نصر المجالي من لندن: يخشى مسلمون أميركيون من التعرض لممارسات تتعلق بالتمييز العنصري من بعد عودتهم من الأماكن المقدسة حيث ينوون تأدية فريضة الحج هذا العام، على خلفية قرار حكومي أميركي بأخذ بصماتهم وإخضاعهم إلى إجراءات أمنية متشددة في المطارات الأميركية.

وبادر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) وهو المعني بالدفاع عن الحقوق والحريات المدنية بالولايات المتحدة بمطالبة الإدارة الأميركية بتوضيح ما إذا كانت تنوي أخذ بصمات الحجاج المسلمين الأميركيين العائدين من مكة المكرمة بعد انتهائهم من أداء فريضة الحج أو إخضاع الحجاج لإجراءات أمنية مضاعفة بسبب مشاركتهم في مراسم موسم الحج الحالي، كما دعت كير الحجاج المسلمين الأميركيين إلى إبلاغها بأي تمييز أمني قد يتعرضون له خلال رحلة عودتهم إلى الولايات المتحدة بعد أداء فريضة الحج المبارك.

وفي بيان تلقته "إيلاف" من مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، فإنه خصص رقمًا هاتفيًا مجانيًا لتلقي الشكاوى المتعلقة بحوادث التمييز التي قد يتعرض لها الحجاج المسلمون الأميركيون خلال رحلة عودتهم إلى الولايات المتحدة، كما نشر المجلس على موقعه على الإنترنت إستمارة خاصة بالإبلاغ عن حوادث التمييز ونصحت كير الحجاج المسلمين الأميركيين بطباعة الاستمارة والاحتفاظ بها خلال رحلة العودة مما يسهل عليهم الاتصال بكير في حالة تعرضهم للتمييز.

وجاء موقف المجلس الإسلامي الأميركي هذا، من بعد أن اشتكى له حوالي أربعين مسلمًا أميركيًا من تعرضهم للتمييز بعد حضورهم مؤتمرًا أقامته منظمات مسلمة في كندا في الأوان الأخير، حيث خضع المسافرون المسلمون للتدقيق من قبل المسؤولين الأمنيين بإحدى نقاط الحدود القريبة من شلالات نياغارا على الحدود الأميركية الكندية، كما أخذت بصماتهم بسبب مشاركتهم في المؤتمر.

وذكر عدد من هؤلاء المسافرين أنهم رفضوا بشدة أن يقوم موظفو الجمارك وحرس الحدود بأخذ بصماتهم، ولكن المسؤولين الأمنيين أخبروهم بأنهم "ليس لهم أية حقوق" وأنه لن يفرج عنهم حتى بعد أن يوافقوا على أن تأخذ بصماتهم كما تم احتجاز بعضهم لأكثر من خمس ساعات.

وسارع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية بالاتصال بمسؤولي إدارة الجمارك وحماية الحدود مطالبًا بتفسير أسباب اعتقال وأخذ بصمات المسافرين المسلمين الأميركيين، واعترف متحدث باسم إدارة الجمارك وحماية الحدود - فيما بعد - بأن الإدارة قامت بأخذ بصمات المسافرين المسلمين الأميركيين بسبب مشاركتهم في مؤتمر إسلامي في كندا.

وطالب المجلس ، حسب بيانه، الذي أرسله إلى "إيلاف" بالتحقيق في الحادثة السابقة موضحًا أن الحادثة تمثل نموذجًَا مزعجًا للتصنيف على أسس دينية قد تترتب عليه تبعات شديدة الخطورة على حقوق المواطنين المسلمين الأميركيين الدستورية خاصة فيما يتعلق بالحق في التعبير عن الرأي وحق المواطنين الأميركيين في ممارسة ديانتهم بحرية وحرية عقد التجمعات المسالمة وحق الأفراد في أنفسهم من أن تقوم السلطات الأمنية بتفتيشهم بدون توافر سبب كافي يستدعي تفتيشهم.

وقال نهاد عوض مدير عام مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أن "صورة حجرة ممتلئة بالمواطنين المسلمين الأميركيين الذين تم اعتقالهم فقط بسبب ديانتهم وبسبب مشاركتهم في مؤتمر إسلامي هي صورة يجب أن تمثل مصدر إزعاج لجميع الأمريكيين الذين يقدرون قيمة الحرية"، كما طالب عوض بالتحقيق في الحادثة "لتحديد السياسة التي تم بناء عليها أخذ بصمات المسافرين المسلمين الأميركيين وكذلك تحديد الواقفين وراء هذه السياسة".

وذكر مجلس العلاقات في بيانه أنه طالب وزارة الأمن الداخلي بتوضيح سياساتها بخصوص الأسباب التي قد تستدعي أخذ بصمات المواطنين الأميركيين المسافرين، وحول ما إذا كانت المشاركة في مؤتمر إسلامي تمثل سببًا محتملا كافيًا يستدعي أخذ بصمات المشاركين فيه وإخضاعهم لمراقبة أمنية إضافية، ولكن الوزارة لم تقدم حتى الآن أية ردود واضحة على أسئلة كير.

ومن جهته، وجه أرسلان افتخار مدير الشؤون القانونية بكير خطابًا لوزارة الأمن الداخلي الأميركي تضمن الأسئلة التالية:
1) وفقا لأي قانون يحق لمسؤولي الحدود والجمارك احتجاز المواطنين الأميركيين وأخذ بصماتهم وتهديدهم بالقبض عليهم في حالة رفضهم إطاعة هذه الأوامر؟
2) ما هي التبعات القانونية التي قد تترتب على رفض مواطن أميركي لاعتقاله و لأخذ بصماته؟
3) هل تمثل المشاركة في مؤتمر إسلامي "سببا محتملا" كافيا لفعل إجرامي يبرر اعتقال القائمين به؟
وطالب افتخار المسافرين المسلمين الأميركيين الذين يعتقدون أنهم تعرضوا للتمييز أو لانتهاكات حقوقهم المكفولة وفقا للدستور الأميركي بأن يسارعوا بالاتصال بكير على الرقم المجاني التالي (1-800-784-7526)، كما طالب افتخار الحجاج المسلمين بأن يحتفظوا باستمارة "شكوى من التمييز" الموجودة على موقع كير الإلكتروني بالقرب منهم خلال رحلة عودتهم من السفر، ويمكن الحصول على الاستمارة بزيارة الموقع التالي: http://www.cair-net.org/downloads/hajji.pdf

يذكر ختامًا، أن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) هو أكبر منظمات الحقوق المسلمة الأميركية، ولكير 30 مكتبًا وفرعًا إقليميًا، ويهدف إلى زيادة فهم المجتمع الأميركي للإسلام، وتشجيع الحوار، وحماية الحريات المدنية، وتقوية المسلمين الأميركيين، وبناء التحالفات المعنية بنشر العدالة والفهم المتبادل.