ابوجا: توقفت محادثات السلام بين الحكومة السودانية وزعماء المتمردين في دارفور بسبب وصولها الى طريق مسدود اليوم بعد عشر دقائق تقريبا من استئنافها عقب توقف دام ثلاثة ايام.

وقالت الوفود المشاركة ان وسطاء الاتحاد الافريقي المشرفين على المحادثات اوقفوها بعد ان ابلغتهم الاطراف المتنازعة انه لم يحدث تغيير في مواقفها منذ توقف الحوار يوم الجمعة.

ولم يتضح موعد استئناف المحادثات الا ان مسؤولين قالوا ان الوسطاء سيعقدون اجتماعا مع رئيس الاتحاد الافريقي اولوسيغون اوباسانجو رئيس نيجيريا في وقت لاحق من اليوم في محاولة كسر الجمود في المحادثات.

وقال بحار ابراهيم عضو وفد حركة تحرير السودان المتمردة ان "امانة (الاتحاد الافريقي) سالتنا حول ما اذا طرأت بعض التغيرات في مواقفنا الا ان الاطراف لا تزال عند مواقفها". واضاف ان "المحادثات ستستأنف في وقت لاحق".

والقى نائب وزير الخارجية السوداني نجيب عبد الوهاب الذي يشارك في المحادثات التي تجري في العاصمة النيجرية، بمسؤولية تعثر المحادثات على الولايات المتحدة.

وكان وزير الخارجية الاميركي قال الاسبوع الماضي ان حكومة السودان ارتكبت اعمال "ابادة جماعية" من خلال حملة القمع الدموية التي شنتها على قبائل اقلية الافارقة السود المشتبه في دعمها لمتمردي دارفور.

وصرح عبد الوهاب للصحافيين في مركز المؤتمرات الدولي في ابوجا ان "اعلان باول قوض المفاوضات ودفع اشقاءنا (المتمردين) الى التشبث بمواقفهم".

ويشعر المتمردون من جهتهم بالاحباط بسبب رفض الخرطوم حتى الان الدخول في مفاوضات حول التوصل الى تسوية سياسية في دارفور وتركيزها بدلا من ذلك على الاجراءات الامنية ومطالبتها بنزع اسلحة خصومها.

وكان متحدث باسم حركة تحرير السودان صرح في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس من لندن ان تصلب الحكومة يمكن ان يدفع بالمتمردين الى ترك طاولة المحادثات. وقال محجوب حسين ان "المفاوضات تقف عند مفترق طرق. ويمكن ان تنهار في اي لحظة اذا لم تستطع الحكومة السودانية تقديم رؤية ايجابية لحل سياسي".

وكانت محادثات السلام قد اجلت يوم الجمعة بعد ان رفضت الحكومة السودانية خطة تقدم بها الاتحاد الافريقي لاستعادة الامن في دافور التي قتل فيها خلال النزاع المستمر منذ 19 شهرا حوالى 50 الف شخص واجبر حوالى 1.4 مليون على الفرار من منازلهم.