بهية مارديني من دمشق : اكدت مصادر حقوقية سورية ان خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش ايجابي جدا من الناحية النظرية ، مشيرة الى تأكيده مفهوم الحرية وتكراره لهذه الكلمة اكثر من اربعين مرة في خطابه الذي استغرق 18 دقيقة .
واعتبر عبد الكريم الريحاوي المدير التنفيذي للمنظمة السورية لحقوق الانسان"سواسية" والناطق الرسمي باسمها في تصريح لـ"إيلاف" انه على الرغم من ايجابية خطاب بوش الا انه يحتاج الى برامج محددة تترجم على ارض الواقع وعندها فقط سوف نرى الى أي مدى يؤمن الرئيس بوش بالحرية ، فقد تعودنا من التجارب السابقة مع الادارات الاميركية ان المصلحة الاميركية تأتي دائما في المقام الاول وعندما تتعارض هذه المصلحة مع أي هدف فالاولوية هي دائما للمصلحة الاميركية والسياسة الاميركية الحالية في العراق تدل بشكل واضح على مصداقية الادارة الاميركية واحترامها للقانون الدولي والتزامها بالخطاب السياسي والشعارات البراقة فالقوات الاميركية في العراق لم تحترم اتفاقيات جنيف ولا البروتوكولات الملحقة بها ، وشاهد العالم انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي في مدينة الفلوجة.
واوضح الريحاوي انه يمكن تسمية خطاب بوش بالخطاب المثالي فقد جاء مليئا بالبلاغة والشعارات النبيلة والوعود البراقة ولكنه افتقر الى برنامج سياسي وعملي واستراتيجي قابل للتطبيق ،ففي فترة رئاسته الثانية يطرح شعارا جديدا لولايته المقبلة حيث ينصب من نفسه نصيرا للحرية ومدافعا عن المظلومين وهو في ذلك يحاول صياغة خطاب سياسي جديد يلائم مرحلة ما بعد الحرب على العراق والتي فشلت ادارته اليمنية بتسويغها سياسيا واخلاقيا على الرغم من الدعاية الهائلة التي حاولت تسويق اعلام تبريري يقوم على الادعاء بان احد اهم اسباب هذه الحرب هو اقامة نظام ديمقراطي في العراق وتحرير الشعب العراقي من نير الاستبداد .
واضاف الريحاوي ان ما يقدمه هذا الخطاب من تعهدات لبوش بدعم المؤسسات الديمقراطية وتهديد صريح لما سماه بالانظمة الطاغية يعد من الناحية النظرية خطابا مثاليا وايجابيا جدا ونحن بانتظار تحقيقه على ارض الواقع فالشعارات وحدها لا تكفي والمصداقية الاميركية اصبحت اليوم على المحك ، متسائلا هل تستطيع الادارة الاميركية ترجمة هذا الخطاب الى اجراءات حقيقية ملموسة ؟، معتبرا ان الاختبار الحقيقي لمصداقية الرئيس بوش يتمثل بمقدرته على التخلي عن الانظمة الطاغية التي طالما حافظت على المصالح الاميركية للبقاء مع السلطة فهل يستطيع المغامرة بالمصلحة الاميركية الاستراتيجية مع هذه الانظمة للحفاظ على مصداقيته كمدافع عن الحرية ومحارب لكل انظمة الطغيان ، متسائلا ايضا عندما يتعهد بوش بدعم كل مظلوم في العالم فهل هذا يشمل المظلومين في فلسطين والعراق؟.
واكد الريحاوي اننا في المنظمة السورية لحقوق الانسان وبعد قراءة موضوعية لخطاب بوش نؤمن بان الحرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالديمقراطية التي اصبحت اليوم في سورية مطلبا وطنيا يحظى باجماع وتوافق جميع الارادات الوطنية بمختلف اتجاهاتها والديمقراطية هي السبيل الوحيد للتمتع بالحريات المهمة والحقوق الرئيسة وعلى الحكومة البدء باعادة الحياة الديمقراطية الى البلاد بعد فترة طويلة من مصادرتها للحريات العامة وذلك عبر قيامها باصلاحات سياسية وتشريعية ودستورية وتعزيز قيم ومفاهيم حقوق الانسان وتعميق مفهوم المواطنة كشرط اساسي لنجاح الديمقراطية في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة.