المنتقدون: روزفلت احتفل بسلطة دجاج باردة وكعكة
تبذير وبذخ لتنصيب بوش والكلفة 40 مليون دولار

واشنطن: يواجه الرئيس الاميركي جورج بوش انتقادات بسبب 40 مليون دولار ستنفق على الحفلات الراقصة والموسيقية وحفلات العشاء على ضوء الشموع بمناسبة تنصيبه رئيسا بينما تخيم على البلاد أجواء حزينة بسبب الحرب في العراق وأمواج المد العاتية التي ضربت اسيا. وفي الوقت الذي يعد فيه بوش لحفل تنصيبه رئيسا لفترة ثانية الخميس المقبل يعتزم أنصاره الاحتفال باطلاق الالعاب النارية وبتنظيم حفلات على مدى ثلاثة أيام بينها حفلات راقصة. ويقول منتقدون ان الاحتفالات التي ينفق عليها بتبذير غير مناسبة في الوقت الذي تواجه فيه القوات الاميركية يوميا أعمال عنف في العراق والذي يجرى فيه حث الاميركيين على التبرع بأموال لتخفيف المعاناة الناجمة عن أمواج المد العاتية التي ضربت اسيا في 26 ديسمبر وأسفرت حتى الان عن سقوط 175458 قتيلا. وقال عضو مجلس النواب الديمقراطي انطوني واينر من نيويورك "أعتقد أن هذه الاوقات تتطلب الانتباه للصورة التي ستخلفها هذه الامور." وحث بوش على أن يطلب من المتبرعين له توجيه مساهماتهم في مراسم تنصيبه لشراء معدات للقوات في العراق بعد أن شكا بعض الجنود من انهم يضطرون للبحث وسط المخلفات عن قطع من المعدن يمكن ان يعاد استخدامها لحماية عرباتهم.

وكتب واينر في رسالة لبوش "تشير السوابق الى أن الاحتفالات بالتنصيب يجب أن تكون هادئة ان لم تلغ في زمن الحرب" مضيفا أن هذه الاموال يمكن أن تستخدم في شراء 690 مركبة همفي اضافة الى دفع 290 دولارا علاوة لكل جندي يخدم في العراق. واستشهد على سبيل المثال بالرئيس الامريكي الاسبق فرانكلين روزفلت الذي احتفل بتنصيبه عام 1945 بسلطة دجاج باردة وكعكة.

ودافع دان بارتليت مستشار بوش عن خطط الادارة الاميركية. وقال لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الامريكية يوم الاحد "كانت هناك حفلات تنصيب في تاريخنا أثناء العديد من الاوقات المختلفة العصيبة. من المهم للبلاد أن تتجمع بنهاية العملية (الانتخابية)". وأشار المؤرخ روبرت داليك الى الرئيس ليندون جونسون الذي لم يتجنب البذخ عام 1965 عندما وصلت تكاليف الحفلات التي نظمت بمناسبة تنصيبه الى 1.6 ملايين دولار بالرغم من حرب فيتنام.

وتتكفل الشركات ومتبرعون بتكاليف الاحتفالات ولا يتحملها دافعو الضرائب. ومن الجهات التي ستسهم في تغطية التكاليف شركات فورد موتور وماراثون أويل ونورثروب جرومان وجماعات ضغط مثل جمعية المصرفيين الامريكيين والجمعية القومية لمقاولي الاسكان. وقال جورج ادواردز استاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس انه لا يرى خطأ في رغبة أنصار بوش في الاحتفال الا أن كبر حجم بعض المساهمات يشجع المنتقدين الذين يحذرون من نفوذ جماعات المصالح. وبالاضافة الى ذلك انتقد البعض التكاليف الاضافية لدفع نفقات الامن الخاصة لرجال الشرطة والخدمات الاخرى في واشنطن العاصمة بسبب الاحتفالات.

وأبدى مسؤولون في مدينة واشنطن انزعاجهم من التعليمات التي تلقوها من الحكومة الاتحادية بدفع النفقات المرتبطة بحفلات التنصيب من مخصصات الامن الداخلي. وقال رئيس البلدية أنطوني وليامز ان تنصيب بوش سيكلف المدينة نحو 17.3 مليون دولار في الوقت الذي تعاني فيه نقصا في الاموال.