقال علي عبد الله مسؤول في شعبة مكافحة الحرائق التابعة لشركة نفط الشمال ان "عبوة ناسفة انفجرت عند الساعة 08.30 بالتوقيت المحلي (04.30 تغ) تحت خط ثانوي لانبوب النفط الذي يربط حقول كركوك بمصفى بيجي مما ادى الى اشتعاله". واضاف ان "الانفجار وقع على بعد ثلاثين كيلومترا غرب كركوك". واوضح عبد الله ان "هذا النفط يستخدم للاستهلاك المحلي وليس له اي علاقة بعمليات التصدير".
غارة اميركية على الفلوجة
اكد الجيش الاميركي اليوم ان طائراته شنت خلال الاثنتي عشر ساعة الماضية غارات على مواقع للمتمردين في مدينة الفلوجة ذات الاغلبية السنية غرب بغداد بطاريتين مضادتين للطيران. وقال الجيش في بيان ان البطارية الاولى كانت بحوزة ثلاثة اشخاص قصفت عند الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش من الخميس والثانية عند حوالى الساعة 7 . ولم يشر البيان الى خسائر.
الصدر طلب من خاطفي صحافي اميركي الافراج عنه
صرحت ايفا غارين شقيقة الصحافي الاميركي المخطوف ميكا غارين في شريط فيديو بثته قناة "العربية" الفضائية التي تتخذ من دبي مقرا لها اليوم ان الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر طلب من خاطفي الصحافي الافراج عنه فورا. وقالت غارين في شريط الفيديو ان "ابلغنا ان مقتدى الصدر وجيش المهدي طلبا الافراج فورا عن ميكا". واضافت "نحن في عائلته، نامل ان يحصل ذلك، مع الشكر".
وكان ميكا غارين مؤسس ومدير "فور كورنيرز ميديا" وهي شركة متخصصة في توثيق الفيديو والصور والنصوص وتتخذ من نيويورك وكولورادو مقرا لها، خطف في 14 اب/اغسطس على ايدي مجهولين مع مترجمه امير دوشي في سوق في الناصرية (جنوب). ولم تحصل عائلته على اي معلومات عنه منذ ذلك الحين.
التعليقات