بهية مارديني من دمشق: ردًا على الهجوم الذي تتعرض له الجبهة الوطنية التقدمية في سورية التي تشكل إئتلافًا من أحزاب تنضوي تحت لواء حزب البعث العربي الاشتراكي ،اعتبر الياس مراد رئيس تحرير جريدة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم أن الجبهة الوطنية التقدمية هي رافعة من روافع العمل السياسي في سورية.

واقرّ مراد في لقاء مع الفضائية السورية الليلة الماضية أن الجبهة تحتاج الى تطوير وانها استطاعت ان تحقق نجاحات اقل من طموحات الاحزاب بما فيها حزب البعث ، ولكن من جانب آخر قال إنها تنقد نفسها عبر كوادرها وقاداتها ، مشيرا الى ندوة ضمت ثلاثة من امناء الاحزاب ، لافتا الى ان هذه الاحزاب شهدت صراعًا عبر التاريخ الا انها اصبحت ائتلافًا في جبهة واحدة يقودها حزب البعث ، مؤكدًا ان الجبهة تحاول ان تتطور ففي الماضي لم يكن لديها صحفها او اجتماعاتها او حضورها بهذه الكثافة ، مشددًا على وجوب انتقالها من المركز الى الفروع والقرى لتحقق ماتصبو اليه .

من جانبه اعتبر الدكتور فايز الصايغ رئيس تحرير جريدة الثورة الحكومية بأن واحدةً من دعائم الوحدة الوطنية الأهم هي الجبهة الوطنية التقدمية، التي انطلقت في عملها السياسي بأبعاده المختلفة منذ السابع من آذار(مارس) 1972
وفق ميثاق واضح ، كان من أبرز ملامحه محلياً التساوي بين المواطنين في وحدة الوطن.. وعربياً العمل على تكريس وحدة المصير ووحدة التراب ووحدة التاريخ العربي وتعميق مفهوم التعاون العربي الجدّي في مختلف المجالات, مع اعتبار أن أية محاولة لإثارة التفرقة العنصرية أو الدينية أو الإقليمية إنما تخدم القوى المعادية وتسهم في تمزيق وحدة الصف العربي, وهذا ما أثبتته الأحداث إيجاباً في مكان وسلباً في مكان آخر. ‏

‏ واكد الصايغ في افتتاحية جريدة الثورة امس ان الأبرز في الأداء الوطني للجبهة وأحزابها هو التركيز على مسألة الوحدة الوطنية, وتماسك أطيافه باعتباره الإنجاز الأهم الذي أسهم إسهاماً جدياً في تحويل التجانس الفكري والتنظيمي إلى حقيقة، وحال دون الانقسامات والجمود والتعطيل والعرقلة, وحوّلت ذلك كلّه إلى تيّار سياسي واسع الطيف ,همّه الأول تحصين الجبهة الداخلية إزاء الأخطار داخلياً.. وخارجياً, ومن الأبرز أيضاً أن القوى المعادية التي راهنت على العكس هالها نجاح التجربة, وأقلقها رسوخ الأُطر التي بنيت على أساسها، وبنَت عليها طيلة العقود الماضية، مروراً بالهزّات والأزمات والتحدّيات والأخطار التي تعرضت لها سورية منذ تأسيس الجبهة وحتى تطويرها وتحديثها.‏ ‏

‏ وراى الصايغ ان الأخطاء ظاهرة صحّية، والقدرة على تصحيحها ظاهرة أكثر صحّة،ودينامية العمل الجبهوي في سورية لا تتوقف، ولن تتوقف، فتلاقي إرادات الأحزاب والتيارات السياسية السورية الوطنية المخلصة للمبادىء والأهداف يجسّد حقيقة تطلّعات المجتمع السوري وآماله، وتغليب العوامل الإيجابية في العمل الجبهوي وتكريسه هو السائد, حتى غدت التجربة معطىً وطنياً ثابتاً يتمسّك به المواطن والوطن.‏ ‏

‏وشدد الصايغ على انه بمقدار ما تقطع الجبهة من خطوات على طريق تعزيز الوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية في هذه الظروف بالذات، بمقدار ما يزداد تحرك القوى المعادية لوضع العراقيل وإثارة التناقضات،ولهذا أخذت مسألة تطوير الجبهة أبعادها، وهي في الطريق إلى بلوغ الهدف المرحلي والاستراتيجي في آن.‏ ‏