فيينا : تبدأ الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا يوم الاثنين لمناقشة مشروع قرار اوروبي بشأن البرنامج النووي الايراني. ووزعت الدول"الثلاث الكبيرة" في الاتحاد الاوروبي وهي فرنسا وبريطانيا والمانيا مشروع قرار قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الايراني لا يحقق ما كانت تسعى اليه الولايات المتحدة بشأن احالة طهران الى مجلس الامن الدولي.
وستعدل مسودة القرار قبل ان تقدم رسميا الى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن دبلوماسيين غربيين من بعض الدول الاعضاء في المجلس قالوا ان الولايات المتحدة لا تحظى بتأييد يذكر للقيام بعمل صارم ضد ايران الان .
وقالت الولايات المتحدة يوم الاحد انها تخطط لتكثيف الضغوط على ايران خلال الاسبوع الجاري من أجل تبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي ولكنها قللت من أهمية الحاجة الى فرض عقوبات مباشرة وعبرت عن ثقتها ان الخلاف يمكن حله من خلال الدبلوماسية.
وقالت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي لمحطة تلفزيون سي.ان.ان. "الرئيس لايستبعد أي خيار مطروح..ولكننا نعتقد ان هذا أمر يمكن حله على أفضل وجه بالسبل الدبلوماسية."
وفي وقت سابق في القدس قال جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الامريكية والمسؤول الابرز في ادارة الرئيس جورج بوش لشؤون منع الانتشار النووي ان "الرئيس بوش مصمم على المحاولة وايجاد حل دبلوماسي وسلمي... ولكننا مصممون على الا يتمكنوا من امتلاك القدرة على (انتاج) أسلحة نووية."
وتأتي تلك التعليقات قبل يوم من اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي من المقرر ان يبحث مشروع قرار أوروبي يمنح طهران مهلة حتى نوفمبر تشرين الاول لاثبات صدق موقفها بشأن برنامجها النووي.
ولا تطالب مسودة القرار الاوروبي بان يتم احالة ملف طهران تلقائيا الى مجلس الامن مالم تف بالمهلة كما تريد واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة تأمل ان يحيل مجلس محافظي الوكالة ايران خلال الاسبوع الجاري الى مجلس الامن الذي يتمتع بصلاحيات لفرض عقوبات لمخالفتها معاهدة حظر الانتشار النووي باخفائها أنشطة مرتبطة بانتاج الأسلحة على مدى عقدين.
غير ان مسؤولي ادارة بوش سعوا الى التقليل من هذه التوقعات في اجتماع الاسبوع الجاري.
وبدلا من السعى الى اتخاذ اجراءات مباشرة بشأن العقوبات قال مسؤول بارز في الادارة في واشنطن يوم الاحد "أهم شيء هو ان تتلقى ايران رسالة واضحة (من الوكالة) بان عليها ان تتعاون وان تفي بالتزاماتها الدولية وتتوقف عن الالاعيب."
وتقول ايران انها لا تحاول بناء قنبلة ذرية وأن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية فقط.
وقال بولتون ان السبب الأكثر أهمية لاحالة ملف ايران الى مجلس الامن هو "تكثيف الضغط السياسي عليها."
ولكنه أضاف "من المؤكد ان مجلس الامن يتعين عليه فرض عقوبات اقتصاية او اتخاذ خطوات أخرى وهذا يفسر لماذ يقع كل هذا على عاتق ايران."
وأبلغ مسؤولو مخابرات رويترز في فيينا في وقت سابق انهم يقدرون ان أمام ايران ما بين بضعة أشهر وعام كي تصبح ذات قدرة نووية. وهو ما يعني ان طهران ستكون قادرة على بناء قنبلة نووية دون استيراد تكنولوجيا أو خبراء.
وتساور اسرائيل بوصفها العدو اللدود لايران مخاوف بشكل خاص تجاه قيام طهران بتطوير أسلحة نووية. ويعتقد ان لدى اسرائيل ترسانتها النووية ولكنها تلتزم بسياسة الغموض النووي ولا تنفي أو تؤكد ذلك.
ورفضت ايران يوم الاحد مطالب أوروبية بالتخلي عن أنشطة نووية حساسة ولكنها أكدت استعدادها لتقديم ضمانات بان طموحاتها النووية سلمية بالكامل.
التعليقات